:

*لسان الحال* 

top-news


د. مصطفى محمد مصطفى
 *البرهان.. خيارات محدودة تنتهي الى  الصفر* 
قلت في مقال سابق ان السيد البرهان قد شرع في تنفيذ اضغاث احلام والده رغم انه لم يكن يعرف مآلاتها وخواتيمها ولم يكن لديه ادنى فكره انه سيأتي يوم تضيق حوله الخيارات حتى يجد نفسه في مثلث التفاوض بين مصر وجوبا وجدة، بعد ان تيقن من ان قواته ليست بالقدرة الكافية لتحقيق النصر السريع وهو يعلم ذلك مسبقا وقد انتشرت بعض الاحاديث عن ان الرجل رفض مواجه الدعم السريع سابقا لايمانه التام بأن رفاقه من الضباط العظام والجنود المكرمين قد تم التخلص منهم منذ بداية العام 198‪9 وأن الكلية الحربية لم تفرز له خلال الثلاثين عام الماضية الا أبناء الذوات الذين كان يتم تدريبهم  تحت ظلال الاشجار وان جنوده معدمين ومحبطين. ثم التفت الرجل الى الحركات المسلحة فوجدها قد سحبت قواتها من العاصمة لتحمي قادتها الذين لزموا الحياد واعتصموا بحبل اتفاقية جوبا للسلام وهم يمنون النفس بإنتصار الدعم السريع الذي وقع معهم الاتفاق، وهم مثلهم مثل اصدقائهم في منصة اعتصام الموز فروا بجلدهم واصبحوا ضيوفا على القنوات الفضائية يسترزقون. ثم التفت سيدي البرهان الى قيادات الاسلاميين الذين اوفدوا له علي كرتي قبيل الحرب بساعات فوجد ان قواتهم الخشنة قد قضت نحبها في حرب الجنوب ولم يبقى منها سوى أنس عمر المُحتفى به بين قوات الدعم السريع واحمد هارون ورفيقيه الذين اختفوا في حقول سمسم القضارف وهربت قواتهم الناعمة مع مفتيها الى تركيا وتجارها  من اصحاب الامتيازات الجمركية الى الامارات، عندها خرج الرجل ليعبر ارتكازات الدعم السريع المحيطة بالقيادة العامة سليما الى حيث سبقه نائبه مالك عقار متجها الى مصر التي تشعر بان الرجل إن إنتصر فلن يأتي الا بالاسلاميين نصير حماس ودافعي رواتبهم وما غزة من اسرائيل ببعيده، وربما وعده المصريون بالحياد وعدم التدخل وهو ما لايريده الرجل، ثم كان خياره الثاني هو جنوب السودان الذين يعرفون على عبدالفتاح اكثر من معرفتهَم بسلفاكير نفسه والجنوبيين خيارهم واحد وواضح وهو التفاوض من أجل ايجاد حكومة تشمل في مقدمتها قوى الايطاري والحركات المسلحة، حكومة تحافظ لهم على خط انابيب البترول وامن حدودهم ولا تدعوهم للدخول في الاسلام. والان يجب ان يتجه البرهان الي جدة فإن وصلها فسوف يقوم بتوقيع اتفاق السلام الذي توافقت عليه الدولتين الراعيتين وينال اعجاب الاتحاد الافريقي والايقاد، ومن انقلب على معاهديه في 25 اكتوبر لن يسعه الا الاعتذار لهم وقبلهم عليه دفع ديات القتلى وتعويض المتضررين واعادة عذرية المغتصبات. اذا ايها الحالمون والذين يمنون النفس بحكم السودان إن اخبركم ابأؤكم بانكم ستحكمون فعليكم أن تسألوهم ثم ماذا؟.

هل لديك تعليق؟

لن نقوم بمشاركة عنوان بريدك الالكتروني، من اجل التعليق يجب عليك ملئ الحقول التي امامها *