:

*الاتفاق الإطاري ضحية صراع الجنرالات*

top-news

*لسان الحال* 
د. مصطفى محمد مصطفى
ليس لدي ادنى شك في أنه إن حدث وتبخر  الاتفاق الاطاري فإن ذلك سيكون نتيجة طبيعية للصراع العسكري بين حميدتي من جهة والبرهان والكباشي وباقي اعضاء اللجنة الامنية من جهة اخرى  ولا اقول القوات المسلحة السودانية ذلك لان محور القضية هو مصالح ذاتية مع القليل جدا من القناعة قادت حميدتي الى الوقوف مع الاتفاق الاطاري الذي يمثل قادته الضمانة له من عاقبات الامور وبضمانات أممية من الامم المتحدة والالية الثلاثية والاتحاد الاوربي بحيث انه في حال الاصرار على دمج قواته ان يكون دمجا لطيفا يحفظ له ولأخية رتبهم العسكرية  وحبلا متينا مع قواته.  وان تم دمجها كليا فانه يكون في مأمن من اي ملاحقات أمنية مع امكانية تحوله الى سياسي مدني مع بعض الكنوز  بعد ان قدم مايكفي من الهدايا وحبال الود لزعامات الادارة الاهلية علاوة على قاعدتة القبلية التي ستمكنه من انشاء حزب سياسي جديد. ولكن الصراع بينه وبين اللجنة الامنية جعل البرهان يشن حربا عليه بحيث انه نفض يده من داعمي حميدتي واستهداف البرهان والكباشي للاتفاق الاطاري ليس سوى استهدافا لحميدتي ومحاولة لتركيعه من جهة ومحاولة لكسب قاعدة شبه مدنية من الرفقاء القدامي من جماعة اعتصام الموز. واكاد اجزم ان البرهان لم يطلع على مايعرف بالوثيقة المحدثة وربما لاتوجد تحديثات اصلا، بل كل ما هناك هو انتقام من الاطاريين لدعمهم حميدتي وان المقصود هو حميدتي دون وضع اي اعتبار للاطاريين مع بعض دوافع الغضب والانفعال، اما حميدتي فلم  يعد امامه سوى خيارين لا ثالث لهما وهما اما ان يستمر في لعبة عض الاصابع حتى يصرخ اعضاء اللجنة الامنية واما ان يجمع قواته ويعيد انتشارها في دارفور وعندها ستتحول القرى والمدن  الى رماد بينما قادتهم يتسكعون في شوارع الخوطوم ليبدأ الجيش مسيرته مع الحرب الاهلية الاكثر دموية لان حميدتي سوف ينتقم من الحركات المسلحة لدعمها البرهان ولكن لن يحاربهم في الخرطوم بل في دارفور ذلك مما لا شك فيه.

هل لديك تعليق؟

لن نقوم بمشاركة عنوان بريدك الالكتروني، من اجل التعليق يجب عليك ملئ الحقول التي امامها *