:

البلد الهمَلة..!

top-news

 

           

بقلم : طه النعمان 

 

 


كتب الاستاذ محمد عبدالله برقاوي بوستاً بالبنط العريض يقول فيه : مشاهد مؤذية تبثها القنوات لأناس يقتلون بعضهم بعضاً بطريقة بشعة في النيل الأزرق و بصورة لا تشبه طبيعتنا .. و تساءل : فما الدافع لكل هذا الحقد ؟!  .. فوجدتني أرد على سؤاله بهذا التلعيق الذي انتهى إلى الإضاءة التالية :
====== 

 * التنوع  "الطارئ/المتجدد" و المستمر عبر الحدود المفتوحة  بالهجرات المتواصلة للأجانب  يا أستاذ برقاوي  أضاف تعقيدات جديدة "للتنوع الأصلي" للخريطة السكانية السودانية الموغلة بطبيعتها في التعددية الإثنية و الثقافية و زاد طين الواقع "الماناقص" طمبجةً. 
* هي تلك الهجرات التي  لا تخضع لأي قواعد أو رقابة قانونية تنظم وجود الأجانب كما يحدث في كل بلاد الدنيا المتقدمة أو المتخلفة مثلنا .
  * فهم يدخلون البلاد بأي طريقة تناسبهم و في أي وقت يشاؤون ،  يقيمون فيه لأي وقت يقررون، و يقطنون في المناطق أو البلدان التي يختارون، أو  أحياء عشوائية ينشؤون ، في أطراف المدن يتصرفون فيها -بوضع اليد- باعتبارها أرضهم ، لارقيب عليهم و لا حسيب.يعملون في أي مهنة كانت بمزاجهم و كما يرغبون .
* باختصار وجدوها بلاداً هملاً أو "وكالة بدون بواب" على قول المصريين .
* زرنا العديد من بلاد العالم  غرباً و شرقأً و حتى دول الجوار ، فلم نر شيئاً يشبه أو يماثل تصرف السودانيين  و السلطات السودانية في كل العهود تجاه الوافدين الأجانب. 
* و الأغرب أن هذا  السوداني لو أراد الذهاب إلى أي من بلدان أولئك المهاجرين الطارئين غير النظاميين الذين يتجولون و يعيشون براحتهم و كما يحلوا لهم في بلادنا ، لو أراد مجرد الزيارة فلن يستطيع أن يفعل ذلك بغير الإجراءات و النظم المعتادة ، من تأشيرة و مدة إقامة محددة قابلة أو غير قابلة للتجديد و عنوان معروف ، ولن يستطيع التحرك في الشارع أو الأسواق أو من مدينة لأخرى إلاّ و جواز سفره في جيبه الخلفي خشية أن تُسائله شرطة الهجرة و الأجانب عن من يكون و لماذا هو هنا ؟ 
* ناهيك عن أن يفكر بالاستقرار في بلدانهم تلك  بذات الطريقة العشوائية، التي تزحم شوارع مدننا و قرانا و لا يستحون حتى عن ممارسة التسوُّل علناً من غير خشيةٍ من شرطة أو قانون.. فما غريبة يا أستاذ برقاوي البتسوّل لو ربّى عضلات أن يقلع و لو توفر له السلاح و السند السياسي ، كالذي جرى في عهد "الإنقاذ" عبر بعض منسوبيهم في قمة النظام ، أن يقتل و يحتل و يستوطن .
  * حالة تستحق الدراسة و إعمال النظر الجاد من أجل وضع حدٍ حاسم  لها ، اقتداءً بتصرفات الدول التى تحترم سيادتها و أرضها و حدودها  و ترعى حقوق مواطنيها، و تتعامل مع الوافدين الأجانب وفق النظم و الأعراف الدولية المرعية في مسائل الدخول و الزيارة و الإقامة و الهجرة و التجنيس .
* لك الله يا هذا البلد المفتوح و المُشرع نهباً للغاشي و الماشي !

هل لديك تعليق؟

لن نقوم بمشاركة عنوان بريدك الالكتروني، من اجل التعليق يجب عليك ملئ الحقول التي امامها *