:

ماذا لو لم تكن هناك مقاومة شعبية..؟

top-news
شركة شحن


بقلم :بابكر يحي


  ماذا لو يقاوم الناس مشروع مليشيا آل دقلو ؟ ماذا لو أرادوا أن يتعايشوا معها بسلام ؟ ماذا لو أنهم استقبلوها بالأهازيج وذبحوا لها الذبائح ؟ ماذا لو أصبح الناس كلهم قحاته يسبحون بحمدها ؟ هل ستتركهم بلا قتل ونهب وترهيب ؟ هل ستترك لهم سياراتهم ونساءهم ؟ كلا والله لن تتركهم ولن تقبل لهم بيعة ! ودونكم ما حدث في بعض قرى الجزيرة.. !! 

المليشيا لن تتخلى عن سلوكها الإجرامي ومشروعها التدميري لمجرد مشاعر متحركة ، المليشيا عبارة عن كائنات بلا مشاعر ولا أحاسيس ؛ المليشيا أسست نفسها على (اللاقيم واللا أخلاق واللا دين واللا إنسانية) ؛ المليشيا أسست نفسها فكريا على هذه العدمية وهذه الصفرية وأصبح مشروعها الأساس هو النهب والسرقة والقتل والاغتصاب والسبي ولن تتخلى عن ذلك إلا بوسيلة الخوف..!! 

لم تشفع لقرية فداسي أن فيها أكبر ظهير للمليشيا وأكبر متعاون وداعم ومروج لها حيث هوجمت قرية فداسي وهجر أهلها ؛ وتم الدوس على كرامة انسانها ومجتمعها الذي خرج منه هذا الدعي ، لذلك فإن مشروع المليشيا لا يصلح معه إلا فكرة المقاومة الشعبية ، مشروع المليشيا لا يقبل الحوار ولا المهادنة ولا الخطاب التصالحي ، مشروع المليشيا لا يصلح معه خطاب القيم والأخلاق ، مشروع المليشيا قائم على البندقية والعنف والجاهلية، ولا ينفع معه إلا التعامل بالمثل..!!  

لئن لم يتسلح الشعب  ويقاوم هذا المشروع فسيجد نفسه في عصر  ما قبل التاريخ ؛ سيجد نفسه في قلب دولة المغول والتتار ؛ وسيجد نفسه رقيقا لفئة لا تعرف حتى حقوق الرق ؛ سيجد الشعب نفسه بلا هوية ولا أرض ولا سلطة ولا قرار ولا أي شيء ؛ سيجد الشعب نفسه محروما حتى من ترديد شعار (مدنياووو) ولن يستطيع حتى كتابتها على (الحيط) لأن من يكتبها سيأخذ طلقة على رأسه حتى وإن كتبها بليل لأن فكرة القنص عند المليشيا ستظل موجودة فهي لا تعطي طمأنينة لا لنفسها ولا لغيرها !! 

وعليه ليس هناك عذر لأي شخص لم يتسلح بعد مرور أكثر من تسعة أشهر على هذه الحرب، ليس هناك عذر لأي قبيلة بعد اليوم لم تنظم نفسها لمقابلة هؤلاء الأوباش والاستعداد لهم ؛ ليس هناك حل غير أن يحمي المجتمع نفسه ؛ وليس صعبا على الناس أن يستعدوا لحماية بلادهم والمحافظة على ما تبقى من وطنهم..!! 

*صفوة القول*

  فليعلم الإنسان السوداني أن المخرج الوحيد من هذه الأزمة هو المقاومة الشعبية ، الحل هو أن نتجيش جميعا لمواجهة الغزاة، الحل هو أن نستعد للقائهم في كل مكان بذات طريقتهم، فالمليشيا محلولة بنص القانون وليس لديها مشروعية تفضلها على بقية المواطنين ؛ الشرعية الآن عند المقاومة الشعبية .. هذا أو الطوفان ، والله المستعان.

شركة جريس لاند لخدمات الشحن المختلفة

هل لديك تعليق؟

لن نقوم بمشاركة عنوان بريدك الالكتروني، من اجل التعليق يجب عليك ملئ الحقول التي امامها *