:

لا زال الفشل مستمر

top-news

انواء 
رمضان محجوب

لا زال الفشل (مستمرا)…!!

 أكثر من  ستة وستين عاماً منذ نيل البلاد استقلالها، ولم ينجح أي حزب أو مكوِّن فكري أو سياسي في إقناع غالبية الشعب، أو قُل الناخب السوداني بجدوى برنامجه الفكري أو السياسي!

 "ستة وستون " عاماً والساحة السياسية المسكينة تنوء بحمل أكثر من مائة حزب، ولم يلبِّ جلها إن لم يكن كلها تطلعات هذا الشعب الذي لا يستحق كل ما يحدث له الآن.

انظروا معي إلى الواقع الحزبي الراهن فستلاحظون ان عشرات الأحزاب تمثل مكوِّنات العملية الفكرية والسياسية والاجتماعية وغيرها بالبلاد منذ عشرات السنين، والنتيجة صفر كبير في الممارسة السياسية الراشدة.

ستة وستون عاماً والدورة السلطية ما زالت تراوح مكانها (انقلاب عسكري شمولي، ديمقراطية فاشلة، انقلاب عسكري شمولي، ديمقراطية فاشلة… إلخ).

أكثر من ستة عقود ولم نصل بعد لحزب الدولة الرشيد الذي يقود الشعب والدولة لا مؤسساته ومنسوبوه، ولم نصل في الوقت نفسه لنظام حكم يتراضى عليه الجميع!

 الواقع والشواهد تؤكد أن أحزابنا مُنيت بفشل سياسي وفكري ذريع يعود لعدم قدرتها على إقناع الشعب السوداني بجدوى برامجها العامة.

 ذات الشواهد والوقائع تؤكد كذلك أن جميع الأحزاب قد فشلت في امتحان (المنفستو) والبرامج فما قدمته جُل أحزاب الساحة السياسية إلى الآن لم يتجاوز مرحلة الشعارات والمزايدات السياسية والوعود الكاذبة للناخب المغلوب على أمره فقط!

 أن لم تكونوا (مصدقين) تعالوا وابحثوا معي بين مكوِّنات الساحة السياسية  أي من الأحزاب من يطابق قوله الفعل؟

وأي أحزاب منها قدم السودان والمصلحة الوطنية على أهدافه السياسية والفكرية ومصالحه الذاتية في برنامجه العام؟

وأي منها لم يجعل من برنامجه لإضعاف المنافس الآخر أو إسقاطه، وإن جاء ذلك على أنقاض الوطن وأشلاء المواطن الذي اكتوى كثيراً بفعل قادة تلك الأحزاب كنا نلتمس منهم رشداً سياسياً، لكننا ما زلنا نبحث عن رجل رشيد بينهم!

 إذن فالمحصلة الكلية تشير إلى رصيد تراكمي من الفشل السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي، توارثناه حكومة عن حكومة وجيلاً عن جيل فيما لا نزال نبحث فيه عن معادلة سياسية تقينا شر التمزق والحفاظ على ما تبقى من أشلاء الوطن!

هل لديك تعليق؟

لن نقوم بمشاركة عنوان بريدك الالكتروني، من اجل التعليق يجب عليك ملئ الحقول التي امامها *