:

الواقع

top-news


الوسواس  شيطان القلوب !
بقلم :ـ بدرالدين عبدالمعروف الماحى
يقول المولى عز وجل فى محكم تنزيله (قل اعوذ برب الناس ،ملك الناس ، اله الناس ، من شر الوسواس الخناس ،الذى يوسوس فى صدور الناس من الجنه والناس ) والوسواس المقصود به فى الايه الكريمة هو الشيطان وقد  تابعت قبل مدة فى احد موجات الاذاعة السودانية برنامج شد انتباهى خاصة وانه تطرق لموضوع كنت احسب انى مشغول به لوحدى  بكثرة التفكير خاصة وان الامر وصل معى لحد التحسس والقلق فقد اجد نفسى فى حالة نسيان دائم فى مواقع واحدث  متكرره فمثلا بعد نزولى من السيارة اكرر الضغط على الرموت رغم انى اشاهد علامات الاضاءه بالقفل ومرات ارجع الى المكتب بعد خروجى منه ومغادرتى المكان للتأكد من انى قفلت الباب الخارجى ونفس الشئ اتحرج عندما ادخل على اى مجلس يضم اهل واصدقاء وحتى الاسرة الكبيرة وابدا القلق واحسمة باعادة السلام او السؤال للموجودين  (دحين انا سلمت عليك يا فلان ؟) اما الاخطر من ذلك هو الوسواس الذى يلازم الكثيرون غيرى و بصورة مزعجة فى بعض الامور المرتبطة بالطهارة والصلاة  ويكون البال مشغول دائما ياربى صليت ركعه ولا اثنين ؟؟ صلين سر ولا جهر ؟؟ متضوى انا ولا وضوى بطل ؟؟ و يعدّ الوسواس مرضاً يُبتلى به العبد، وقد يصاب به المؤمن والكافر، الصالح والطالح، وينقسم إلى قسمين فمنه ما يعتبر علميّاً ومنه ما يعتبر اعتقاديّاً. والوسواس القهري هو أن يجبر الإنسان على التّفكير بشئ معيّن قهراً ممّا يؤدّي به إلى التوتّر النفسي والقلق، ولا يزول حتّى يستجيب الشّخص لهذه الأفكار الّتي قد تكون غريبة نوعاً ما ومرض الوسواس يعني أيضاً أن يكون أمرٌ ما قد سيطر على تفكير الشّخص وسلوكه ودام معه في جميع أحواله، أمّا من تخطر له هذه الأفكار بين الحين والآخر فإنّما هي الوسوسة الطارئة وخاطرة السوء والهم؛ فهذا لا يعدّ مرضاً، وعلاجه سهل و يكون الوسواس صنعٌ من الشيطان في الدّرجة الأولى، وقد يكون مرضاً نفسيّاً، أو شيئاً خاطئاً في الجهاز العصبي. ويبدأ الشيطان في الوسوسة للعبد خلال عبادته وعمله وسلوكه، فعلى الشّخص الاستعاذة وعدم التّفكير فيه، وفي هذه الحالة فإنّه يتغلّب عليه وينهيه، ولكن إن استجاب له وضعف أمامه تمرّد الشّيطان أكثر وأكثر حتّى يتغلّب عليه فيصل إلى درجة أن يشكّكه بدينه وربّه ويصبح الشّخص أسيراً لهذا. قال عثمان بن أبي العاص :" يا رسول الله: إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي ‏وقراءتي يلبسها عليّ يعرفُ أيضاً بالوسواس القهريّ الذي يصيب الإنسان من خلال فكرة تبقى في مخيّلته وملازمَةٌ لهُ، وهذا التفكير يحتلُّ الجزء الأكبر من الوعي مَع وجودِ قناعةٍ عندَ المُصاب بسخافةِ الفكرة وعدم إيمانهُ بصحّتها لأنّها فكرة خاطئة، وهذهِ الفكرة تكون وسوسة قهريّة لا يستطيع المصاب أن يزيلها مَع محاولتهِ ذلك، وهناك الكثير من الوساوس منها: ترديد جملة معيّنة باستمرار، وغياب ذهنِ المصاب، تكرار أو سماع نغمة موسيقيّة باستمرار، وفقدان الثقةِ بالنفس، الشكّ الكثير والمُفرط، والتفاصيل والتحاليل السلبيّة، وهذه الوساوس تصبح كارثة إذا زادَت عن حدّها وسنقوم بالتعرّفِ على طريقة العلاج من دونِ الحاجة إلى اللجوء لطبيب أو مُختصّ ويختلف مرض الوسواس من شخصٍ لآخر؛ فمنهم من وسواسه خفيف، ومنهم متوسّط، ومنهم شديد، ومنهم من وسواسه في العبادات، ومنهم من في الاعتقادات والعياذ بالله. وأحوال وقصص الموسوسين عجيبة ومحزنة في هذا الباب. ((جاء أحد الموسوسين المتشكّكين إلى مجلس الفقيه ابن عقيل، فلمّا جلس، قال للفقيه: إنّي أنغمس في الماء مرّات كثيرة، ومع ذلك أشك: هل تطهّرت أم لا، فما رأيك في ذلك؟فقال ابن عقيل: اذهب، فقد سقطت عنك الصّلاة.فتعجّب الرّجل وقال له: وكيف ذلك؟فقال ابن عقيل: لأنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: " رفع القلم عن ثلاثة: المجنون حتى يفيق، والنائم حتى يستيقظ، والصبي حتى يبلغ ". ومن ينغمس في الماء مراراً - مثلك- ويشك هل اغتسل أم لا، فهو بلا شك مجنون ولعلاج الواواس يجب ون يقتنع الشخص المصاب أنّ هذا ما هو إلّا مرض ابتلي به من عند الله، فعليه أن يحتسب ويصبر ويحاول أن يبعده عنه وبجب الاستعاذة من الشيطان في كلّ حين ومن شروره، وأن يلجأ إلى الله، ويتمسّك بالعبادات وعليه ان أن يوقن أنّه لا معين له في هذا المرض إلّا الله تعالى، فيطلب منه العون،وإذا ثبت أنّ الوسواس الّذي يصيبك ناشئ عن مرض نفسي فلا تنحرج من تعاطي العلاج النفسي و الاستعانة بالمختصّين، وغير ذلك من الأسباب النّافعة  !!

هل لديك تعليق؟

لن نقوم بمشاركة عنوان بريدك الالكتروني، من اجل التعليق يجب عليك ملئ الحقول التي امامها *