:

مسارات١٠٠٤

top-news

 

محفوظ عابدين يكتب:-

من هو عدو أفريقيا الأول(2) ؟!!


في الحلقة الأولى رفعنا التهمة عن. الثالوث (الجهل) و(المرض) و(الفقر) بانهم هم عدو أفريقيا الأول.
وإن الثالوث هذا كان عدوا متوهما،اختفى وراءه العدو الحقيقي للقارة الافريقية وهو بصريح العبارة وجهرا دون سرا ان العدو  الاول لافريقيا هي (أوروبا) لاتندهش هي أوروبا في زمان (مضى) وهي أوروبا في زمان (حاضر) وهي أوروبا في زمان (لاحق).
والأمر قد لا يحتاج لكبير إجتهاد مني أو من غيري.
 فأدركت أوروبا ان العيش في قارتهم صعب  لان ليس بها (موارد)  وإن مفارقتها  والذهاب الى حيث الموارد في مواقعها أصعب لان المناخ الذي اعتادوا عليه لايتوفر خارج أوربا وخوفا من الامراض والمجهول، فكان الراي هو جلب الموارد الى حيث موطنهم وليس الذهاب اليها في مواقعها.
وعندما كنا نقرأ عن الرحالة الاوربيون مثل فاسكوديجاما وكولمبس مكتشف الأرض الجديدة( امريكا) كان يصيبنا نوعا من الدهشة والاعجاب بهذا النوع من المغامرات والإكتشافات الجغرافية ،وحقيقة  لم تكن كذلك وإنما كانت هي رحلة البحث عن (موارد) وإن معظم هذه الرحلات سلكت طرق( السواحل) ولم تتبع طرق ( المجاهل) بحثا عن الامان في بادي الأمر.
وعندما تكاملت إليهم (المعلومات) عن الموارد الكبيرة التي تتمتع بها أفريقيا بعد سنوات من رحلات البحث قرروا التقسيم القارة الافريقية بينهم وأخذت كل دولة نصيبها من الاراضي الافريقية،حيث نالت بريطانيا معظمها مصر والسودان والجنوب الافريقي ونالت فرنسا بحكم الجوار تونس والجزائر وجزءا كبيرا من غرب أفريقيا وكان نصيب إيطاليا كل من ليبيا وجزءا من دول القرن الافريقي وحتى إسبانيا والبرتغال  وبلجيكا  وألمانيا،كان لها نصيب.
وبعدها القصة معروفة ان محصول القطن السوداني كان يذهب لمصانع لانكشير في بريطانيا والمعادن النفسية في غرب أفريقيا تذهب الى فرنسا وظلت أوربا تستمع بالحياة من الموارد الافريقية واهل القارة( بؤساء) وحاولوا القضاء على انسان القارة بذلك الثالوث (الجهل)  و(المرض) و(الفقر).
ونفذوا فكرة نقل الموارد بدلا من الاستيطان قربها ،وكانت المحاولة الوحيدة للاستيطان كانت في جنوب أفريقيا لاسباب المناخ ولكن لم تنجح كما نجحت في امريكا  التي اكتشفها كولمبس حيث توافق المناخ نسبيا ،ونفذت اوروبا أكبر مجزرة في العالم حيث ابادت أوروبا كل السكان الاصليين في امريكا من الهنود الحمر وجاءت بالاوربيين من كل دول القارة العجوز(اوروبا).
ولان الأرض الجديدة( امريكا) تحتاج للاصلاح الزراعي وشق الترع والطرق وإزالة الأشجار والجبال والتلال الصغيرة منها المتوسطة لم تجد أوروبا غير الانسان الافريقي لتنفيذ هذه الأعمال الشاقة وجلبت مئات الآلاف من سكان أفريقيا  (العبيد) من السواحل الغربية لافريقيا (رأسا) الى أمريكا ،وبعدها لم تكرم الانسان الافريقي الذي خدمها بل مارست عليه سياسة الفصل (العنصري)  علي السكان في جنوب أفريقيا وفي امريكا والتي لاتزال قائمة بشكل أو بأخر في امريكا ،واوربا هي من اوجدت  الفصل العنصري في العالم ،وهي التي نفذت اكبر عملية إبادة جماعية في العالم للهنود الحمر في امريكا وهي تتدعي اليوم انها تناهض العنصرية والابادة الجماعية في خداع واضح للعالم.
ونواصل.

هل لديك تعليق؟

لن نقوم بمشاركة عنوان بريدك الالكتروني، من اجل التعليق يجب عليك ملئ الحقول التي امامها *