:

مدينتي

top-news

شعر: د.مصطفى محمد مصطفى


اريد ان اراك تمتدين حيثما أشاء 
علي بعد حلم ابدي
اريد ان اراك في دمي 
مدينة بها احتمي
اريد ان اراك لي جناح
تمشين بين الموج والحريق والرياح
هكذا هتفت حينما خرجت من مظاهرات العائدين من قبورهم 
وعندها ارتميت بين حضنها الدفء والتراب 
مدينتي
منارة للعشق والهوي 
وانا احبها كي لا اموت 
والحب قاتلي
هكذا علمت حينما حلمت انني أحبها 
وعندها استيقظت نازفا
*******
الحب يقتل الرجال والنساء والمدن 
الحب نزعة للريح بين الموج والسفن
الحب لايموت
لكننا نموت عندما نحب ....او نحب حينما نموت 
وعندما استيقظت نازفا علمت أنني حلمت أنني احبها 
********
مدينتي كل المواسم عندها شتاء 
ولذا ارتميت في احضانها ونمت كيفما أشاء
حلمت أنني حلمت 
لكنهم أتوا وايقظوني كي أصلي واقفا
فمت بين حلمي والصلاة
والآن عدت في مظاهرات العائين من قبورهم
إن تسألوني عن هويتي الاترون؟
مدينتي ...انا والطقس فيها توأمان 
إسمي؟
انا الشتاء ...لكنني والطقس توأمان
فسجلوا في محضر التحقيق أنني مشرّد
وادعوني في ملاجي الاحلام
*******

والان لاأبالي 
كنت جائعا فبعت للأوغاد معدتي ثم انتحيت
مدينتي لاتعرف الرحيل والسقوط
لاتدخل التاريخ
سمعتها تنادي :ياعبادي الذين أسرفوا تمهلوا
وتقراء الزبور والانجيل والقرآن واللاهوت 
وتصيح لي ((من قال لا عند من قالوا نعم))
((من قال لا ثم استمات فلن يمت))
******
مدينتي لاتنجب الطرقات والبيوت 
مدينتي لاتصنع الالوان والاشكال والنعوت
تئن لحظة المخاض في سكون 
لتنجب السكوت
تضج لحظة الشهيق
تفور لحظة الزفير لتشعل الحريق
***********
مديتني هي دائما تجتاح صمتي ثم تنعتني انهزامي 
قاطنا بين الخرافة واندهاش القارئات علي الاكف 
مسلما...
هل تدري إن اللّه لم يختارنا لنظل نلتحف الرصيف
لنظل نلتهم القصائد في موائد صمتنا اللامنتهي 
ونقول ان لاتقنطوا فالله في عون العبيد
من قال أن مناة يوما امتضي سيفا وقام علي جدار الكعبة العظمي ليحميها علي ساقين؟
والنار المجسوية ارتوت بالماء إلا أنها لم تنطفئ 
من قال ذا؟
ياربنا أنّ يكون لنا غلام والرجال بلامشيج ؟
ياربنا

mustafanag1971@gmal.com

هل لديك تعليق؟

لن نقوم بمشاركة عنوان بريدك الالكتروني، من اجل التعليق يجب عليك ملئ الحقول التي امامها *