:

كُتال الفتارى وعودة الحجٓاز الامريكي

top-news


لسان الحال
د. مصطفى محمد مصطفى 
 ذكّرني احد الاصدقاء بعبارة كنت قد قلتها له عند بداية هذه الحرب حينما سألني قائلا متى ستقف هذه الحرب؟ وقد اجبته وقتها انها لن تقف حتى نصل الى مرحلة معينة أسميتها مرحلة كُتال الفتارى وأسهبت في تعريفي فقلت له هذه المرحله يستند فيها المقاتل على الجدار لضعفه وخوار قواه قبل ان يضغط على الزناد وهذه الفكره مستوحاة من قصة (كلب السُرة) الذي من شدة ضعفه وهزاله فإنه (يتكل) على الحيطة حتى يتمكن من النبيح وها نحن اليوم نصل بحمد الله الى مرحلة كُتال الفتارى واهم ما فيها إنها تحمل بشريات بإنتها الحرب قريبا حيث بأتت تتجلى علامات هذه المرحلة التي تتميز ببعض الصفات والتي من اهمها ان تكون كمية السلاح اكثر من عدد الافراد المخصصين لاستعمالها وهنا يجب القول ان الاسلحة التي كانت بحوزة حاميات الجيش التي سقطت في ايدي #الجنجويد وخاصة الاسلحة الثقيلة من دبابات ومدرعات تقف بلا حراك ولاتجد من يقودها من الطرفين وأن السلاح الذي يتم توزيعه للمستنفرين على كثرته هو اقرب الى معدات الزينة من معدات القتال وأن سلاح #الجنجويد ماعاد يستخدم الا للتخويف والترهيب وفي حالات نادرة عند تنفيذ عمليات السلب والنهب ، ومن علامات مرحلة كتال الفتارى ان يكثر عدد الحجازين وناس (باركوها) فهولاء لا يتدخلون الا اذا ضمنوا سلامتهم او خافوا من وقوع من يناصرونه او يتعاطفون معه، وما إنعاش البعثة #الامريكية ورفدها بدماء جديدة مع تغيير استراتيجيتها التى أصبح من الواضح أنها مبنية على أسس علمية تعتمد على رأي المتضررين  الفعليين من الحرب وموقفهم منها إلا دليل واضح على أنهم درسوا ميدان القتال وأدركوا أن المتقاتلين أصبحوا جاهزين للتفاوض مع قليل من الجزر والكثير من العصي.  ومن علاماتها ايضا أن يزداد عدد الهتيفة والصفيقه واصحاب الشعارات من إعلاميين وخبراء استراتيجيين ويبدأون دون أي حياء في تغيير اقوالهم فتجدهم يجتهدون في طمس موقفهم السابق الداعم للحرب ويلبسون ثياب العقلاء الراشدين ويستدلون بصلح الحديبية لتأكيد جواز التفاوض. بالاضافة الى ذلك تبدأ الصفوف في التمايز وتنهار اعصاب مرتزقة الحرب وداعميها والمستفيدين منها وتتعالى أصواتهم بالنواح والعويل وبيانات التجييش في محاولات يائسة لإستفزاز الاخلاقيات والمثل العليا من شرف ودين وكرامة.
أما انتشار الدعم السريع في رقعة واسعة من البلاد ومهاجمتهم للمدن والقرى فهو وان كان مؤشرا لتقدمهم  فهو ايضا دليل على زيادة مساحات الفر والكر بغرض (الانجمام) وتوسيع دائرة الحجازين . 
شئنا ام ابينا نحن الان على اعتاب الحوار مع بعض الحركات لحفظ ماء الوجه وتبقى دماء الأبرياء من المواطنين في عنق الذين قادونا إلى الحرب، وتصبح ممتلكات المواطنين التى تم سلبها سلعاَ تغذي اسواق غرب #أفريقيا ولله في ذلك حكمته التي لا يعلمها الا هو.

#د.مصطفى محمد مصطفى

هل لديك تعليق؟

لن نقوم بمشاركة عنوان بريدك الالكتروني، من اجل التعليق يجب عليك ملئ الحقول التي امامها *