:

التنازلات الكبرى لأجل المصالحةوالخقيقة(٣)

top-news


كتب : عادل محجوب 
•درج الثوار على الأنظمة المستبدة التشدد فى المواقف تجاه من يمسمونهم  بفلول النظام الساقط  ، و تدبيج عنفوان المواقف بالشعر الثورى . 
• وكثرت الثورية العربية ضد التصالح واستمر الإستلهام منذ ما قبل حرب البسوس ووصية كليب عندما طعنه جساس   لأخيه الزير سالم  بأن لا تصالح  .
• و أندلق  الحض على عدم التصالح بالاجواء العربية ،وإتخذت أبيات عدم التصالح قنابل شرار تقذف فى وجوه الثوار لأجل عدم المساومة .
 • مثل ابيات الشاعر المصرى امل دنقل
:لا تصالح ولو منحوك الذهب
 :أترى حين أفقأ عينيك 
ثم أثبت جوهرتين مكانهما:هل ترى
أنها اشياء لا تشترى 
• وياتى الشاعر الفلسطينى محمود درويش مضمخا لإمتداد حرف الثأر  بتراجيديا   
لون الدم .
أتنسى ردائي الملطَّخَ بالدماء
تلبس -فوق دمائي- ثيابًا مطرَّزَةً بالقصب؟
إنها الحربُ!قد تثقل القلبَ 
لكن خلفك عار العرب
لا تصالح ولا تتوخَّ الهرب
• فهياج الدماء بعواطف العرب تعج به الساحات شعرا ونثرا ، ولنا بالسودان من الدم العربى نصيب عجيب .خاصة عند الحركة الإسلامية التى هى الأكثر تشبثا  بالجذور العربية فهياج الدم يترى عندها فى كل الملمات ، تهز به العمم والشالات ، فاليعد  للدين مجده اوترق منا الدماء أو ترق منهم دماء أو ترق كل الدماء ..
• والتناقض بين  من أحياها كانما أحى الناس  جميعا ،وزوال الكعبة أهون عند الله من هدر دم امرىء  مسلم بغير وجه حق كقيمة إسلامية راسخة ، وممارسات وهتافات الدم هى التى صنعت الواقع الأليم بوطننا العربى المسلم و سوداننا العظيم. حينما لم نعد عدة حسم الحرب معنى ومبنى ،ولم نمتلك شجاعة التصالح .
• والصلح خير كقيمة دينية .
قالَ تَعَالَى: وَالصُّلْحُ خَيْرٌ [النساء:١٢٨](وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم | الآية٦١من سورة الأنفال)
و كأرث مجتمعى (البيابا الصلح ندمان )
• و المصالحة الوطنية اهم المخارج  الآمنة، التي اعتمدتها دول مثل جنوب  إفريقيا وسيراليون ورواندا للخروج من أزماتها الوطنية، ومع ذلك فخيار المصالحة الوطنية لم يكن في أغلب الأحيان وليد قرار سياسي للقيادات  فحسب، وإنما وليد ظروف دولية محيطة ، ووليد تداعيات أمنية واقتصادية وسياسية واجتماعية خاصة تمر بها ، وتختلف هذه التداعيات باختلاف عمق الأزمة  وباختلاف الظروف الدولية المحيطة .
• وأهم مراحل طرق الخروج الآمن،إبراز وجه  الحقيقة المجردة  عند تشخيص تجذر الأزمة .وهذا ما حرصنا على تجسيده بصدر مقالاتنا هذه ..
• وهو ما يجب تأكيده من أطراف الأزمة 
وذلك عبر إتخاذ الخطوات الآتية:-
اولا / إعتراف الحركة الإسلامية(المؤتمر الوطنى ) باخطائها القاتلة المتمثلة فى أدلجة القوات النظامية وانشاء قوات الدعم السريع ..والعمل بتجرد مع القوى الوطنية الأخرى على إصلاح هذا الأمر .لأن بغيره يستحيل أن يوجد تداول سلمى للسلطة أو فترة انتقالية مستقرة وإنتخابات حرة ونزيهة ومن البداهة  المعلومة عدم قبول حزب سياسى له امتدادات عسكرية داخل الممارسة 
السياسية المدنية الديمقراطية العادلة فى اى دولة متماسكة ومستقرة فى العالم ، ودفن الرؤوس فى الرمال حيال هذا الأمر بظن أن الآخرين لا يروه لا يفيد، وهو تكتيك نعامة 
بليد ،ولا يليق بمصداقية المسلم السوى. وجل التداعيات السالبة التى تحيق بالوطن هى وليد شرعى لهذا الأمر .
ثانيا /  إعتراف الدعم السريع  بما تم ارتكابه بواسطة منسوبيه من انتهاكات لحقوق الإنسان ونهب للممتلكات الخاصة والعامة وتأكيده  العمل على استردادها لأصحابها ،وضبط المجرمين الذين هربوا من السجون وانضموا إليه وعاثوا فى الارض فسادا ، و ابداء إستعداده للعمل مع القوى الوطنية الأخرى لأجل التسريح و الدمج  وفق الأسس العسكرية المعلومة بالقوات النظامية السودانية القومية المهنية المنضبطة .
ثالثا/ على الحركات المسلحة جميعها الموقعة على اتفاقية سلام جوبا وغير الموقعة الخروج من قوقعة الذات والقبيلة والانفتاح على  الوطن الكبير والتسريح والاندماج فى القوات النظامية القومية المهنية المحترفة الخالية تماما من الانتماءات الحزبية والنعرات القبلية والجهوية وذلك وفق أسس تعدها كفاءات وطنية  مستقلة .
رابعا / الإيقاف الفورى لكل المنصات التى تؤجج خطاب الكراهية والتوجه نحو خطاب موحد يدعو للحقيقة والمصالحة على أن يكون التلفزيون القومى والمنصات الحكومية راس رمح هذا الأمر عبر كوادر مهنية عالية الكفاءة معلومة الاستقلالية .
خامسا/ على كتل القوى المدنية المختلفة خاصة تقدم  و الجذريين والإسلاميين   وكل منظمات المجتمع المدنى قبول الآخر فى إطار عقد إجتماعى ملزم يضمن قومية كل مؤسسات الدولة وحرية ونزاهة وديمقراطية العمل المدنى حقيقة مشعة لا إدعاء أجوف. 
حينها سيصمت التزييف .   

  و نوقف الدمار والنزيف.       
 و ظل صلحنا الوريف 
 يزيل جو حربنا المخيف
يعود للديار صحوها الأليف

هل لديك تعليق؟

لن نقوم بمشاركة عنوان بريدك الالكتروني، من اجل التعليق يجب عليك ملئ الحقول التي امامها *