:

فى الواقع

top-news

التخطيط والتنظيم الجيد  للمشاريع الاستثمارية 
بقلم :ـ بدرالدين عبدالمعروف الماحى 
شئ مزعج جدا تعدد المشاريع الاستثمارية وتكرارها بوجة شبه واحد فمثلا اكثر من عشرون صالون حلاقة حسبتهم فى ذلك الشارع المميز بطولة وموقعه المكتظ بالرواد وعشرة صيدليات تجاوات حتى القانون فى المساحات المحددة بين كل صيدلية والاخرى وكذلك الحال بالمطاعم ومحلات الحلاويات وحتى وكالات السفر والسياحة كل يوم نفاجأ بلافتة كبيرة لوكالة جديدة ونفس الحال فى الصحف والقنوات الفضائية فالمشاريع الاستثمارية اصبحت تقليد اعمى لاواقع فيه (ومزابا ) وفى اى جلسه بين اثنين يشاور احدهم للاخر (ياخى ماتعمليك وكالة ولا صالون ولاصيدلية) وباندفاع شديد يكب صاحبنا كل ما لديه ويؤسس و يتم الافتتاح الكبير فى اقل من شهر  وللاسف الشديد معظم تلك المشاريع لاتستمر كثيرا وفى ايام  محدودة تجد ابوابها مغلقة وتغيرنشاطها تماما لان صاحب العقار بحث عن مؤجر لنشاط يضمن له حقة فى قيمة الاجرة !! فيصبح صالون الحلاقة مكتب محامى والكافتيريا عيادة والوكالة صرافة ومقر الصحيفة سكن لطلاب جامعيين !! فالمشاريع الاستثمارية تحتاج الى تانى ودراسات جدوى  دقيقة  لان العديد من الناس  يفكر  طوال الوقت عن كيفية عمل مشروعٍ يدرّ عليهم الدخل الذي يكفيهم والذي يستطيعون من خلاله الاستقلال عن الآخرين، وفي العادة فإنّ المشروع الناجح يحتاج إلى تكامل عناصرٍ مختلفة والتي تبدأ كلّها من التخطيط الناجح للمشروع وهو ما يغفل عنه العديدون قبل البدء بمشاريعهم أو لا يعرفون كيفية القيام به، ولكي تقوم بذلك فيمكنك اتباع بعض الخطوات التالية من أجل التخطيط السليم للمشروع  فلا يوجد شيء في هذا الكون عشوائيّاً، أو من خلال الطبيعة البحتة كما يدّعي بعض الذين سلبوا عقولهم بأفكار بائسة وجنوا على بشريّتهم بهذا الهراء، فالكون كلّه محكوم بالقانون العامّ الذي تنتظم به الأحداث، والأفلاك، ولا تتوارى فيه ذرّة عن مجرّة إلّا بسبب ولحكمة يعلمها الله، وقد هيّأ الله لنا بعضاً من هذا العلم، وعلى الرّغم من كلّ ما وصلت إليه البشريّة ما زلنا لم نؤت من العلم إلّا قليلاً وبالتالي فإنّ في هذا الكون وهذا العالم الذي نراه ماثلاً أمامنا درساً عمليّاً على أنّهُ لا يتحقق النجاح واستمرار الحياة وضمان عدم حدوث الأخطار إلاّ بالتنظيم والتخطيط، وفي ضوء ذلك فإنّ الإستقراءات الكونيّة يجب أن تنعكس بشكلٍ جليّ على حياة الإنسان وتكون انعكاساً للتخطيط والتنظيم العامّ الذي هوَ أساس الحياة،و التخطيط هوَ وضع الأمور في نصابها التنظيميّ من خلال الخطط المدروسة والمُحاكة بعناية، والتخطيط السليم أساس نجاح الأفراد والمؤسسات على كافّة الصُعُد، فلا تتصفّ جهةٌ ما بالنجاح بدون وجود التخطيط والتنظيم، كما أنّ التخطيط يكون بمُعاينة البدائل التي تُطرح أمام الإدارة بحيث يكون الاختيار الأنسب لخيارٍ مُعيّن دونَ خيارٍ آخر. وفي التعريف السائد لمفهوم التخطيط وضعٌ في مقام الوظيفة الإداريّة الأولى والأهم والتي تعتمد عليها بقيّة الوظائف الإداريّة الأخرى وللتخطيط اهمية قصوى فهو  يحمي المؤسسات والأفراد من الأخطار المُستقبليّة، ويضمَن المُستقبَل الآمن وخصوصاً عند دراسة الظّروف التي تمرّ بها الإدارة العامّة للمؤسسة أو حياة الشخص نفسه، وبالتالي نتجنّب الأخطاء التي قد تُصيب الجسم العامّ للمؤسسة من خلال الدراسة المُسبقة كما يضمن التخطيط السليم عدم هدر الأموال الطائلة دون جدوى، وضمان توفير التكاليف الماديّة التي من المُمكن أن تُهدر بسبب سوء التخطيط والإدارة المسؤولة، حيث إنَّ التخطيط يقوم بتوظيف المال العامّ وتوظيف الطُرق التي يتمّ بها الإنفاق العاقل المدروس والتخطيط يجعل المؤسسات والأشخاص في حالة أمان إداريّ وأمان وظيفي وينشر جوّاً من الاستقرار الذي يشجّع بدوره على أهميّة العمل الجادّ والطموح في سبيل قطف الثمار التي ألقت بها الدراسات والخُطط الواعية وختى تخرج بناتج جيد من التخيطيط عليك في البداية تحديد أهدافٍ واقعيةٍ ومحددةٍ لمشروعك، ومدّةٍ زمنيةٍ كافيةٍ للقيام به، فلا يمكنك أن تقول أنّ الهدف من مشروعك هو امتلاك ملايين الدولارات في بضعة أشهر في حال بدأت مشروعك بمائة دولارٍ فقط، فهذا الأمر لا يحصل إلّا بالنوادر وحلّل مدى جودة المشروع والأخطار التي قد تواجهها أثناء قيامك بالمشروع، ولا بأس من الاستعانة بالخبراء أثناء القيام بذلك حتى عن طريق دفع الأموال لهم، فستوفر بدفعك الأموال لهم العديد من الخسائر التي قد تواجهها وخاصّةً إذا كنت تجهل في المشاريع أو كانت هذه أولّ مرةٍ لك  وحدد بشكلٍ مبدئيٍّ النفقات التي ستحتاجها لمشروعك سواء كانت هذه النفقات هي نفقات التشغيل أو رأس المال الذي تحتاجه، فبهذا ستوفر على نفسك نقص الأموال من بداية المشروع واللجوء إلى الدين أو القروض وأنت ما زلت في بداية مشروعك ثم حدّد خطةً مبدئية لمشروعك، أو خارطة طريق له، فستساعدك هذه الخارطة على التعرّف على الطريق الصحيح الذي ستسير به من أجل تحقيق أهداف مشروعك، وكما قد يواجه السائق في بعض الأحيان بعض التحويلات أو أعمال الصيانة عند سيره على الطريق، فإنّك قد تضطرّ إلى تغيير خطتك في العديد من اللحظات خلال رحلتك بحيث أنّ الخطة المبدئية التي وضعتها قد تتغيّر بشكلٍ كاملٍ بعد مدّةٍ من الزمن، وخاصّةً في المشاريع طويلة المدى

هل لديك تعليق؟

لن نقوم بمشاركة عنوان بريدك الالكتروني، من اجل التعليق يجب عليك ملئ الحقول التي امامها *