:

محمد أمين المصرى يكتب ( السودان بين السلاح والعقل )

top-news



محمد أمين المصرى
11 يوما هى الفاصل الزمنى بين تصريحين للفريق عبدالفتاح البرهان قائد الجيش السودانى، لوح فى الأول باستخدام القوة المميتة فى مواجهة قوات الدعم السريع بقيادة خصمه محمد حمدان دقلو، حميدتى، وقال البرهان: إذا لم ينصع العدو أو يستجب سنضطر لاستخدام أقصى قوة لنا. ولكن البرهان رئيس المجلس السيادى عاد فى العاشر من يونيو الحالى، ليؤكد أنه مع أى حل ينهى الحرب الدائرة حاليا.

التصريح الأخير يشير إلى تغير لهجة البرهان وميله إلى تبنى وسائل تفاوضية لإنهاء الحرب من أجل مصلحة الشعب السودانى ومستقبله بعد مضى أكثر من شهرين على هذه الحرب التى أجهضت أحلام السودانيين فى الانتقال إلى حكم مدنى سلمى. فما بين القوة المميتة وحل ينهى الحرب مسافة كبيرة من الوسائل والإمكانيات، الحالة الأولى تعنى امتلاك عناصر القوة المفرطة التى بها يتم القضاء على العدو، فيما تعنى الثانية العودة الى تحكيم العقل وأن خير الأمور الوسط، فحتى فى الحروب الإقليمية يجلس المتحاربون على مائدة واحدة للتفاوض، فما بالنا إذا كان المتحاربان صديقين قديمين وقائدين لدولة واحدة.

السودانيون اندهشوا مما سمعوه فى مقطع صوتى لعلى الكرتى الأمين العام للحركة الإسلامية (إخوان مسلمين) دعا فيه إلى استخدام أسلحة محرمة دوليا ضد قوات الدعم السريع. ولم يفلح مقربون من الكرتى من سحب المقطع الصوتى الذى صدم السودانيين وانتشر كالنار فى الهشيم على وسائل التواصل الاجتماعى، ثم حاولوا نفيه ففشلوا.
يعتقد قطاع من السودانيين بأن أنصار النظام السابق وراء إشعال الحرب الحالية، نظرا لكراهيتهم الشديدة لحميدتى الذى طالب بتطهير جميع مواقع الدولة من الإسلاميين، كما أنهم وراء إفشال الاتفاق الإطارى الذى كاد يصل بالمدنيين إلى حكم السودان، وكان هذا يعنى نهاية الحركة الإسلامية للأبد.

يتمنى السودانيون أن يكون تصريح «القوة المميتة» مجرد وسيلة فى إطار الحرب النفسية التى يستخدمها طرفا الصراع، وعودة الجانبان إلى تحكيم العقل لإنهاء هذه الحرب المقيتة.

جريدة الاهرام

هل لديك تعليق؟

لن نقوم بمشاركة عنوان بريدك الالكتروني، من اجل التعليق يجب عليك ملئ الحقول التي امامها *