:

كيف تفتح المدارس يا برهان؟!

top-news


بقلم/الدكتور خالد محمد إسماعيل
- سؤال مهم جداً ثم ماذا بعد توقف هذه الحرب القاسية !؟ لم يكن سؤالنا سؤالا سياسيا.وإنما كان سؤالاً تربويا اجتماعياً .  إنه من الخطل فتح المدارس هكذا دون  الأخذ فى الإعتبار ما يمكن أن يكون قد حدث من تغييرات ثقافية واجتماعية وسلوكية وأخلاقية خلال هذه الحرب.
- عدد كبير من المعلمين مات جوعا وطلقة ومرضا لا يملك ثمن الدواء وآخر غادر السودان وترك مهنة التدريس دون رجعة وآخر وجد عملا ودخلا يعوضه زهرة التي قضاها في التعليم.
- قبل هذه الحرب كان هناك نقص كبير في عدد المعلمين تجاوز في بعض الولايات عشرات الآلاف.
- المصيبة الكبري تناقص عدد الذكور حتي أصبحت مهنة التدريس للإناث فقط..
- كيف تفتح المدارس ومنهج ومقررات الصف الثالث متوسط لم تطبع بعد! 
 - وان ما بعد الحرب قطعاً لن يكون كما كان قبل الحرب،حيث اختلف اللغة والمفردات والحيثيات والظروف الإجتماعية والإقتصادية مما افرزته الحرب وسلوكياتها يضاف إلى هذا ما قد يكون  قد حدث من نقص فى المعينات وضعف فى البنى التحتية.
 -- قطعا قد طال كادر المعلمين الذى يعانى نقصا مخلا..واهمالا لمطالبه من قبل إندلاع الحرب.
- من المؤكد ان الحرب قد غيرت فى مفاهيم وأفكار كثير من المعلمين والمعلمات بسبب انتماءاتهم السياسية والظروف الإجتماعية الإقتصادية 
- إن طالب ما قبل إندلاع الحرب ليس هو طالب ما بعد الحرب، وكذلك معلم ما قبل الحرب ليس هو ما بعدها....       
 - فالمعطيات قد تغيرت ولا شك أن ذلك قد أحدث أثرا فى السلوك والمفاهيم.
- ولأننا شعب يجيد فن الإختلاف والعمل على إفشال بعضنا لأسباب ليس للتربية علاقة بها.نحتاج أن نغير هذا المفهوم وغيره من المفاهيم المسبطة للهمم والمؤججة لنيران الخلاف.
 - ولنعيد صياغة التلاميذ والطلاب يجدر بنا ان نعيد أولا صياغة  أدوات التغيير وهم رسل المعرفة..
- نحن الآن نريد معلما يستطيع ان يتعامل مع آثار الحرب وتنقيتها من الشوائب
مع قدرته على مجابهة التحديات واستغلال الفرص المتاحة وبالتالى نحتاج إلى معلمين  لابد أولا أن يتم إعدادهم  لانجاز هذا التحول .
-  إلى جانب استنفار كل الأخوة المعاشيين القادرين على العطا ليساهموا فى إخراج التعليم من هذا النفق المظلم. 
- ولن يتم هذا الا باستنفار كل أصحاب المصلحة والمنظمات والقادرين والمهنيين  بمختلف تخصصاتهم. لأن الأمر يجب أن يساهم فيه الجميع. 
- مدارسنا فى صفوفها الدنيا ابتدائى، متوسط وثانوى كلها قد ختمت عامها بالفترة الأولى أي ليس هناك تلاميذ فى المدارس الحكومية مؤهلون للصعود للصفوف الأعلى وقرار الوزارة أهلهم لصعود إلى أعلي. 
- كما أنه ليس هناك فصول جاهزة لبعض مدارس المتوسطة. اما عن الكتاب والاجلاس فحدث ولا حرج.
- اذن نحن مقبلون على إدارة تعليم فى ظل حرب وازمات.وبالتالى تحتاج إلى معلم يجيد فن التعامل مع هذه الأزمات، و إلا خرجنا تلاميذ يعانون الأمية وطلابا يعانون الجهل.
- وقبل كل هذا وذاك لابد أن تعمل حكومة الولايات بجهد واجتهاد لصرف استحقاقات العاملين والمعلمين تحديدا، وليس هذا بالامر المستحيل اذا اشرك المجتمع فى ذلك ووظفت الولايات ما تدفق عليها من رؤوس أموال وبشر  حتى المستأجرين للعقارات على مستوى مدن الولايات تفرض عليهم نسبة تؤخذ من أصحاب العقار أن كان منزلاً أو دكان أو مخزن مقابل ما تقدمه الولايات  من خدمات تتعلق بالمياه والصحة والكهرباء والأمن وغيرها، بالإضافة إلى  أصحاب رؤوس الاموال وكذلك تدفقات الوقود الكبيرة...الخ.
- ضرورة الإهتمام بالتعليم وقبل العلم أخلاقاً وإلا نبكي جميعاً علي وطن أسمه السودان..

هل لديك تعليق؟

لن نقوم بمشاركة عنوان بريدك الالكتروني، من اجل التعليق يجب عليك ملئ الحقول التي امامها *