:

شباب الثورة منتصرون ولكن

top-news

لسان الحال 
شباب الثورة منتصرون ولكن......!

د.مصطفى محمد مصطفى

في مقال سابق قبيل التوقيع على الاتفاق الاطارئ كنت قد قلت أن شباب الثورة لن يكونوا معنيين بهذا الامر ليس لانه لم يطرح قضاياهم ولكن لانهم لا يؤمنون بكل هذا الزخم الحزبي الذي يتبني مشروعهم وكنت ايضا قد ذكرت ان الثورة وشبابها يحتاجون الى فعل سياسي يدعم حراك الشارع وينوب عنهم في التفاوض والمعترك الدبلوماسي وافترضت مخطئا ان الشباب يمكن ان يقبلوا بقيادات الحرية والتغيير كقيادة سياسية لهم تتحدث بإسمهم  ولكن جاء قرار شباب الثورة ممثلة في لجان المقاومة وكيانات اخرى (قطعا ليس بينها الاحزاب المقاطعة للاتفاق الاطاري) لان هذه الاحزاب هي ايضا مرفوضة حتى وان تماهى موقفها وخطها السياسي التكتيكي (ربما)  ومصالحها مع مقاطعة الاتفاق الاطاري ولكنهم ايضا يخدعون انفسهم حينما يظنون ان شباب الثورة سيحتفون بهم ؛ أقول إنه قد اتضح لنا جليا أن كُفرالثورة وشبابها بكافة الاحزاب العقائدية والتقليدية هو كُفرًا باهدافها لن يٌسلم اصحابه ولن يدفعوا الجزية عن يد وهم صاغرون . الواقع اليقيني الذي فرضه شباب الثورة بخروجهم اليوم هو انهم ماضون في ثورتهم لانهم يؤمنون بأنهم قد تجاوزوا كل معطيات العمل السياسي في السودان بعد ان استنشقوا عبير الحرية لبرهة واستطيبوه وبعد ان عرفوا قيمة المبادئ التي قاموا من اجلها من عدالة وحرية ومسواه فاني اراهم مستمرون في ثورتهم ولن تخمد نارها ولن يهدأ اوارها حتى تبلغ مبتغاها وان تكالبت عليها ضباع الاحزاب وغربانها . 
ربما يظن الكثيرون ان طول الامد وشدة البطش سوف يؤديان الى الملل والتقاعس ولكني رايت جيلا داخل جيل يتوارثون الفكرة نفسها وهم احياء ويتكاثرون رغم انف الاغلاق والحصار والقتل والبنبان ؛ بقي شئ واحد لاكمال حلقة الثورة وهو أن يخرج من بين الثوار انفسهم لوممبا او جيفارا و مارتن كنج جديد بحيث يكون اشعث اغبر  يشبههم ويمثلهم بعد ان رفضوا  المنعمين من قاطني الفنادق واصحاب العمامات والبدل الانيقة.

هل لديك تعليق؟

لن نقوم بمشاركة عنوان بريدك الالكتروني، من اجل التعليق يجب عليك ملئ الحقول التي امامها *