:

الخروج من المتاهة

top-news

 

كتب : عادل محجوب 
• تزداد كل يوم أزمتنا  الوطنية تعقيدا ..ونحنا فى غينا سادرون .
•تتمدد نيران الحرب بأرض  الوطن الممتدة وتأكل العرض والقيم قبل الأنفس و الثمرات والبنية التحتية .
• ونحن جميعنا ضالعون بالصمت المريب ،أو  خائضون   فى جدالنا العقيم، وخطاب بث الكراهية اللئيم .
 • وتمرر الأجندة بغباء أو غفلة ويصب الزيت على حطب حريق الوطن .
• والإنفلات ،والشتات، والفوضى الخلاقة، اسماء لأمراض قاتلة تصيب الاوطان ،جراثيمها موجودة داخل خلايا وطننا ،وأخرى مصنوعة ، تؤجج فتنتها فئة متطلعة   ،ويشعلها الأغبياء، ويدفعون  بها  ،  البلد إلى المحرقة .
• و يتبضعون  بكلمات ذات سر عاطفى باتع  أفئدة البسطاء ، العزة ،الكرامة  ، وما يتبعها من جغم ..تثيره  إقاعات الجلالات والفنانات  (بل بل غيرو مافى حل لى الله بتمش جوك ملوك القل ..تاح تاح تحسم بالسلاح).
• والحكامات   والبوشان من الطرف الآخر وما يتبعها من طقيع  ..(والساير عطية والمقيم حيماد ،الدخان البتلتل داك راشد الولاد ). وكأنهم يعودون بنا مئات السنين إلى الوراء إلى زمن حرب ناقة العريقى فنّة.
• و يجسدون الواقع الأليم بتقليد أصوات الحمير والغنم  والكلاب عند الأسر  المتبادل .
• وهذا حصاد الجهل المدقع والقبلية المنتنة وإسناد الأمر لغير أهله .
• وبالتعليم منذ الابتدائى  نعرف أن الأقوام فى سيرها لا تعطف على ساقط فى الطريق ..وأن فى الحرب السقوط المريع ..
• و المغتصب الأكبر هو الذى يركب مشاعر هؤلاء البسطاء الوطنية والقبلية والدينية و يحمس شياطين  الموت داخلهم  ويجعلهم حطب حريق لدمار الوطن ليجلس على تلة رماده ، وهو لا يدرى أنه مجرد كراع  كديس ،بعالم اليوم الغميس .. وان أحلام الحسم بالسلاح التى لا تتحقق  ، هى سبة فى جبين  الحكمة، وطعنة فى ضمير الإنسانية، و مضيعة للأوطان و مهلكة للأنفس المسلمةالتى زوال الكعبة أهون عند الله من قتلها بدون وجهه حق .. 
• وإذا كان للسلاح حسم ، لما تقطع الوطن من أطرافه ، وان كانت وعود العسكر سخية، لصلى البشير الجمعة فى كاودا ، قبل سنوات عديدة ، وما تم فض الاعتصام ،ولا ضحت الجزيرة الخضراء بأرواح بنيها النضرة  ،وهى ترزح تحت وطأة عبث الجنجويد، والدنيا ايام عيد.وكان منى اركو فى عالم البرزخ.
• بداية الخروج من مأزق الوطن الراهن هو إندياح  الوعى الشعبى العريض فى كل مسام الوطن المهيض .
• وإلمام عامة الناس بحقيقة الأشياء ودوافعها من واقعها المعاش الذى يمشى بين الناس و يهرى الفشفاش فعلا مستشريا  و كناية  بأزخة  ..
• وان لا يرى المواطن البسيط حال الوطن من خلال  أقنعة الزيف بإعلام الضلال وخداع خطب  الساسة و دراريب المتحاربين الفرقاء الذين كانوا أحباء.. وربما يعودون على أشلاء الضحايا لحالة العشق المصلحى .
• و سيطول إنتظار  تحقيق أحلام. التفكير بالتمنى  الذى  يدثر  أبواق الحرب وتحليلات الخبراء الاستراتيجيين. 
• وبين أبناء الوطن ، علماء أفذاذ، ورجال دولة ثقات ، لو أقسموا على الله لأبرهم. يتدثرون بالصمت  و الانذواء ،آن أوان تصديهم لإخراج الوطن من وكر الضباع .
•وأن  لا يتركوا التصدى لشأن الوطن تحت رحمة من يبيعون الظلم فى الطرقات بإسم  الله ،وخفافيش الظلام والوجوه العطنة التى تتسيد المشهد العام فى السياسة والإعلام ، وأوردت الوطن لجب الضياع .
• وعلى الماسكين لأطراف اللجام مراعاة أن  وجع الثكلى من الأمهات والأرامل والأيتام  وفجيعة القهر و  الإغتصاب والسلب والنهب و مآسى السودانيين  فى دول اللجوء و رواكيب النزوح  لن تتوقف الا بتوقف الحرب .
• وان من يدفعونهم  للمزيد من القتل والتدمير  لبنى الوطن التحتية  المتبقية و نسيجه  الإجتماعى المنهك  ،لن يحققوا لهم غاية ولن يشفعوا لهم يوم لا تملك نفس لنفس شيئا..                                              فأكبح جماح نفسك 
  كن حكيم حكيم 
  أيقظ مكامنك 
  الخبيئة كن رحيم       
  الشجاعة أن تقى 
  شعب عظيم 
 حربك الرعناء 
و الخطر الجسيم 
فأخرج من متاهتك
 القميئة وأستقيم

هل لديك تعليق؟

لن نقوم بمشاركة عنوان بريدك الالكتروني، من اجل التعليق يجب عليك ملئ الحقول التي امامها *