:

منح من محنة الحرب وماسيها

top-news



بقلم/ صلاح دندراوي

رغم الظروف التي يعيشها السودان جراء الحرب والآثار الناجمة عن هذه الحرب وما أفرزته من نتائج إلا إنها أيضا قد تكون أفرزت نتائج إبجالبة وحركت كثير من الخصال السودانية التي كانت راكدة، منها هذا التعاضد والتلاحم الذي شهدناه من معظم الولايات والتي أفردت أحضانها لإستقبال هؤلاء الفارين من جحيم هذه الحرب ففتحت معسكرات الإيواء وشمرت تلك الولايات عن ساعدها وإستنفرت كل طاقاتها وجعلت ترسم في الخطط والبرامج التي تمكنها من إستيعاب هذه الكتل المتدفقة عليها، وبالفعل معظمها نجح في هذ الإختبار وتمكنت من إمتصاص هذه الصدمة وخففت عن هؤلاء القادمين إليها كثير من العناء والأحزان بفعل هذا الشتات وضياع كثير من المدخرات.
كما أن تلك الظروف أفرزت واقعا آخر تمثل في مواطن السودان الأصيل الذي جبل على العطاء والكرم والشهامة وَالمروءة فرأينا كيف أن القرى والحلال على طول الطرق التي يقصدها هؤلاء اللائذين من جحيم الحرب، كيف أن هؤلاء المواطنون قد اوقدوا نار تلك الشهامة وخرجوا على الطرقات يقدمون الزاد والشراب بنفس رضية ويواسون في هؤلاء عن ذاك المصاب الجلل وكان لجهدهم هذا فعل السحر في هؤلاء القادمين الذين تناسوا أحزانهم وعاشوا في خضم هذه المواقف النبيلة.
كما إن ملاحم أخرى تجسدت في إسنقبال الأهل بالولايات لأبنائهم العائدين إليهم وهم يفردون القلوب قبل الأيادي يحتضنون فيهم سلامة العودة ليحس هؤلاء كيف أن الدم يحن والرحم يتصل بل قد يكون البعض قدم للمرة الأولى لقريته ليفاجأ بهذا الكرم والحنان والعطاء للحد الذي يتحسر فيه عن تلك السنين التي غاب فيها عن أهله ودياره..
فضلا عن كثير من المكاسب والمنح التي أستلت من براثن تلك المحن ليعيد للسودان ألقه ويسترجع بعض تلك الخصال التي كادت أن تندثر في زحمة ركض الدنيا وتوالي الأحداث.
ولنا عودة

هل لديك تعليق؟

لن نقوم بمشاركة عنوان بريدك الالكتروني، من اجل التعليق يجب عليك ملئ الحقول التي امامها *