:

ام فتفت.... رغم انفهم

top-news

لسان الحال كتب:د.مصطفي محمد مصطفي 
اليوم هو أولُ ايام عيد الاضحى المبارك ، أعاده الله علينا وعليكم تامين ولامين ، نعم تامين ولامين، وأكاد أجزم انها المرة  الأولى التي تتأملون فيها معنى هاتين العبارتين، فالاُولى تعنى تمام عدد افراد العائلة، فلا متغرب ولا مريض ولا مُتوفى، والثانية تعني ان يلتم الشمل بلا خصام ولا ضغائن حيث يقول بعضنا للبعضِ معانقاً: العفو ويرد صاحبه: أن لله والرسول .نعم، اليوم هو يوم النحر،حيث تُنحر الذبائح السِمان، وتشتعل المناقد بالجمر  ويعلوها الدخان فتنتشر الروائح الزكية وتعم الأرض الافراح. اليوم هو الذي ننفخ فيه الفشفاش وننتخب افضل ما في الكرشة والعرنون لتجهيز ام فتفت التى لا تنفك عن الشطة والليمون والبصل.
وها قد  جاء عيد الاضحى واهل السودان كلهم لا تامين ولا لامين ، بل مشتتين في أصقاع الأرض وإن إجتمع بعضنا في بلاد المهجر وتحلقوا حول ذبائحهم  فلا الكانونُ هو كانون الوالدة أو الجدة ولا الشواية شواياتها ولا الصاج صاجها، ولامسموح   بالذبح عند الدار ولا تعليق الخراف من عراقيبها على بابها، إن كنا مجتمعين فقطعاً ليس تامين إذ أن بعضنا هنا وآخرون هناك ، واذا أشعلنا نارا لشواء لحم الاضحية هنا فقد أشعلوا نارا لشواء الضحايا هناك ، وإذ علا دخان شوائنا هنا فقد ارتفع دخان شوائهم هناك، واذا قطعنا أم فتفت هنا فقد تفتت أجساد اخوتنا وإخواننا من السودانيين هناك .حتى ام فتفت التي أحبها واتقن تحضيرها واظن أني من أفضل آكليها خطر لي أن اتعرف على مدلولها فوجدت أن تفسير أكل أم فتفت في المنام لا يحمل الخير لصاحبه أبدا، حيث يدل على المعاناة من متاعب كبيرة وضيق الحال لديه.
ومع كل هذا فإني لست متشائما ولا عازفا عن تناول أم فتفت حيث وجدتها ، إن كنا تامين أو ناقصين، لامين أو متفرقين، فالحياة لن تتوقف والايام تتوالى وسوف يجتمع الاهل والاحباب يوما، وتعود الاعياد ، وسوف نذبح الاضاحي خارج البيت وفي قارعة الطريق ونسلخ وننفخ الفشفاش ونأكل ام فتفت مع الشطة والليمون والبصل، شاء من شاء وأبى من أبى  بإذن الله .
#د.مصطفي محمد مصطفي

هل لديك تعليق؟

لن نقوم بمشاركة عنوان بريدك الالكتروني، من اجل التعليق يجب عليك ملئ الحقول التي امامها *

MUSTAFA FADAALLA

كل عام والجميع ينعم بالصحة والعافية وسوداننا الحبيب بكل خير