:

مشاهد وحكايات من امام السفارة السعودية بالخرطوم

top-news


بقلم : بدرالدين عبدالمعروف اماحى 

 


فى اواخر شهر رمضان المعظم اجبرت على التردد ليوميين متتالين عقب الافطار على السفارة السعودية بالخرطوم وتحديد القسم القنصلى بها ورغم ماتربطنى من علاقات طيبه ووطيده وممدته مع سعادة السفير وطاقم مكتبه الموقر وعلى راسهم الاخ (محمد الغامدى ) واخرين بالسفارة الا اننى فضلت ان اسلك الطريق الصحيح  خوفا من الحرج وحرصا منى على ادامه التواصل بينى وبينهم فيما هو اهم مما كنت اسعى اليه ورغم قناعتى الراسخه في انهم لايقصرون فى شئ ولا يردون طلبى فيما هو متاح الا اننى اضع فى مخيلتى تلك الاعداد الكثيره من من يعرفونهم ويطلبون نفس الخدمة التى كنت اطلبها لذلك تجنبت الاتصال بهم فى هذا الخصوص والامر برمته مربوط بالقسم القنصلى وهى الجهه المنطوط بها تقديم خدمات الجمهور ودائما يترك الامرلها ويتفرع اعضاء السفارة لاعمال اخرى ومقصدى الذى لم يخب ظنى فيهم كان لاجراءات تأشيرة زيارات عائلية تخصنى واسرتى الصغيرة بعد ان استكملنا كل المطلوبات عبر البوابات الاكترونية فى التقديم والسداد وارفقنا المستندات التى تحدد العلاقة النسبية بين طالب الـزيارة  وهو شقيقى دكتور ابوالقاسم المقيم منذ 20 عام بالمملكه وبين باقى افراد الاسرة (الام وابن الاخ والاخت ) بعد ان ( تلكلك)  صاحب المكتب فى ادخال الجوازات وتنفيذ التأشيرات وكنا قد رتبنا امورنا على العيد بالمدينة المنورة ولايخفى عليكم اشواق الامهات والاخوات عندما تتعلق ارواحهم بتلك البقاع الطاهرة ، علمت من محدثى وصاحب المكتب ان سعادة القنصل والرجل الثانى والثالث فى القنصلية ظلوا طيله تلك الايام الاخيرة من الشهر الفضيل يقدمون الخير ، كل الخير بمقابلتهم للمواطنين المضطرين والمتضررين من تلك المكاتب فى تنفيذ تاشيراتهم وقد ابدعوا فيما هم فيه وحققوا ضربه (معلم)  بتقديم كل الممكن وهزموا ضعاف النفوس والمتجارين والمزايدين بحقوق الضعفاء واكثرهم من السماسرة منزوعى الضمير ! وصلت الى المدخل الشرقى لبوابه السفارة وهى ذات البوابة التى يخرج منها هؤلاء الرجال الاماجد الافاضل ليسمعوا هذا وذلك  بلا كلل او ملل رايتهم بعينى وكنت ضمن المنتظرين يخرجوا بطواقهم الادارية والفنيه سعادة القنصل الجديد (رافت ) ابواحمد  ومساعده سعادة الاخ (السعودانى ) خالد العبيد بسحنته القريبه لنا وايضا زية (السعودانى المميز ) تعجبت فيهم وانا اشهد تلك المواقف خرجوا وفى انتظارهم اعداد مهوله من المواطنين فيهم كبار السن ،، زوجات المغتربين ،،،ستترات وطبيبات يردن اكمال اجراءاتهن للسفر وتغير حياتهم الى افضل بالاغتراب ،،، ونساء  فى اعمار اماهتهم فى انتظار الفرج ،، فخرج عليهم اهل الخيرببشاشه لايمكن ان اصفها وصبر لايوصف رغم رهق العمل وتكرار (الحكى ) منهم كان يقابلهم بابتسامه ترد الروح ويبشرهم بأدب جم ، ويعدهم بصدق ان امرهم مقضى رايته وهو يجمع من كل ذا حاجة ان كان جوزا او قصاصة فيها بيانات المدخل ويعود لهم وهو يقطع مسافه بين مكتبه ومكان تواجدهم ليفرحهم !!  