:

*الدكتور الوليد آدم مادبو في مقتطفات دراسية نقدية عن ممارسة التقييم الذاتي والمؤسسي التي إنتهجتها حكومة الفترة الانتقالية وحاضنتها السياسية*

top-news

 

يقول كاتباً :- 


‏                    *شكّارته دلاكته*

طيلة فترة عملي المؤسسي والتي تجاوزت عقدين من الزمان لم اسمع عن هيئة سياسية تنفيذية تُقيِّم ادائها بذاتها، مهما كانت براعتها. بمعنى أخر، لا يمكن أن يولى الموظف أو الموظفة مهمة تقييم أدائه بنفسه، إنما توكل هذه المهمة لجهة داخلية، مثل أقسام التخطيط والجودة (في الحالة السياسية توكل هذه المهمة إلى جهات تشريعية)، لتقييم أداء الأفراد والأقسام المختلفة.  

التقييم (M&E) من اعقد المهام التي يستدعي انجازها كاملة الاستعانة بالضرورة بجهة استشارية خارجية متخصصة لضمان العلمية والحيادية. إلى جانب عدم الكفاءة المهنية فإن قحت -باصدارها هذه النشرة التي هي أشبه "باعترافات شخصية" منها إلى تقارير ميدانية- تعاني من عدم الامانة العلمية.

لقد ثار الشعب مطالباً بالمؤسسية فلم ينل غير السبل الاعتباطية التي تبدت في غياب الاستراتيجية والخطط التنفيذية التي يُقيَّم على إثرها أداء الهيئات والمؤسسات وفق مؤشرات وأقيسة محددة (KPIs)، كما إنه لم تمارس أي شفافية خلال الفترة الانتقالية لا من (قحت) ولا من رئيس الوزراء حمدوك الذي اعتمد في كافة قراراته الاقتصادية والسياسية على موجهات فردية (موغلة في السرية والانتقائية) لم تُراعى فيها الشورى الجماعية أو حتى الثوابت الوطنية. 

حتى خروج (قحت) من الحكم لم تعلن عن رؤية وطنية، بل اعتمدت في خطابها السياسي على محاولات لإبراز فشل الكيزان - الأمر البارز للعيان. وها هي قحت (ب) تبني مشروعها على فشل قحت (أ)، دون الاستناد إلى أي مشروعية مستقبلية، الانكى مصادمة تطلعات الشعب السوداني في الحرية والسلام والعدالة. (علماً بأن فشل الأخرين لا يمكن أن يكون مشروعاً بذاته). 

د. الوليد آدم مادبو

8 أكتوبر 2022

هل لديك تعليق؟

لن نقوم بمشاركة عنوان بريدك الالكتروني، من اجل التعليق يجب عليك ملئ الحقول التي امامها *