:

يا ماشي لجنيف جيب لى معاك رغيف

top-news

مسارات


محفوظ عابدين يكتب:-




تساءل الكاتب والصحفي السوداني صاحب المفردة المميزة والنظرة الثاقبة والرؤية الفاحصة في قراءة ما وراء السطور وسبر اغوار التحايل دون جهد منظور الأستاذ عادل الباز الذي تساءل لماذا الكل يتأمر على السودان؟ حتى المنظمات الدولية والإقليمية مثل الامم المتحدة والاتحاد الافريقي والايقاد ،تساند مليشيا الدعم السريع سندا واضحا وتحاول دائما ان تكسبها شرعية من دون حق  وليست من حقها  كما حاول ان يفعل مبعوث الامين العام للامم المتحدة للسودان رمضان لعمامرة إراد ان يجعل من مفاوضات المساعدات الإنسانية في جنيف مفاوضات مباشرة ويدخل فيها اجندة سياسية وإن تدار من داخل مباني الامم المتحدة في جنيف ليكسب المليشيا شرعية لم تكن تحلم بها  من خلال أجراء المفاوضات داخل مباني الامم المتحدة في مخالفة صريحة للمواثيق الدولية التي تحكم عمل الامم المتحدة ان لايدخل مبانيها إلا من يكتسب عضويتها  ان تكون دولة ذات سيادة.
ولكن سويسرا  الدولة المضيفة فطنت الى الأمر وحتى لاتدخل في ذات الجرم والانتهاك الصريح للمواثيق التي تحكم عمل المنظمة الدولية  وهي دولة المقر، ذهبت بالمفاوضين الى قاعات خارج مباني الامم المتحدة 
والامين العام للأمم المتحدة غويرتش ومبعوثه رمضان لعمامرة يعلمان تمام العلم ان ما يفعلانه مخالف لكل المواثيق الدولية التي تحكم عمل المنظمة.
ويبقى السؤال ان كانت الامم المتحدة  نفسها تبحث عن شرعية لمليشيا متمردة وترتكب بصورة يومية كل الجرائم المحرمة دوليا ضد الإنسانية،السؤال لماذا تفعل كل هذا ولصالح من ؟ ومن الذي يجد لها الشرعية لتخالف  مواثيقها التي تحكم عملها.
هذا هو المخطط الذي يستهدف السودان هو ان يخضع السودان بكامله لاصحاب المصلحة ان كان عن طريق الحرب أو عن طريق الامم المتحدة التي هي من المفترض ان  تدافع عن سيادة السودان ولا تصبح (سكينا) تعمل في (سلب) هذه السيادة.وبالتالي الحديث عن تأمر الاتحاد الافريقي والايقاد لا معنى له لان تلك المنظمات هي تابعة لذلك المشروع الدولي الذي يستهدف السودان،مثلها مثل المنظمة الدولية.
ولايجد الأستاذ عادل الباز تفسيرا أقرب من الذي يحدث في جنيف من ان تتحول المفاوضات غير المباشرة الى مباشرة ومحاولة اكساب المليشيا شرعيةغير مستحقة بادخالها مباني الامم المتحدة ،وان تتحول  اجندة المفاوضات غير المباشرة من (المساعدات الإنسانية) الى (حماية  المدنيين) فهذا والله عين الاستخفاف.
فالشعب الذي كان يتنظر انسياب المساعدات الإنسانية من جنيف سينتظر طويلا،ولسان حاله مثل لسان حال تلك الفتاة التي تقدم عمرها ويإست من عريس من أهل البلد ولهذا طلبت من ذاك المسافر الى فرنسا طلبا تقول فيه ( ياماشي لباريس جيب لى معاك عريس).
ولسان حال اهل السودان  كحال تلك الفتاة مع الفارق يقول (ياماشي لجنيف جيب لى معاك رغيف).

هل لديك تعليق؟

لن نقوم بمشاركة عنوان بريدك الالكتروني، من اجل التعليق يجب عليك ملئ الحقول التي امامها *