شؤون وشجون *الطيب قسم السيد*
- Auth admin
- 25 May, 2024
- 156
*
لم يتح لي بحكم أنني لم أكن موجودا،، أو بالأحرى لم أكن مولودا..يوم أن استلم الفريق إبراهيم عبود السلطة وأصبح رئيسا لما عرف بالمجلس العسكري لأعلى الذي حكم البلاد ست سنوات وازيح بفعل ثورة أكتوبر 1964م ،، و بالأصح الفريق عبود (سُلِّم) - السلطة بضم السين - طوعا من قيادات حزب الأمة ولم يستلمها، حسب بعض روايات التاريخ.
لم تتح لي فرصة الإستماع إلى بيانه الأول، ولكني رغم حداثة سني في اواخر ستينات لقرن الماضي،، كنت حريصا في صباح يوم، الخامس والعشرين من مايو 1969م، على متابعة اللحظات الأولى،، التي سبقت بث بيان اللواء أركان حرب، وقتها،، (جعفر محمد نميري)،، وقد لاحظت في صباح ذلك اليوم، وإنا تلميذ بالصف الرابع بالمرحلة الأولية قبل أن يحيلها النميري لاحقا للمرحلة الإبتدائية ، وتصبح فصولها ستة بدلا عن أربعة.. لاحظت أن المرحوم والدي (الحاج قسم السيد) رحمه الله، يطرق بإهتمام وترقب شديدين إلى جهاز الراديو تبعه ، وقد كان صوت المارشات العسكرية ينبعث منه بتتابع يقاطعه صوت المذيع،، معلنا أنهم سيذيعون بيانا هاما - والاصح طبعا(مهما) كما ظل يصححنا أستاذنا الدكتور عمرالجزلي،-،، من اللواء أركان حرب جعفر محمد نميري، ويدعون الناس لترقبه.. كنت مولعا منذ تلك المرحلة من عمري، وقبلها،، بالإستماع للإذاعة السودانية، وأحفط أسماء مذيعيها المقدمين عن ظهر قلب،، ،، وأعرف بدقة أسماء البرامج ومقدميها، خصوصا الجماهيرية ك (ساعة سمر) ، لعمر عثمان،، و(بدون تكليف) لخليل الشريف،، والبرامج الحوارية ك(ضيف الأسبوع) لمحمد سليمان بشير (دبنقا،) ،،. ومرافئ الغربة لجعفر عبد المطلب. و(جولة الميكرفون ل علم الدين حامد) ومثيلاتها وأمثال قدميها.
كان والدي (إتحاديا) قحا جناح الأزهري والشريف حسين الهندي،، لاحظت على ملامحه بعض القلق وعدم الرضا عن ماكانت تبثه الإذاعة، في ذلك الصباح
وبعد ساعات من التنويهات تلك،، وبث المارشات، العسكرية أطل صوت اللواء أركان حرب جعغر محمد نميري،، من الراديو، فكان بنبرة لافتة ،، عرفت لاحقا بعد أن تعلمت بعد تدرجي في مشواري الإذاعي أنه من معدن مايعرف بالصوت (الأجش) او الخشن كم سماه المختص في علم الأصوات،، المصري عبد الوارث عصر.
كانت أول جملة وردت في بيان النميري الأول ذاك.. تقول ( لم تنعم بلادنا منذ إستقلالها بالإستقرار) وحمل بيانه المسؤولية للأحزاب السياسية وقياداتها.. وبصياغ الجملة ذاتها استهل الرائد هاشم العطا وهو يذيع بيان ماسماه (الثورة التصحيحية) منقلبا بتبني الشيوعين،، على قائده النميري في مساء التاسع عشر من يوليو 1971م.. وقريب من هذا،، كانت إستهلالية بيان المقدم حسن حسين الذي تلا نصه عبر الإذاعة، المذيع (عباس بانقا) قبل يقتحم استديوهاتها الرائد ابو القاسم محمد إبراهيم، ويعلنفي بيان مرتجل القضاء على المحاولة الإنقلابية.
ومثل البيانات، السابقات جاء بيان المشير (سوار الذهب)، في إبريل 1985م عندما إنحاز الحيش للشعب في إنتفاضة أبريل، ومثله جاء مطلع بيان العميد ركن (عمر حسن احمد) الذي لم تشر الإذاعة في اليوم الأول إلى اسم جده البشير،، في يوم الإنقلابالأول، الجمعة 30/يونيو/1989. وعلى ذات النسق جاء بيانا (اب نعرف) وبعده (البرهان) بعد استجابة الجيش لمطلب الثوار (تسقط بس) والكل في مستهلات كل البيانات ومتونها،، يعلل إقدامه على أستلام السلطة أو قبول تسلمها،، لحالة عدم الإستقرار ومهددات سيادة البلاد ووحدتها وإستقرارها
السؤال الجرئ المشروع والملح اذن : من هم الذين اوردونا حالة عدم الإستقرار و الضعف والخور الذي ظل جاثما على كل أوجه الحياة في بلدنا المترنح اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وامنيا،، منذ فجر إلإستقلال. الذي أحسن رواد الحركة الوطنية، في سبيله إستراتيجية التحرير ؟؟ ولكنهم أخفقوا في رسم إستراتيجية البناء و التعمير ....
وعلى الله قصد السبيل. ..
هل لديك تعليق؟
لن نقوم بمشاركة عنوان بريدك الالكتروني، من اجل التعليق يجب عليك ملئ الحقول التي امامها *
د.مصطفى محمد
شكرا استاذنا الطيب قسم السيد وانا ايضا تشبعت بصوتك العذب الدافئ وهأنذا استمتع مرة أخرى بكتاباتك التي تناسب فلا يكاد القارئ يبدأها حتى تجده منسجما لا يتوقف إلى عند نقطة النهاية
بحث
الاصناف
معرض الصور
الاشارات
مواقع التواصل
الاخبار المشابهة
عابد سيداحمد يكتب: هل يستقيل الاعيسر ؟
- Auth admin
- 21 Nov, 2024
الطيب صالح : -
- Auth admin
- 16 Nov, 2024