:

في الواقع

top-news
شركة شحن


فن ادارة الازمة 
بدرالدين عبدالمعروف الماحى 
طيلة فترة تجربتنا الطويلة فى تفويج حجاج القطاع السياحى كان يعجبنى ويشد انتباهى رجل قيادى حكومى  وادارى فذ (عثمان الامام ) مدير السياحة الاتحادية فعنده كثير من المواعظ وعذب الكلام والحكمه فى حل اللقضايا المستعصية خاصة فى مؤسم حج الوكالات و لان للرجل خبرة تراكمية وكثير ما تجمعنا به مواقف فى ازمات ومشاكل الحجاج وخدماتهم واكثر ما كنت احفظه للرجل تلك الحكمه او القول الصواب فى ان الازمات شئ طبيعى ولكن الشئ المطلوب هو كيفية ادارة الازمه او حلها العاجل مثال لذلك تكون هناك شكوى من حجاج وكالة ما فى تعطل البص الذى ينقلهم من مكه للمشاعر والبص مصرح له من النقابه العامه للسيارات بالمملكه ومطابق لموصفات الخدمة وعدم معرفة السائق الباكستانى المؤسمى بتشغيله ادت للعطل فلا يهمه كما زكر عطل البص ولكن كان يهمه كيف عالج امير الفوج او مدير الوكالة ترحيل الحجاج للمخيم او لعرفات دون ان يلحق بهم ضرر فى اداء المناسك وقد  يتنكر الكثيرون عن وجود مشكلات اقتصادية او سياسية فى البلاد ويحول البعض منهم ان يطلق الحديث دون تريس فى وصف بعض وقائع الاحوال من اصطفاف الناس للوقود بتلك الكميات الكبيرة من السيارات ويبحث  معظمهم لتبريرات وراجعات وانكار لما نسب اليه من قول وتاره بتفسير لما يقصده واخرى بترجمه معانى القول حسب ما يتمناه كمخرج امن من الورطة الكلامية وايا كان الامر فالحديث عن ان هناك اشخاص وجهات بعينها تسعى لافتعال الازمات حديث غير موفق ولا صحيح فالامر لا يحتاج لبرهان ودليل ونحن نؤمن من واقع الحال ان هناك ازمات حقيقية ومشكلات اساسية ومنعطف خطير تمر به بلادنا فيجب ان نتريس فى الفهم والتفسير والقول لان الازمات وافتعالاتها لها فنون واصبحت علم يدرس ويرتبط إنكار وجود المشكلات بآفة التحايل واختراع أزمات في ظاهرها ضخمة وباطنها فقاعات من السطحية والدهاء بما ينم عن هوية صانعيها وعن مشعلي الحرائق ومفتعلي الأزمات أتحدث وهم كثر في عالمنا وعلي مختلف الأصعدة والمستويات ، ويقومون على افتعال الأزمات وإيجادها من عدم كوسيلة للتغطية والتمويه على المشاكل القائمة التي تواجههم ،ولان نسيان مشكلة ما يتم عندما تحدث مشكلة أكبر وأشد تأثيراً، تعمد بعض الكيانات أو الأفراد الي اختلاق أزمة تلو الأخري حتي تختفي المشكلة الأساسية ولو بصفة مؤقتة ويطغى عليها الحدث الأحدث ليضعها في خانة أقل أهمية وبمرور الوقت و التقادم تصبح ماضيا منسيا.
وليس مستغربا أن نجد مثل تلك النماذج في كثير من الأماكن خاصة أماكن العمل والمواقع الريادية ، بمعني انك قد تصادف منهم من يفتعلون تلك الأزمات في عملك ويؤتي ذلك بنتائج ناجحة من وجهة نظر من اختلقها ودبر لها وأعدها لتصب في سبيل تحقيق الهدف المراد الوصول إليه ويكون في الغالب بغرض الحصول علي ترقية مالية أو ادارية . ومن الممكن أن تعاشر أشخاصا أقرباء أو أصدقاء فتكتشف منهم من يتقن فن افتعال الأزمات ليحقق هدفا هو في النهاية يصب في مصلحته وحده  ولم يخطئ المثل القائل "معظم النار من مستصغر الشرر"فأزمة صغيرة من الممكن حلها في جلسة صلح تنقضي في ساعات قليلة او علي الاكثر ايام معدودة تتحول الي قضية وموضوع تتداوله المجتمعات لسنوات ليس لأهميته لكن لان هناك من تعمد أن يحوله إلي حدث جلل بغرض الإلهاء عن حدث أكثر ضخامة وخطورة ،وهذا التوجه انما يكشف عن ضعف من يقفون خلف منصة افتعال الاحداث والازمات وعدم قدرتهم علي ادارة المشاكل ومواجهتها ومفتعل الأزمات هو شخص ذو مواصفات خاصة لكنه معروف ومكشوف للغير لأنه يتسم بالغباء ويظن كل الظن أنه أذكي من الآخرين ، فيحاول أن يشتت تفكيرهم عن ما يدبره لهم في الخفاء ،وهو أيضا صاحب مصلحة ونفعي لأنه لايلتفت بالا إلي أن تلك الأزمات التي يفتعلها سيتأذي منها الآخرون ، وتتصدر الأنانية صفات مخترعي الأزمات فهم لايفكرون سوي في ذواتهم ويتفننون في الأساليب التي تمكنهم من الحصول علي أكبر قدر من المنفعة وان كانت علي حساب أقرب الناس إليهم  وفي الغالب تفجر تلك الأزمات علي الصعيد التجاري وخير مثال على ذلك ما يعمد إليه بعض التجار علي سبيل المثال من خلق أزمات في بعض السلع وهو ما يسمي (السوق السوداء) ، وخلق إشاعة نفاذ السلع لتعطيش السوق وجني الأرباح الطائلة بعد اقبال المستهلكين علي السلع خوفا من حدوث أزمة في إنتاج هذه السلع، بيد أن تلك السياسة التي يتبعها هؤلاء قد لاتفيد في كل الأحوال حيث يبحث المستهلك في وقت ما عن سوق بديل لايقع تحت رحمة شروطه المجحفة أو التقلبات المفاجئة ولاتختلف الدول كثيرا في مسألة افتعال الأزمات بل يحدث ذلك علي نطاق واسع فعالم السياسة بصفة خاصة يعد مرتعا خصبا لفن افتعال الازمات حيث تستخدم الدول الكبرى الإدارة بالأزمات كأسلوب لتنفيذ إستراتيجيتها الكبرى في الهيمنة والسيطرة على العالم

شركة جريس لاند لخدمات الشحن المختلفة

هل لديك تعليق؟

لن نقوم بمشاركة عنوان بريدك الالكتروني، من اجل التعليق يجب عليك ملئ الحقول التي امامها *