:

اشتاقت الى لقاء ربها

top-news

لسان الحال

 اشتاقت الى لقاء ربها 

د.مصطفى محمد مصطفى

هكذا اختصر صديقي عثمان الامر وجعله مزيجا من الحزن والفرح ، قال بكل سهوله : ان بثينة إشتاقت للقاء ربها، وحتما من أحب لقاء ، الله أحب الله لقاءه. في رحلة نزوحهما معا من الخرطوم الى كوستي الى المناقل الى بورتسودان  ثم كسلا فأسمرا حتى استقرتا اخيرا في المملكة العربية قالت لي أمي واختي  إنهما لم يتمنيا إطالة أمد النزوح الا في رحاب كسلا وتحديدا في منزل بثينة جعفر الذي اخلته بكامله وجعلته مسكناً للنازحين ، قالت امي إن بثينة كانت تذهب باكرا الى السوق فتأتي بكل خيراته من لحوم وخضروات وغيرها ، تضعها بعد ان تداعب الاطفال وتمازح النساء ، ثم تذهب الى عملها  لتعود بعد صلاة العصر فتحرك ساكن الدار وسكانها وتملأوه حيوية وتفاؤل ومرح وتنشر فيه من روحها بين الحاضرين ما يكفي لنسيان مأساة النزوح فإذا تناولت غدأها نثرت النكات والضحكات ، قالت لي امي ان بثينة بنظارتها ذات الاطار الكبير كانت تجلس عندما تشعر بأن النازحين إطمأنوا وامتلأت نفوسهم بالامل فتأخذ بمصحفها بين المغرب والعشاء ، قالت أمي أن بثينة لديها مصحف كبير كضلفة الشباك تضعه أمامها ثم تعدل نظارتها وتتجه نحو القرأن في خلوة مع ربها وهي جالسة بين النازحين ، حتى اللحظة لم استطع ان انقل الخبر لوالدتي وأختي ولذلك آثرت ان تعرف عبر الميديا ومن هذا المنشور، بثينة جعفر نوارة الكلية ومحبوبة الدفعة ٩٢ بكلية الصحة جامعة الخرطوم، كان دخولها من بوابة الكلية يبدأ بتحية أعمامنا الحراس والجناينية ومعاكسة كل من تمر به ، كان جلوسها بيننا دافئا، كنا جميعا نحب طلتها ولا نمل من حديثها، كريمة، مرحة، شديدة التعاطف مع الزملاء والزميلات ،وهكذا ديدنها في عملها ووسط افراد اسرتها. انا لا ارثيها ولكني اعزي فيها نفسي وزملائي وكل الزميلات، وكل الاهل بولاية كسلا حيث كانت تجوب القرى والارياف لتقدم لهم خدمات الصحة العامة،  رحلت عن دنيانا في حادث مروري اليم واضاءت قبرها مساء الامس  وهي بإذن الله من الشهيدات ، تقبلها الله عنده وجعل مسكنها في الفردوس الاعلى،

هل لديك تعليق؟

لن نقوم بمشاركة عنوان بريدك الالكتروني، من اجل التعليق يجب عليك ملئ الحقول التي امامها *

عبدالماجد مردس احمد.

لها الرحمة والمغفرة والعتق من النار تعازينا للجميع الحبيب دكتور .نعم هذا الزمان الغابر ياخذ الاخيار وياخذ الذين يعطون الحياه امل . كسلا غير لذا تغني لها شعراء الحب والجمال.وكل من مر بها. واوصيك الحبيب وكل الزملاء بأن نرعي ابنائها كما أرادت