:

مسارات

top-news
شركة شحن


محفوظ عابدين
نكسة ود مدني..درس مستفاد
أصابت الأحداث التي حدثت في ودمدني عاصمة ولاية الجزيرة وما صاحبها من زخم إعلامي كثيف ،أصابت الكثيرين بإحباط وتوتر وقلق. لكن معظمهم عادت اليهم الطمأنينة والهدوء والسكينة بعد أن تكشفت( الحقائق) رويدا رويدا ،لقد حاولت غرف اعلام مليشيا الدعم السريع الداخلية والخارجية أن تجعل من تسرب هذا العدد المحدود من السيارات الذي عبر جسر حنتوب حدثا ضخما بسقوط المدينة وفرقتها العسكرية  وبقية القوات النظامية تحت مليشيا الدعم السريع ، وحاولت تلك غرف الإعلامية أن تجعل من الحدث أهمية كبرى أكثر من الذي حدث في عاصمة السودان الخرطوم .
رغم أن الذي حدث في الخرطوم مخطط كبير تم التحضير له منذ أكثر من ثلاث سنوات في جوانبه اللوجستية و الاستخباراتية وترتيبات لما بعد الاستيلاء على السلطة ، وماحدث في مدني هو تسلل سيارات بمعاونة بعض الخونة والعملاء الذين باعوا الوطن بدراهم محدودة.
أن الذي حدث في ود مدني (نكسة) وليس( هزيمة) ، والنكسة تعني أن العودة للوضع السابق اسرع وأيسر وهذا ما يتداول بين الناس  في حالات  النكسة (مالية) أو كانت (مرضية).
واستخدم الإعلام المصري بعد هزيمة جيشها في حرب ٦٧ مع إسرائيل كلمة( نكسة) وليس( هزيمة) ، وكانت مصر تحت قيادة الزعيم جمال عبد الناصر الذي نال اعجاب وحب الشعوب العربية منذ تصديه للعدوان الثلاثي في عام ١٩٥٦م وقراراته بتأميم المشروعات الكبري ومن بينها (قناة السويس).
ورغم هزيمة الجيش المصري في حرب ٦٧ لم يقل الإعلام المصري ولا شعب المصري أنها (هزيمة) بل قالوا (نكسة) وفعلا أصبحت (نكسة) لأن الامور عادت الى طبيعتها بعد أقل من سبع سنوات في العام ١٩٧٣م  إنتصرت مصر على أسرائيل  وإستردت مصر كل ما فقدته وزيادة في حرب ١٩٦٧م 
الملاحظ أن النكسة كانت في عهد عبد الناصر الذي توفي في عام ١٩٧١م وتولي خلفه الرئيس محمد أنور السادات قيادة البلاد والذي حقق الانتصار للشعب العربي والمصري بعد عامين فقط من توليه الحكم.
وبالتأكيد لا مقارنة بين قوة اسرائيل وقوة مليشيا الدعم السريع.
أن (النكسة) التي حدثت في مدني ستعالج ولن تكرر بإذن الله في مدينة أخرى من مدن السودان ، لإن الدرس تعلمناه هو أن (التمحيص) واجبا في اختيار القادة وان (التحصين) أيضا واجبا في حماية القادة من الاختراق ، ومن محاولات إفسادهم بمغريات الدنيا بالمال والتمليك العقاري خارج البلاد.
أن ماحدث في مدني هو بالفعل (نكسة) ومعروفة الأسباب و لا تقارن اصلا بما حدث في حرب اسرائيل ومصر عام ١٩٦٧م  واستطاع الإعلام والشعب من امتصاص اثار (الهزيمة) وتحويلها إلى (نكسة).
 وواجب علينا نحن في السودان ،ان لا نحول( نكسة) ود مدني ل(هزيمة) تصيب الشعب بالاحباط والتثبيط من همم الرجال ومن روحهم القتالية التي تقاتل عدوا من سبع دول وليس فقط مليشيا محلية تمردت على القوات المسلحة التي تحتاج منا الدعم والمساندة إن لم يكن بحمل السلاح والتدريب فبالدعاء لهم بالثبات والانتصار على أعداء السودان.

شركة جريس لاند لخدمات الشحن المختلفة

هل لديك تعليق؟

لن نقوم بمشاركة عنوان بريدك الالكتروني، من اجل التعليق يجب عليك ملئ الحقول التي امامها *