:

خروج المليشيا من الاعيان والمنازل ..خديعة أم ذريعة أم حقيقة؟!!

top-news

مسارات
محفوظ عابدين
تناولت كثير من الأخبار ان هنالك خروجا للمليشيا من المنازل والاعيان في عدد من المناطق بولاية الخرطوم وولاية الجزيرة وبصورة جماعية  ومتتالية مما اثار هذا الخروج العديد من التساؤلات وسط الراي العام السوداني ،ماهي التطورات والاسباب التي عجلت بخروج أفراد المليشيا من تلك المنازل وبهذه السرعة؟ دون ان يكون هناك مؤشرا سياسيا أو مؤشرا إعلاميا يدلل على اسباب هذا الخروج.
وكل ما طفحت به الميديا كان مجرد تحليلات وتكهنات لم تصاحبها معطيات تعزز القناعات بهذا الخروج لدى المواطن الذي أصبح متشككا ،وكل الذي خرج من السوشيال ميديا كان تحليلا ظاهريا وكل الذي تعمق فيه لم يتجاوز محطة الزيارات الاقليمية التي حظيت بها العاصمة الادارية المؤقتة بورتسودان من مسؤولين في الاقليم ودول الجوار ،وبعضها حاول ان يغوص خلف الكواليس للقاء  البرهان وابي أحمد رئيس وزراء اثيوبيا ،ليعطي مبررا اكثر عمقا لخروج المليشيا من المنازل والاعيان بهذه السرعة وبالصورة الجماعية التي حدثت،الامر الذي اثار كثير من التساؤلات وترك العديد من علامات الاستفهام التي لازالت منصوبة تنتظر اجابات مقنعة.
وكما هو معروف ان الخروج من المنازل والاعيان كان أهم شروط اتفاق جدة بين القوات المسلحة  والمليشيا قبل اكثر من عام ،وضربت  المليشيا بهذه النقطة في الإتفاق وكل النقاط عرض الحائط وظلت كل هذه المدة تعبث بالمنازل والاعيان وممتلكات المواطن والحكومة، والمجتمع الدولي والاقليمي  الذي رعى هذا الإتفاق اغمض عينيه حتى لايرى كل تلك الانتهاكات والفظائع التي ارتكبتها المليشيا ،ويدخل في نوبة من تأنيب الضمير ،والكل يعلم ان المجتمع الدولي والاقليمي لايصحو ضميره إلا عند مصالحه.
ويبقى السؤال  قائما لماذا خرجت المليشيا في هذا الوقت بالذات؟ ولماذا لم تلتزم بالخروج حسب ما نص اتفاق جدة؟، ولماذا لم يحدث هذا في نصف المدة؟.
وكما هو المعلوم ان معظم قيادات مليشيا الدعم السريع الكبيرة أصبحت في ذمة الله  ان لم تكن مصابها وتعجزها الحركة ،ولم تعد القيادات الصغيرة قادرة على السيطرة على ماتبقى لها من جنود ،واصبح المرتزقة وكبار المجرمين  والعصابات هم قادة انفسهم هدفهم السلب والنهب والسرقة وغيرها من الموبقات ،واصبح هؤلاء خارج سيطرة القيادة التي تبقت من صغار الضباط ،وحينما ذهب وفد تنسيقية الرزيقات الى بورتسودان وتبرأوا من أعمال حميدتي والدعم السريع ،لم يكن لهم قدرة على انهاء القتال لان معظم الذين يقاتلون ليس من السودان بل هم مرتزقة وعصابات يمثلون 70% من القوة التي تنتشر في المواقع التي اجتاحتها المليشيا.
اذن الذين كانوا يحتمون بالمنازل والاعيان هم قوة تخضع لسيطرة جهة ما وهذه القوة لها نفوذ على بعض القوات التي كانت تغطي الارتكازات وتعمل في الدفاعات والحمايات وهي غير المجموعة التي كانت تجتاح القرى وتنهب المدن.
وبالتالي فان هذه المجموعة التي كانت في المنازل والاعيان كانت معدة لمرحلة من مراحل الحرب وتطوراتها.
ويبقى السؤال هل هذا الانسحاب المفاجيء هو جزء من خطة الحرب ؟ ام الانسحاب جاء تقديرا للموقف الميداني ؟
الاجابة عند استخبارات  القوات المسلحة باكثر من (60%)،وعند الاستخبارات الأجنبية بأقل من( 30% ).
وبعدها يمكن ان يعرف القاريء ان  كان هذا الانسحاب المفاجيء  خديعة ام ذريعة أم حقيقة.

هل لديك تعليق؟

لن نقوم بمشاركة عنوان بريدك الالكتروني، من اجل التعليق يجب عليك ملئ الحقول التي امامها *