البديل برس الأخباري

الاخبار العاجلة

فى الواقع

Auth admin
26 Feb, 2023

شركة شحن

خالفنى بلازعل !

بقلم :ـ بدرالدين عبدالمعروف الماحى

اوافق القول كل من تحدث او كتب عن تفرد المجتمع السودانى بخصائص ومميزات نادرة فى التسامح والعفوية وتقدير الواجبات وكثير مانجد ان هناك خلافات سياسية وفكرية واخرى فى نطاق العمل تصل الى حد الشاكى والمشكو ضده فيها كثير من التفاصيل كالقبض والتحرى والوقوف امام المحاكم ورغم كل ذلك نجدهم فى المناسبات الاجتماعية خاصة الوفيات يترفعون عن كل ذلك وينسوا الخلاف ايا كان نوعة ويتشاطرون الاحزان بل يتلقى بعضهم التعازى بحكم العلاقات القديمة وهذا ما بهرنى وانا حضورا فى بيت عزاء والدة شخصية معروفة فجأءة دخل عليهم المسؤل الاول عن قضيتة وكنت اراغب من بعد طريقة السلام والاستقبال فوجدتهم الاثنان مثال مشرف لاحترام الراى وادب الخلاف ورغم ان زيارة ذلك المسؤل فيها كثير من العبر والدروس الا اننى الخصها فى شئ مهم ان الخلاف عند السودانى فيه تفرد وتقدير واحترام وقد سبقت تلك الحادثة كثير من الوقائع لمسؤلين كبار ارفعهم ادبا وقدورة ومكانة وقد شاهدته عندما كان زائرا لكثير من المرضى وحضورا لتعازى عدد كبير من اسر واقرباء من اختلفوا معه سياسيا وفكريا بل تعدى بعضهم على قوانين دولة يحكمها وحمل بعضهم السلاح ورغم ذلك كان مسامحا وعفويا وترك لكل منهم حرية الرى تلك الحرية التى تعرف بحرية الرأي وهى القدرة على التعبير عن الأفكار المختلفة إما من خلال القول أو العمل أو الكتابة، وذلك دون وجود أي نوعٍ من القيود أو الرقابة عليها، بشرطٍ واحد، وهو أن لا تعارض هذه الأفكار مع القوانين والأعراف الموجودة في المنطقة، ويشار إلى أن حدود هذه الحرية تختلف من بلدٍ لآخر، وذلك حسب الدين، والتقاليد، والظروف المعيشية، ومستوى التعليم، والثقافة وغيرها، ونتيجةً لهذه الاختلافات سيصبح هناك اختلافٌ في الآراء، وقد تؤدّي إلى العديد من المشاكل في حالة عدم تقبّلها ومناقشتها بعقلٍ متفتح !! فإن وجود الاختلافات في الآراء ما بين الأشخاص هو أمرٌ طبيعي، إذ إنّ اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية، إلا أنّ المشكلة تكمن في عدم تقبل هذا الاختلاف، والتعصب إلى الرأي الفردي، الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى تدهور العلاقات بين بني البشر، وزرع الكره والحقد في قلوبهم، وقد تتطور لتتحول إلى أعمالٍ عنيفة وغير قانونية من الصعب حلها!! وثقافة الرأي والرأي الآخر تعني أن يقوم الإنسان باحترام أي فكرةٍ مخالفةٍ لفكرته الأساسية، والاستماع إليها بشكلٍ كامل، ومن ثم مناقشتها بكل موضوعيةٍ وحياد، في جوٍ من الهدوء ورحابة الصدر، دون التحيّز إلى رأيه الشخصي، وفرضه بالقوّة على الطرف الآخر، وفي ذلك رحمةٌ للأمم وتيسيرٌ لأمورها، ومن خلالها يتطوّر الإنسان، ويرقى نحو الأفضل و تنتشر ظاهرة التعصب وعدم احترام الرأي الآخر بشكلٍ خاص في دول الوطن العربي، وذلك يعود إلى العديد من الأسباب، نذكر منها التمسك بالأعراف والعادات القديمة القبلية، هذا بالإضافة إلى هيمنة الأنظمة الأحادية وسيطرتها على الحكم وغيرها ولاحترام الراى الاخر يجب ا لصمت، وتقبل الرأي ، وذلك في حالة أن يكون الرأي الآخر مخالفاً وبعيداً كل البعد عن الرأي أو المبادئ الشخصية، فالصمت في هذه الحالة لا يعني قبول الأفكار المطروحة، ولكنه اختصارٌ للشر، وابتعادٌ عن نقاشٍ غير مجدٍ، ولكن يشار إلى أنّه في حالة كان هناك سبب يقتضي نصح الطرف الآخر، أو تغيير أفكاره فلا بد من قولها، ولكن بطريقةٍ محترمة دون مسباتٍ أو إهاناتٍ والتعبير عن الرأي الشخصي عندما يقوم الطرف الآخر بطلب ذلك، إذ إن التدخل في نقاشٍ وإبداء رأيٍ معارضٍ فيه دون أي سبب يعتبر من قلة الذوق، كما أنه سيؤدي إلى خلق المشاكل والتسبب في توتر الجو، ولكن في حالة الحاجة إلى التعبير عن أيّ فكرةٍ أو رأي يجب استئذان المحاورين والتكلم بأدبٍ ودون إساءة اتباع الأسلوب اللبق، فهذا الأسلوب من شأنه أن يبني حبلاً من المودة والاحترام المتبادل بين طرفي النقاش، وسيساعد على تقبّل الرأي الآخر بكل سهولةٍ ويسرويحتفط كل من الطرفين على ما بينة والاخر وتكون الرسالة واضحة (كل شئ بدربو) !.

شركة جريس لاند لخدمات الشحن المختلفة