:

فضل الظهر ،،وقائع مؤلمة !

top-news
https://albadeelpress.com//public/frontend/img/post-add/add.jpg

فى الواقع
الحديث الشريف الذى رواه  ابى مسعود الخدرى عن الرسول (ص) عن فضل الظهرله دلالات ومعانى عظيمة لمن يترجم هذا الادب والخلق الرفيع اقتداء بالحبيب المصطفى جليل القدر عظيم النفع ففيه بساطة في اللفظ وإجازة في المدلول والعبارات وإن تدبرنا معانيه وأنزلنا مضمونه على الواقع الحياتي لسعدت الأمة وتبدل حال المجتمع. والظهر هو كل ما يركب من الدواب كالخيل والحمير ويتبعه في ذلك ما استحدث من وسائل تنقل ومواصلات كالسيارات وخلافها، وفضل الظهر أي ما وجد منه وزاد عن حاجة المرء ويشابهه في ذلك بمن يركب سيارة فاخرة وسيعة فيها اربعة وخمسة مقاعد لا يوجد بها غير سائقها وباقي المقاعد خالية وفارغة والناس من حوله ينتظرون لساعات طويلة في حر الشمس والغبار. ولعل ما نشاهده من ظواهر غريبة في الشارع العام يجعلنا نتريث في الحكم على هؤلاء في أنهم لا يقتدون بما جاء في الحديث مقتدين بالسنة وتوجيهات رسولنا الكريم ، فلدي ثلاث وقائع وشواهد على خلل ظاهر رجل في أواخر الخمسينات من عمره يقف بصورة راتبة وأوقات محددة وكأنه ينتظر فى مدخل كوبري المك النمر من ناحية بحري دائما ما يقف في الترتوار الفاصل بين الاتجاهين ويتعمد ان يقطع عليك السير ليجبرك على الوقوف ويلوح لك لتجود عليه بفضل ظهر لقطع الكوبري وقفت له مرة قبل سنتين وغاب عنى زمنا طويلا لتعديلي مساري بكوبري ام درمان وفوجئت به بعد تلك الشهور، نفس الرجل كامل الهندام يتظاهر لك بوقار ومعاناة ويبدأ يحكي لك عن الظروف والمعايش وما ان نزلت من كوبري المك نمر حتى يطلب النزول منك أمام الخارجية وتتعاطف معه بتلبية طلبه، ولكن الرجل كرر الوقوف والانتظار والطلب وهذه المرة حاولت معرفة صدق ما يرويه فأنزلته وتقدمت امتاراً عنه حتى أراقب ما ينوي عمله وفعلاً رجع الى مدخل الكوبري ورجعت انا كذلك وقطعت الكوبري قبله لأفجأ به يمارس نفس الطريقة مع الغير !!! في وقفت عيد الفطر الماضي تحت نفق الجامعة شاب لم يتعد عمره الخامسة والعشرين عاما حسبته من طلاب جامعة الخرطوم أشر لي بإصرار ووقفت له وركب بجواري لم أشك لحظة فيه فالجواب باين من عنوانه المزور آخر أناقة ولميع دخل واستقر فى الكرسي الأمامي بجواري، سألته مستفسرا عن المكان الذى يقصده فأجابني بأدب مصطنع ماشي المنشية لو في طريقك وفعلا عند المحلات الواقعة شرق نادي الشرطة توقفت لأشتري غرضاً يخصني وبكل ثقة تركته داخل السيارة ولم أغب طويلاً عنه وما أن تحركنا حتى طلب مني بقلق التوقف لأنه نسي شيئاً ما ويرغب فى العودة لنفس المكان الذي أخذته منه وبحصافة حاولت التأكد من مبلغ مالي كنت أضعه في الدرج الأمامي للاطمئنان فقط، وكانت المفاجأة والصدمة ان الشاب اللطيف الظريف اخذ المبلغ فى لمحة بصر اثناء نزولي للسيوبر ماركت، لم أتوان لحظة في استخدام أسلوب التخويف والتفتيش حتى وجدته قد دس المبلغ بربطته داخل قميصه الذي يرتديه!! وأمس القريب وعقب التراويح في شهر التوبة رجل متوسط العمر يحمل كتاباً في يده وبإصرار شديد علي أن اقف له بعد إشارة شقلبان بالثورة لم أتردد بالوقوف وصحبني وبدون مقدمات دخل فيني شمال انا عندي دكتوراه في (..... ) وكنت في اسبانيا والكتاب ده ألفته عن التصوف فى السودان وووووووو وحكايات مملة فى السرد وآخر المطاف ذكر لى ان ابنته خريجة الصيدلة أصيبت قبل أيام في حادث حركة وتحتاج لعملية مستعجلة وخلاصة القول إنه يريد مد يد العون بما يجود عليه الأكرمين وحسبني منهم، سألته عن اسمه فلم يصدق وعن سكنه وأسرته فنسب أصله الى اسرة تربطني بها علاقات رحم وجيرة وياللاسف فلم اجد صديقي من بينهم وعلمت أن الأمر كذب وخداع وعدم ضمير في الإساءة للآخرين، كل هذه الوقائع جعلتني أتطرق لهذه الظاهرة الغريبة على مجتمعنا وهي محاولة استغلال فضل الظهر والأدب الاسلامي بمثل هذه الأفعال ويترتب على تلك التصرفات كثير من عدم الرغبة عند الآخرين في الجود بالتوقوف ومساعدة الآخرين وتصرفات هؤلاء تتسبب فى نزع البركة والخير من قلوب الأخيار خوفاً من تلك السلبيات فنحن نقف لهؤلاء أدبا وتقيدا بتعاليم الرسول الكريم، ولكن أن تعود علينا تلك الشهامة بسرقات ونهب لممتلكات خاصة من سياراتنا أو رغي وقصص ونفاق تشمئز منه النفوس يجعلنا في صراع مع أنفسنا من البحث عن الأجر وفعل الخيرات والخوف من من نصطحب وقد تحدثت كثيرا مع هؤلاء وشعرت بالممل في ما أقدمه من نصح وإرشاد رغم أن البعض منهم كانت الندامة بائنة عليه فيما اغترف من ذنب وإثم، وقد بادل الإحسان بغير ذلك. ولك يا من تريد العون وفضل الظهر أوجه رسالتي فكن أميناً صادقاً في ما تقصده واحذروا أيها الخيريين، فالواقع أصبح فيه شذوذ فكري وإجرامي يحاول البعض استخدام كل الأساليب في الوصول لأهدافهم وأطماعهم فلا تندمونا في ما نقدم من خير ولا حتى تندموا في اكتشافنا لخبثكم الرديء !

https://albadeelpress.com//public/frontend/img/post-add/add.jpg

هل لديك تعليق؟

لن نقوم بمشاركة عنوان بريدك الالكتروني، من اجل التعليق يجب عليك ملئ الحقول التي امامها *