:

ارتداء الزي والشارات العسكرية

top-news

الفريق شرطة احمد محمد سيد مكاوي يكتب:-


*إرتداء الزي والشارات  العسكرية* 

    
      لقد ظلت القوات النظامية عبر العصور
هي الأكثر انضباطاً وتحكماً بوضع القيود والشروط في منح الرتب العسكرية المختلفه ..
والدخول لسلك الجندية كان حلماً يراود الشباب
فقد كان فخراً وعزاً للاسر بل للقبيله وقد كانت رمزاً وإشارةً علي الإقدام والشجاعة..
       فقد كانوا شباباً 
وبعد معاينات ومقابلات وفحص للمؤهلات.. واختبارات مختلفة ...
    ثم انضمام و تدريب قاس وشاق في هجير الشمس وزمهرير الشتاء وتحت زخات الامطار ودوي الرعد ومحاضرات مختلفة حتي تقوي شكيمتهم  فيصبحوا رجالاً اشداء وبواسل..
 وللشجاعة والإقدام مثلاً..

ولا غرو ان نظمت القصائد والاشعار في تمجيد الجندية وربطها
بالوطنية وحماية تراب الوطن وارتباطها بمقاومة المستعمر وطرده ..
     فكانت الفنانة المسكونة بعشق الوطن المرحومةعائشة الفلاتية
من اوائل من تغنت للجنود وهي تلهبهم بالحماس وتصفهم بجميل الصفات...
    كذلك مايعرف بأغاني البنات  والحكامات اللائي يعلين من شأن الفروسية والشجاعة فيرفعن من الروح المعنوية وتضيف اسباباً اخري تدفع للانضمام للجندية .. 

    وقد كانت الجندية محاطة بتقدير واحترام
وإجلال يكاد ان يكون تقديساً ...
     ولأن الجندية كانت فخراً فالإنضمام لها كان حلماً يراود الشباب ومعلوم ان بالنظم العسكرية قوانين ولوائح واوامر تنظم كل إجراءاتها وخطواتها وحقوقها وواجباتها وامتيازاتها ومخالفاتها واوامرها ونواهيها ..
منذ لحظة الانخراط حتي ساعة التقاعد..
   ولعل من أهم ما يحفظه من سار في سلك الجندية عن ظهر قلب في باب الحقوق شروط الترقي للرتب الأعلي..

فهي بين حاجز زمني محدد لكل رتبة بنص القوانين ..وتقارير وانتظام وانضباط.. وإمتياز في الأداء.. وتفاني ونجاح في تكليفات باعمال معينة في الاختصاص..وربما إختبارات مهنية وطبية وصحية ..وتقارير سرية وضمان صحيفة جنائية ناصعة خالية من المخالفات للقوانين العامة والخاصة واللوائح..ودورات تدريبية حتمية وأخري مهنية متخصصة بالبلاد وخارجها..وزيادة التأهيل الأكاديمي...
وامتحانات للترقي..
ثم وجود خانات شاغرة للحفاظ علي الهيكل الوظيفي وضمان عدم إختلاله..

    وقد كان للترقيات للرتب الأعلي مذاقها وطعمها الخاص وبريقها وألقهاوكان يتم الإحتفال بها فقد كانت وسيلة شكر وثناء وتقييم ..

   مما يجدر ذكره ان هناك من بين افراد القوات النظامية من بقي في الرتبة اكثر من عشرة اعوام ومنهم من 
كان مستوفياً لشروط الترقي التي كانت الادارات تتشدد فيها و لا تجامل ومع ذلك امضي السنوات في رتبة واحدة دون كلل او ملل..
     
    اما في وقتنا الحالي 
وبعد اتفاق سلام جوبا وظهور قوات حركات الكفاح المسلحه
(التي نفترض ان قواتها معروفة ومحصورة وبالأسماء والرتب بغية دمجها)
بدأت فوضي توزيع الرتب من جهات متعددة
في مواقع مختلفة بالبلاد لجهات تعلن عن وجودها أمام الملأ
في اجهزة الإعلام دون خشية.. ولا تجد من يتصدي لها او يردعها..

وما كنا نظن ونحن من الرعيل الاول من الضباط ومن حملة البراءة ان نبقي الي عهد 
تمنح فيه الرتب وتوزع.. توزيع من لا يملك على من لايستحق ..
     فقد شهدنا وتملكتنا الدهشة والأسي .فهناك من يتزيأ بالملابس العسكرية ويضع علي اكتافه رتبة بلا شك لا يستحقها ...وهناك صياد 
برتبة الرائد ...وطفل لم يبلغ الحلم ولم تظهر عليه علامات البلوغ وهو يحمل علي كتفيه الصغيرين رتبة اللواء..
__________________
 
      _بينما لم ولن يحظ ضابط او صف ضابط (أثناء خدمته) بالترقي للأعلي لرتبتين في تاريخ القوات النظامية بالبلاد الا في حالة استشهاده وفقاً لنصوص القوانين وذلك إكراماً للشهيد وحتي تستفيد  اسرته من امتيازات الترقي._ 
__________________

   ونحن من عهد كان القانون يمنع دخول  المناطق العسكرية او الأقتراب منها او تصويرها ويردع ويمنع ارتداء الزي العسكري او الشارات العسكرية
أو صناعتها..

تملئنا الحسرة وتخنقنا غصة الإنتماء ونحن نشاهد عبر القنوات الفضائية من يضعون أعلى الرتب علي اكتافهم 
وهم يهددون ويتوعدون
ويأمرون وينهون ويخربون..مع وجود نصوص قانونية موضوعة معطلة..

    متي تتوقف هذه الفوضي؟

هل لديك تعليق؟

لن نقوم بمشاركة عنوان بريدك الالكتروني، من اجل التعليق يجب عليك ملئ الحقول التي امامها *