:

انتباهة في زمن الغفلة

top-news

.انواء
رمضان محجوب 

الحديث الذي ادلي به الدكتور الجزولي دفع الله رئيس اللجنة القومية لمكافحة المخدرات في خضم الاسبوع المنصرم خلال اجتماع خصص لمناقشة ظاهرة انتشار المخدرات وسط الشباب وتراسه رئيس مجلس السيادة الانتقالي وعدد من الوزراء المعنيين وقوله إن غالبية الطلاب يتعاطون المخدرات بالجامعات وأن أنواعا مختلفة من المخدرات منها الهيروين الكريستال والترامدول منتشرة وسط الشباب والطلاب بجانب البنقو وأنه لابد من احتواء الظاهرة. يغري بالتنقيب عن اسباب تمدد هذه الظاهرة الخطيرة والبحث عن طرق لمحاصرتها. 

الجزولي  شدد  على عدم الاستهانة بخطر المخدرات وآثارها المدمرة على الشباب السوداني ومشاركة كافة شرائح المجتمع فيه.

حديث الجزولي يعد بمثابة  دعوة للقائمين بالأمر ولنا جميعاً بأن نلتفت لخطورة ما يحدث وسط الشباب السوداني قائد التغييرات السياسية والاجتماعية والفكرية في السودان.

 ليس لدي إحصائيات تبين مدى انتشار المخدرات وسط الشباب، ولكن الواقع يقول إنها ظاهرة خطيرة من وراء الكواليس، حيث تؤكد الشواهد صحة ذلك. 

 الواقع يقول إن ظاهرة تفشي المخدرات في أوساط الشباب تعود إلى ضعف وغياب الوازع الديني، بجانب العطالة والضغوط الاقتصادية والاجتماعية التي يمرون بها.

 وأنا هنا لن أذهب مذهب البعض وأتحدث بمرجعية سياسية تقودها نظرية المؤامرة، وأرجع تفشي هذا الخطر وسط شبابنا إلى ما يسميه البعض بـ(حملة استهداف البلاد) بالمخدرات باعتبار السودان دولة معبر.

 لأن مسألة المخدرات وانتشارها أضحت عالمية وترتبط بالعصابات كـ(المافيا) وغيرها وتروج لانتشارها الفضائيات عبر الدراما السالبة والغزو الثقافي القادم من الخارج إضافة إلى الخواء الذي يعاني منه الكثير من شباب اليوم.

حتى نكافح هذه الظاهرة الخطيرة فإن الجميع عليه دور لابد أن يقوم به..!!

 مكافحة الظاهرة تبدأ من الأسر وهي مطالبة بمراقبة ومتابعة سلوكيات أبنائها وبناتها بالمؤسسات الأكاديمية أو غيرها من مناطق تجمعات الشباب، فالآباء والأمهات والأسرة يقع عليهم بصورة عامة، جزء كبير من مسؤولية إدمان الشباب للمخدرات.

الإعلام بدوره مطالب بدور فعال لحصار ومكافحة المخدرات لأن هذه القضية أصبحت واقعاً فيجب التعامل معها بالحذر الشديد، خاصة وأن المجتمع أصبح يتباهى بالمدمنين، وينسج حولهم القصص والطرائف.

وتبقى فكرة إنشاء جمعيات لمحاربة تعاطي المخدرات من الشباب على أن توفر الحكومة التدريب والتأهيل لأعضاء هذه الجمعيات حتى تؤدي دورها في محاربة انتشار تعاطي المخدرات وسط الشباب والمجتمع بصورة عامة.

 والواقع يقول كذلك إن ضعف الرقابة على الأدوية المخدرة، وجهات الاختصاص مطالبة الآن بشطب حبوب (الخرشة) والحبوب المماثلة الأخرى ومنع بيعها في الصيدليات إلا وفق ضوابط صارمة.

عموما المبادرة التي تم تدشينها لمكافحة المخدرات وعلاج الإدمان يجب علي كل صاحب ضمير دعمها بما يستطع من فكر او جهد او مال حتى تفي بالغرض الذي اطلقت من اجلها لنرى مجتمعنا وقد تعافى في كل شيئ.

هل لديك تعليق؟

لن نقوم بمشاركة عنوان بريدك الالكتروني، من اجل التعليق يجب عليك ملئ الحقول التي امامها *