:

البرهان… فقط حرّك وتد الخيمة

top-news


راي :د. مصطفى محمد مصطفى

 


يحكى ان الشيطان قرر يوما أن يرحل مع ابنائه الى مكان اخر واثناء ذلك مرّ على خيمة فقال لابنائه سوف اعطيكم درسا بسيطا فانظروا ماذا انا فاعل، ولكنه لم يفعل شيئا خارقا بل هزّ الوتد الذي تستند عليه الخيمة فارتجت وكان بجوارها  بقرة ففزعت ورفست طفلا كان يقف قريبا منها فقتلته وعندما رأت صاحبة الخيمة طفلها يموت تحت اقدام البقرة اخذت تضربها ثم تناولت سكينا فبقرت بطن البقرة، وعندما عاد زوجها وجد بقرته مشتتة الاحشاء ونافقه وطفله ميتا فضرب زوجته ضربا مبرحا ثم طردها فالتحقت بقبيلتها التي سرعان ما تداعت لنجدتها ضد قبيلة زوجها فاشتعلت الحرب بين القبيلتين وقُتُل منهما المئات، وهكذا لم يكن ذنب الشيطان في كل هذا سوى انه هزُ وتدا وهو يترقب ما سيؤول اليه الحال. 
ولم يفعل البرهان شيئا سوى انه هزّ وتد الثورة فانهارت جميع اركانها  الامنية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية والتعليمية واشتعلت نيران القبائل ومات الابريا تماما كما مات ذلك الطفل، بيد ان الشيطان اراد ان يعّلم اولاده درسا في مهاراتهم الاساسية التي جُبلوا عليها بينما البرهان لم يكن له هدفا تعليميا وظن ان الخيمة لن ترتج وان البقرة لن تفزع فخاب ظنه والتفت حوله حبال الخيمة  وقطيعا من الابقار ترفسه.
  واذا كان الشيطان قد فعل فعلته وهو غير مبال بنتائجها لانه يعلم ان مصيره للنار فإن قائدنا الهمام قد فعل فعلته وهو يرجو الثواب مقابل ما سماه زورا وبهتانا تصحيح مسار الثورة وهو ينظر الى مقعده في اعال الجنان صعودا على أكوام جثث الضحايا التي بنى منها هرما وهي صرح اهون من صرح فرعون الذي بناه له هامان لعله يبلغ به الاسباب ويطلع الى اله موسي وهو يظنه كذاب. 
وما همان هنا الا زمرة من شياطين الانس انتسبوا الى الإسلام وسموا انفسهم الاخوان وهم من اوحي لصاحبنا ان يحرك وتد الثورة بينما ما زالوا ينتظرون حليب البقرة بعد ان يهدأ روعها  وتسكن ثورتها ولو كلف ذلك من الضحايا ملايين الأطفال.

هل لديك تعليق؟

لن نقوم بمشاركة عنوان بريدك الالكتروني، من اجل التعليق يجب عليك ملئ الحقول التي امامها *