نادي الاحزاب السودانية مبادرة خلاقة من حزب قوى التغيير والاصلاح القوي
- Super Admin
- 30 Nov, -0001
- 826
ربما استفادت الاحزاب حديثة التكوين من أخطاء الاحزاب التقليدية اليمينية منها واليسارية وأخذت هذه الاحزاب الشابة ذات التكوين الأكثر نضوجا على عاتقها دراسة ظاهرة الاحزاب السودانية التي قال عنها الاستاذ امين بناني في إحدى منشوراته ان نشاءتها في العالم الثاني والثالث كانت مرتبطة بمهمة انجاز الاستقلال السياسي لا الحضاري الشامل وبانجاز هذه المهمة انتهي دورها ولكنها استمرت في حكم بلدانها مستفيدة من رصيدها النضالي وقد فشلت لأنها لم تطرح برنامجا واضحا للتغيير او تتبني رؤية قومية لمواجهة تحديات ما بعد الاستقلال، للارتباط بالاستعمار عبر تجمعات الكمنولث والفرانكوفونية وتجمعات واتفاقات تحت مسمي الشراكات الذكية، وقد أدى هذا الواقع الى تكوين أحزاب موازية ذات عقيدة يمينية او يسارية مستوردة اضاعت جهدها في الصراع مع الاحزاب التقليدية بل وربما استعانت في كثير من الاحيان بالجيش لفرض ايدولوجيا تها.
الا ان حزب قوى التغيير والاصلاح القومي المعروف اختصارا بحزب (البديل) استفاد من مراجعاته التاريخية وخرج بفكرة جديدة لعمل الاحزاب السودانية صاغها في شكل مبادرة دعا لها الاحزاب الوطنية النظيفة بالتركيز على الحديثة منها وتضمنت هذه المبادرة مشروعا نهضويا لتصحيح مسار العمل الحزبي من خلال نادي الاحزاب السودانية الذي ارتكز على كونه تجمع مدني للأحزاب السياسية السودانية بغرض إيجاد وعاء جامع تذوب في داخله كافة الخلافات السياسية الناتجة عن التوجهات العقائدية والطائفية والعرقية إضافة إلى تجاوز التزامات الاحزاب لمرجعياتها. ونعتقد انه يوجد اهداف ومصالح مشتركة لهذه الأحزاب يمكن ان تجتمع سوياً للمساهمة في تحقيقها، فالأحزاب كمنظمات اعمال تعتبر جزء من المؤسسات المدنية، يمكن ان تلتقي في كيان مدني منظم يعكس التعاون الحزبي في المجال النظري والعملي حول مختلف القضايا الوطنية. وقد اقترح حزب البديل أهداف مرنة لمبادرته تمثلت في تعزيز التبادل والتعاون بين الأحزاب السياسية بمختلف أيدولوجياتها وخلفياتها مع تطوير لغة التفاهم والثقة المتبادلين بين الأحزاب. التعاون حول تطوير العمل الحزبي في السودان بحيث تعمل هذه الأحزاب لتعزيز الديمقراطية في المجتمع من خلال الدور الفريد والقنوات التي تتمتع بها بين المواطنين كما ان نادي الأحزاب السياسية يعتبر صوت للأحزاب السياسية في نسيج المجتمع المدني في السودان يمكن من خلاله خلق بيئة للسلام الدائم والازدهار المشترك في السودان. وقد اقترح الحزب ان تكون عضوية النادي مفتوحة للأحزاب المسجلة رسمياً حسب قانون الأحزاب، وتكون سوياً جمعية عمومية يحكم عملها وأنشطتها ميثاق ونظام أساسي متفق عليه.
وانا ارى ان هذا الوعاء اذا تم استيعاب فكرته الأساسية فإنه سيفضي الي إعادة النظر في العمل الحزبي وأخراجه من اطاره الضيق الذي تمحور حول حشد الناخبين بالكذب والتضليل الي تغيير نوعي في رؤية العمل السياسي عبر ترقية سلوك القيادات الحزبية ومن ثم تطوير مفاهيم الناخبين من خلال انشطة مجتمعية مكثفة يقوم بها النادي لازالة التغبيش الذي تتم ممارسته في الوقت الحالي مما يؤدي في المحصلة النهائية الي تعديل جوهري في استراتيجيات عمل الاحزاب لتتوافق مع تطلعات الجماهير.
ما لفت انتباهي في هذه المبادرة هو انها صادرة عن حزب حديث التكوين خاض معظم قادته تجارب سياسية عميقة ادركوا من خلالها ان جميع المواعين الحزبية بشكلها الحالي لا يمكن أن تلبي متطلبات الدولة السودانية الحديثة ذلك لان العلل الموروثة في هذه الاحزاب تحول دون تطورها وتجعل منها أدوات تسعى فقط لاستلام السلطة بالاغلبية الميكانيكية دون أن يتم استصحاب تطوير برامجها التي تجاوزها الجمهور مما يعني انها أصبحت أدوات غير مرغوب في التعامل معها إلا من قبل الأشخاص ذوي المصالح المباشرة
د. مصطفى محمد مصطفي
هل لديك تعليق؟
لن نقوم بمشاركة عنوان بريدك الالكتروني، من اجل التعليق يجب عليك ملئ الحقول التي امامها *