هزنى منظر تلك الام التى اتاها يحمل لها الفرح والبشارة بجوازها مؤشر ،، زغرتت وبشرت وغنت وسجدت امام الجميع حمدا وشكرا لله !! كم كانت سعادتى غامره بهذا الوفاء والتقدير والعمل الجليل من سعادة القنصل (ابواحمد )  وهو يقف عليه بنفسه تخيلوا يستلم منك المعاملة ويدخل وقف على تنفيذها وطباعتها فى الجواز ويرجع بها فرحا ليسلمك لها ،، حقا انها المعانى السامية والدبلوماسية الراقية فى زوق التعامل بين الشعوب لانها تزرع الحب وتقوى الصلات والروابط ،، فى اليوم الثانى تزايدات اعداد الناس عندما سمعوا بما يقوم به سعاده القنصل ومساعدوه وكنت حضورا خاصة انه اليوم الاخير فى الدوام قبل عطلة العيد الرسمية لم اتخيل على الاطلاق ان يخرج على تلك الاعداد الكبيرة احد خاصة وان اعلم ان هناك ترتيبات مسبقه بينهم وبين مكاتب الاستخدام لانجاز كل المدخل بالسفارة وتسليمه قبل العطله والرهق الذى يعانية هؤلاء الرجال الافاضل وموظفيهم وهى اكثر من 7 الف جواز فعند الساعه الثانية عشر مساءا خرج الرجل الثانى الرجل الودود اللطيف المهذب معسول الكلام (خالد العبيد ) وكم كانت سعادتى بانه استمع لكل من وقف امامه وبكل بساطه حل مشكلة كل من له جواز دخل السفارة وعدهم خيرا واسمعهم طيبا وتمنى ،، كنت انظر للرهق فى عينيه وقد سمعته يبشرهم انهم امس واليوم موجودين للثالثة فجرا لاتمام كل الطلبات ،،!! اى وفاءا و فضلا اكثر من ذلك واى برا نجده من هؤلاء الاشقاء ورغم انجازى لما اتيت من اجله انى اننى ظللت جالس فى سيارتى الحظ حركة هؤلاء وفرحه اولئك الضعفاء الاقوياء بعدل وانصاف  وبشريات الاخوه بالقسم القنصلى  وعندما خلقنا الله سبحانه وتعالى، خلق معنا الرحمة والعطف والكثير من الأخلاق الحميدة التي يجب علينا أن نتحلى بها لنكون عباداً صالحين، ومن بين الأشياء والأخلاق التي أمرنا الله تعالى بها، مساعدة الآخرين ومد يد العون لهم وتقديم الخير لهم دون تردد،كما كان يفعل هؤلاء  لأن الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه، فمن يُساعد الآخرين بنيةٍ خالصة وقلبٍ صادق، يُيسر الله له الخير ويُعينه ، أما من يحتجب عن مساعدتهم فإن له معاملةً بالمثل، فمدَّ يد العون للآخر هي من الصفات التي حضَّت عليها الديانات بمختلفها، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كالْبُنْيانِ، يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا"،[٢] والمساعدة لا تأخذ شكلًا واحدًا فكثيرًا ما يحتاج الطفل صغيرًا مساعدةً أكثر من الكبير وهو ما قد لا ينتبه له الكثير من النَّاس، عدا عن أنَّ المساعدة تجلي النفس والصدر والروح من الشوائب السيئة التي قد تعلق بها، فما أبهى أن يقف المرء أمام صنيعته ليرى تلك الابتسامة تلاحقه في مخيلته أينما ذهب، وإنّ أهمّ صفة يجب أن يمتلكها الإنسان اثناء مساعدته للاَخرين هي الصبر، فالصبر يعد مفتاح الفرج لجميع أمور الحياة، ولهذا يجب على الفرد أن يتعلم السيطرة على مشاعره اثناء تعامله مع الآخرين؛ لأنّه سيلتقي في حياته مع بعض الأفراد الذين تنقصهم اللباقه ومنطق القول فى توصيل حوائجهم ولله درءك اخى سعادة القنصل وااخى الحبيب (خالد العبيد ) فقد رايت فيكم  صفات الانبياء الاتقياء الاصفياء الاوفياء فى تلك الساعات تجسدت لى فيها معانى الدبلوماسية والقيادة الناجحه قوه من غير ضعف ولين فى غير تفريط وصبروشجاعه  من غيرتهور ،، هنئيا لكل سودانى يقصد داركم بهذا الوجود المميز وههنئا لشعب المملكة الطيب فعنوان بلدكم الطاهر يحمله من حق لكم ان تفاخرون بهم رسلا للسلام والمحبة والدبلوماسية الراقيه ،، حفظكم الله ورزقك خيرا نلك الدعوات التى سمعتها واثابكم من فضله لما قدمتوه لنا شكرا جميلا سعادة القنصل (رافت ) ابواحمد شكرا كثيرا سعادة مساعد القنصل (خالد العبيد ) فقد تزينت بكم سيرة طيبه فى كل بيت سودانى اسعدمتوه .

هل لديك تعليق؟

لن نقوم بمشاركة عنوان بريدك الالكتروني، من اجل التعليق يجب عليك ملئ الحقول التي امامها *