:

نهاية الجنجويد

top-news



 نهاية الجنجويد

د.مصطفى محمد مصطفى

حسب ظني، أعتقد أنه للحديث في هذا الإطار يجب الرجوع الى الوراء قليلا لنعرف اصل القضية حيث أنها بدأت وفقا لمعلوماتي ومعايشتي في منتصف التسعينيات وحتى نهايتها من مجموعة قليلة من الفرسان الذين ينتمون إلى القبائل العربية في دارفور، وكانوا يقومون بحراسة القطار المتجه من بابنوسة إلى واو خوفا عليه من هجمات قوات التمرد في جنوب السودان، وكان عملهم هذا شبه طوعي حيث يتقاضى الفارس خمسين جنيهاً وللفرس مثلها . وقد كان من حسن حظي أن حضرت نفرتهم من الضعين وبابنوسة وحضرت أيضا وصولهم في مدينة واو حيث دخلوها وهم يقودون قطعان من ابقار الفلاتا امبررو ويحملون الكثير من السلع بما فيها المحاصيل  والدجاج وكنت اظنهم يشترونها إلا أن صديقي ستيفن الذي كان يعمل معي في مجال مكافحة مرض شلل الاطفال  في واو أخبرني أنهم (يقشطون) كل شئ يعترض مسارهم أو مسار القطار.
 ثم ما لبثوا أن توحدوا تحت قيادة بعض الزعماء المحليين وتكاثروا ليشكلوا قوات موسى هلال الذي وجدت فيه حكومة الإنقاذ الحليف المناسب لنصرتها ضد حركات التمرد وللاختصار آلت هذه المنظومة في نهايتها الى محمد حمدان #دقلو الذي مولها من ذهب السودان فأصبحت قوة ضاربة تبنتها حكومة البشير ورعتها وقننت وضعها لتحولها لاحقا بمرسوم رئاسي إلى ما عُرف بقوات الدعم السريع، ثم كفلها البرهان ودعمها كحليف قوى وجزء من القوات المسلحة حتى ارتدت على عقبيها وخرجت من عبأءة الجيش ليعود إليها اسمها السابق وهو الجنجويد.
 هذه المقدمة إن صحت في تسلسلها مع إضافة التقارير السرية التي تتحدث عن مشروع كامل لتغيير الهوية السودانية ودولة قريش وغير ذلك اقول هذه المقدمة ضرورية جدا للإجابة على السؤال الأهم وهو هل خروج الجنجويد من دارفور بعد أن احتلوا معظم أراضيها وعاثوا فيها فسادا وكذلك دحرهم من العاصمة والجزيرة وتحريرهما يعني إنتهاء الجنجويد كمنظومة اجتماعية لها حاضنتها الشعبية في دارفور وغيرها ؟ام أنه يعني فقط هزيمة الجنجويد كقوى مسلحة مع من ناصرها من المرتزقة والدول الداعمة لها؟
 هذا السؤال جوهري وعنده اتوقف عن الكتابة لأن القضية لا تحتمل الا أمرين لا ثالث لهما وهما إما إبادة الجنجويد بالكامل وحاضنتهم التي تفرخ لهم أجيالا جديدة، أو التفاوض. 
#د.مصطفى محمد مصطفى

هل لديك تعليق؟

لن نقوم بمشاركة عنوان بريدك الالكتروني، من اجل التعليق يجب عليك ملئ الحقول التي امامها *