:

المدارس الخاصة تجارة  استفزازية !

top-news

فى الواقع

  بقلم :ـ بدرالدين عبدالمعروف الماحى 
بالامس اعلنت نتيجة الشهادة السودانية بعد تعثر غير مبرر وتعقيدات كثيرة كما الحال فى كل شئ ! وفرحت كثير من الاسر السودانية بما حققه ابناءهم من نجاحات ورغم الفرح (البعذب سيدو ) كان الحزن ملازم كثيرون من اولياء الامور وانا اتابع حواراتهم الجادة  فى فناء احد المدارس الخاصة بكافورى وتعليقاتهم فيما يخص تلك الزيادات الغير منطقية فى الرسوم المدرسية للعام الجديد والتى وصلت الى 500% ذ!!!!!! استحرضت وقتها تلك  المصادفة الغريبة قبل اعوام انا اجهز نفسى للذهاب حسب طلب ادارة المدرسية الخاصة للحضور والمثول امامها وملئ استمارة البيانات الخاصة بابناى رغم ان هناك معلومات روتينية لاتحتاج لتجديد فاسم الام هو ،، هو !! وكذلك ولى الامر ورقم الهاتف والسكن !! ولكن عند دخولى على مكتب الوكيله وجدت ان هناك (شرك منصوب ) باسلوب لطيف وهو مطالبتك بالسداد الفورى للقسط الاول والجدولة فى باقى الرسوم التى اجزم ان اى اب لاتقل رسوم دراسية اى واحد من ابناءه عن 750 الف جنيه !! وغرابة الصدفة اننى شاهدت برنامج فى قناة طيبة الطيبة عن التعليم الخاص والتربية السليمة وعلى ما ازكر ان البرنامج هو (انفاس الورد ) وقد استضاف احد الاساتذه المختصين وتحدث بلباقة ومنطق وواقع جميل وسبحان الله ما حدث امامى طابق حديث ضيف البرنامج فالازدحام كان هو سيد الموقف فى مكتب الوكيلة الصغير فى تلك المدرسة الخاصة بامدرمان وتحديدا حى الروضة مكتب تنقصة كل مقومات الزوق والاحترام للاباء والامهات حتى فى الترحيب والتجليس والكل يحمل فى يدية رزمة من الكاش ينتظر دورة وبعضهم يتملم فالدوام والارتباط والمصالح عندهم اهم اليه من الانتظار للسداد وملئ الاستمارة وقد دارات مناقشة بين الوكيلة واحد الاباء الذي يبدو عليه الصرامه والمنصب والمكان الرفيع فى مجتمعه واحتد النقاش بينهم لدرجة كبيرة وقالها ولى الامر بصوت عالى  (يازولة انا بحقى وما شاحدك وبدفع ليكم قروش اقول الفى راسى ) !!  تدخلت احد المعلمات لتهدئة الاب ولكن للاسف احرجها وكسر خاطرا بكلمات جارحة وقد لفت انتباهى ان ابنه ولى الامر كان تقف جوار والدها وهو يزيد من الاذى اللفظى وقد تزمر البعض مما قاله ونفس الحديث علق عليه ضيف البرنامج عندما تحدث عن سلوكيات البعض فى الفهم وحديثهم الجارح للمعلمين والمعلمات امام الابناء دون مراعاه ان التعليم هو جزء من التربية وهؤلاء هم اساس ذلك وبالتالى يجب ان نحرص على ان تكون صورتهم زاهية امام تلاميزهم ولابد من ان نفهم ان  لتربية والتعليم هي المحرّك الأساسيّ في بناء المجتمعات، وتطور الحضارات، ورقيّ الأفراد، وهي عملية منظمة ومدروسة تقدم من قبل الأهل، والمدارس، والجامعات، والمؤسسات المجتمعيّة؛ بهدف نقل المهارات والمعارف للأفراد، والقضاء على الأمية، وتنمية اتّجاهات الأفراد، وسنفصل في هذا المقال الحديث حول مفهومها، والعلاقة بين التربية والتعليم فالتربية علّم الفرد واكتسابه لمهارات معينة مثل القدرة على نقل المعرفة، وقدرة إطلاق الحكم على الأمور بشكل صحيح، والحكمة في مواجهة المواقف المختلفة، ونقل الثقافة من جيل إلى آخر، وهي كذلك تقوم على تربية الضمير والوجدان، وتنمية الإحساس، وتهذيب الشعور الإيماني، وتحسين السلوك والأخلاق اما التعليم فهو إدراك الشيء على الحقيقة، وهو إيصال المعلومات والأفكار للأفراد بصورة منظمة، وواضحة، ومحدّدة الأهداف، تقدّم من خلال المدارس، أو الجامعات، أو غيرها العديد من المؤسسات ويجب إن نعلم بأن  العلاقة بين التربية والتعليم علاقه متكاملةالأهداف والغايات، ولا يمكن الفصل بينهما إلا لضرورة ما، فالمحور الأساسي الذي تقوم عليه هو الإنسان، وترابطه بجذوره، وتفاعله مع مجتمعه وأمته، فإذا تم إهماله فإن النتيجة فساد المجتمع بأكمله، فالتقدم والرقي لا يتحقّقان بالمال ولا بالسياسة وإنّما بإعداد جيل مثقف، وواعٍ، وقادر على فهم المشكلات وما حوله من أمور، وحلّها بطرق سلمية بعيداً عن المشكلات والتعقيدات والتربية هي أداة التغيير، والتعليم أداة البناء فكلاً منهما يسعى لتحقيق مستقبل أفضل، فالتعليم يهدف لتحصيل المعرفة، والإطلاع على القوانين، والتدريب على مهارة ما، أما التربية فهي مفهوم واسع وشامل وقد ظهر علم التربية والتعليم منذ بزوغ الإسلام وتربى الصحابة على العلم، وعبادة الله وحده، وحسن الأخلاق، ثم أتى العلماء بعدها ليألفوا علم التربية والتعليم في نهاية القرن الهجري، وبذلك يُعدّ المجتمع الإسلامي من أرقى المجتمعات في مجال التربية والتعليم، وتنمية الفرد، ونهضة الدول، فما يميّز أمّة عن أخرى هو تعليم أفرادها ونوع التربية السائده فيه فاتمنى ان نتشارك فى الاعداد لذلك الفهم والمشاركة فى اظهار معلمى وادارى وحتى (فراشين ) تلك المؤسسات التعليمة بشكل يليف بأن يرى فيهم ابناءنا القدورة الحسنة فى كل شئ والمدارس الخاصة هى ايضا للتربية والتعليم بعيدا عن الاجر المدفوع !

هل لديك تعليق؟

لن نقوم بمشاركة عنوان بريدك الالكتروني، من اجل التعليق يجب عليك ملئ الحقول التي امامها *