:

شـــــــوكة حـــــــوت

top-news

  *قرية أم شـــــــوكة*
 *إبتلاءات الصالحين*
ياسرمحمدمحمود البشر

*تتوسط قرية أم شوكة المسافة ما بين مدينتى سنجة وسنار بالضفة الغربية للنيل الازرق وتبقى هذه القرية مثل الشامة على خد بحيرة خزان سنار حيث تقع أم شوكة جنوب البحيرة وفيها يتخذ النيل مجرى ذو إتجاهات يصعب تحديد مسارها فهى ليست إتجاه شمال وجنوب او شرق وغرب إنما يمثل مسار يشبه تضاريس منطقة أم شوكة التى إستطاعت أن تحقق أعلى إنتاجية من موقعها فى قصب السكر وإصطياد الأسماك والبطيخ وغيرها من المحصولات الزراعية من على ضفتى النيل الأزرق وبذلك يكون إنسان أم شوكة قد ضرب اروع الأمثال فى الإرتباط بالأرض فكل المواسم عندهم مواسم إنتاج وفوق هذا وذاك تظل أم شوكة مورد بشرى عظيم وهو مورد بشرى منتج وليس مستهلك*.


*وفى الوقت الذى تمددت فيه رقعة الأحزان بالبلاد ولم يتبق فى جسد السودان شبر إلا وفيه أثر من آثار الحرب أو وجود لنازحين من الخرطوم فى الوقت الذى غابت فيه الأفراح وفارقت فيه الشفاه علامات الإبتسام وأصبح الحلم الأكبر أن يعيش الإنسان بسلام بعيدا عن كآبة المنظر وسؤ المنقلب فى ظل الحرب الضروس التى تشهدها البلاد وتحول فيها السودان الى سرداق عزاء كبير عجزت لجنة أطباء الفتنة من إحصاء القتلى وتوقفت هذه اللجنة عن إصدار بيانات الفتنة ذات الطابع السياسى التى تخلو من المهنية بقدر ما أنها تدعو للفتنة وعندما إدلهمت الفتنة هرب دعاة الحرب وتركوا الأرض مستباحة والعروض منتهكة*. 


*وحتى لا نذهب بعيدا فقد فجعت قرية أم شـوكة باستشهاد أربعة عشر شهيدا ليلة الجمعة فى حادث حركة بين بص وحافلة نعم كانت المصيبة جد لكبيرة على مواطنى هذه القرية الوادعة المتسربلة بالصبر والمصابرة والمرددة شفاههم إنا لله وإنا إليه راجعون أربعة عشر جثة تم نقلها من مشرحة مستشفى سنار فى الساعات الأولى من فجر الجمعة ولا صوت يعلو على صوت الحوقلة والحمد والدعاء بالرحمة والمغفرة للشهداء وقد كان هذا الحادث بمثابة رسالة للأحياء بأن الحياة اقصر مما تظنون وأن الموت محطة لابد من الوصول إليها مع تعدد الأسباب وتبقى الفجيعة هى سيدة الموقف*.


*بالرغم من هطول الأمطار ليلة الخميس ظلت حكومة ولاية سنار ولجنة أمن الولاية تسجل حضورا بين ثلاثة أضلاع مثلث موقع الحادث ومشرحة مستشفى سنار وقرية أم شوكة وقد كانت شرطة ولاية سنار من لدن مديرها اللواء طارق الريح وأركان حربه من قيادات وضباط وضباط صف حضورا مما سهل من عملية تكملة الإجراءات وفتح الطريق القومى وإخلاء المتوفين ويمكن القول أن وزير الصحة بولاية سنار دكتور إبراهيم العوض سخر كل إمكانيات وزارته من أجل إسعاف المصابين وتوفير الإسعافات وغيرها من المعينات منذ وقوع  الحادث حتى لحظة تشييع الجثامين صبيحة الجمعة وما حل بأهل أم شوكة من مصيبة لا يتعدى كونه إبتلاء من إبتلاءات الصالحين وتمحيص صبرهم المحصن باليقين*.

نـــــــــــــص شـــــــوكــة

*أظهر إنسان أم شوكة نوعا عجيبا من الصبر والمصابرة وحتى دموع الرجال كانت مخبؤة بين ثنايا وطيات الصبر لذلك كان الحزن واحد وتم الإتفاق على أن يكون سرداق العزاء واحد بميدان عام وسط القرية إعترافا بأن الفجيعة فجيعة القرية بأكملها وليس أهل الشهداء الأربعة عشر وحدهم فالجميع شركاء فى الفجيعة والحزن* .

ربــــــــــع شـــــــوكـة

*من أراد أن يرى بأم عينيه معنى الصبر وترجمة المصابرة عليه التأمل فى موقف أهل قرية أم شوكة وكفى* .


yassirmahmoud71@gmail

هل لديك تعليق؟

لن نقوم بمشاركة عنوان بريدك الالكتروني، من اجل التعليق يجب عليك ملئ الحقول التي امامها *