:

الخيانة

top-news

فى الواقع
 
بقلم :ـ بدرالدين عبدالمعروف الماحى 
الخيانة كلمة تقشعر منها الابدان ولاتستصيغها الازآن حتى فى السمع ولكنها للاسف الشديد يتكرر واقعها فى حياتنا وفى بيننا من احداث حياة الناس ،، فكثير ما نسمع ولو من باب الونسة اسواء سيناريوهات لحاوى وقصص اشبة بالخيال ! اول امس فى مدخل نيابة الخرطوم قابلته بعد غياب طويل اخ وزميل دراسة وود حله صدمنى ببرود السلام وحرارة اللقاء الى توقعته ان يقابلنى بها وتأكدت ان فى الامر شئ ما ولاحظت علي محياة التعب والرهق النفسى وقد بان فى ملامح وجهه الشاحب من الغضب فعمت ان انتظره لا اكرر سؤالى عليه (مالك بهنا انشاء الله ما عندك عوجة ) جرا نفس طووويل وقال لى (الحمدلله ) تخيل فلان صاحبى من الثانوى والسكنا سوا فى بيت العزابة فى الشهداء 9سنوات وكان وزيرى فى العرس وشالنى فى ضهرو تخيل براسل مرتى وبتواصل معاها وبديها اسرارى لحدى ما طلبت الطلاق !! وانا اكتشفت ده صدفة لمن نست تلفونا فى عربيتى ونزلتها بيت ناس امها !! بس قسما بالله م اخليه !!وجدت نفسى عاجز عن التعليق والكلام لانى لم اتصور ذلك مطلقا لما اعرفة عن عشرة السنين بينهما ،، حدث مشابهه اشيع بين الموظفين عن ان (احمد ) الذى كان سبب تعينه فى تلك الشركة المميزة وهو صديق عمرة وابن خالته  قد تسبب فى فصل (ناجى ) عن العمل واوشئ لمديرها الاجنبى عن كذبه عليهم والسفر لزواج شقيقته وليس لوفاة قريب له وتغيب عن العمل ثلاث ايام وفقد وظيفتة المرموقة بسبب تلك الخيانه التى اتته من قريب وقريب جدا !!! فالخيانة من أثقل الكلمات على القلب فنطقها بحد ذاتهِ يقتل كل شيء جميل في القلب ويكسر كل شيء له معنى جميل موجود في داخل النفس البشريّة ، فلم أجد أثقل منها على قلبي وعلى قلب البشر فهي طعنة تهديها للشخص الذي كان يثق فيك أو كان يتوقّع منك شيء جميل ولكن تهديها له على طبق من ذهب لتجعل منهُ يكره الحياة أو يجد في نفسهِ نقص وأن يندم على ما فعلهُ من أجلك ، والخيانة تختلف من شخص الى آخر حسب طبيعة العلاقة بين شخصين سواء كانت مبنيّة على صداقة أو حب أو زواج أو في العمل ، فالخيانة باختلاف معانيها بين الشخصين ولكن هي حالة يخون فيها الشخص الوعد أو العهد أو بكلمة حتّى لو كان يظن أنّها قليلة فهي بحد ذاتها تعتبر خيانة  باختلافاتها فى المسميات والصفات والخيانة تنشأ دائما من الثقة !!! لان الخيانة مدخلها الثقة فلولا الثقة لما وجدت الخيانة ، فالكثير منّا يثق في شخص معيّن على أمر أو شيء معيّن أو يؤمّنهُ على شيء فيجد من ثقتهِ مقابلهُ الخيانة ، فلا يجب على أي شخص أن يوثق بشخص ثقة مطلقة ولا يجب أن يسوء الظن بهِ الى حد الشك ، فهناك قلوب تهوى الخيانة وتفنّنُ بها وتطبع الخيانة بقلوبها ليصبح عندهم مرض مزمن في قلوبهم ، وهناك مهما زادت طعناتهم فهي قلوب صادقة لا تعرف للخاينة معنى ولا طريق ولا وسيلة وهي أكثر القلوب التي تواجه الخيانة في حياتها ، ومن  الغريب و المحزن أن يكبر الإنسان ويعيش في مجتمعات تخون وتشعر كأنّها بغابة يموت فيها أصحاب القلوب الطيّبة التي لا تعرف معنى الغدر والخباثة لتجد نفسها مع الوقت ضحيّة بين الذئاب ليقولو عنهُ أنّهُ كلباً من الكلاب التي تجري وراء من يخونها ، فهي أسود تكبر مع الأيام لتصبح ملوك الغابة ولكن بقوّة قلوبها ، فلا يظن الشخص الطيب أنّهُ غباء بل هو ذكاء بحد ذاتهِ ليفهم ما يدور من حولهِ حتّى تصنع منهُ الحياة شيئاً لا يقهر !! ولابد لك من ان  تختبر الشخص قبل أن تثق فيه  فالإختبار هو سيّد المواقف وهو الحاكم بينك وبين من تكنُّ له بالمشاعر لتعرف طبيعة النفس التي تقترب منها ، فالحذر في بداية العلاقات مهمّة جداً لمعرفة الطبيعة البشريّة ، فلا يجب على الشخص أن يحكم على إنسان من بداية العلاقة مهما كان هذا الشخص ، فعندما تختبر صديقك بأمر معيّن أو موقف معيّن فهو يكشف لك طبيعة هذا الإنسان المخادع الذي يخبّئ وراء قلبه الكثير والكثير من الحقد والكراهية ، وسوف تعلّمكَ الحياة أن كل إنسان طيّب ألف طعنة وطعنة في قلبهِ !!!  ومن أسوأ الخيانات التي وجدتها في حياتي هي الخيانة الزوجيّة ، ما أبشعها وما أقحبها وما العنها من خيانة أن يخون إنسان شريك حياتهِ الذي سوف يعيش العمر بأكملهِ معهُ ، فلا تستغرب أن تجد إمرأة تصنّف بين النساء عاهرة تخون رجل يتعب ويشقى لأجل أهل بيتهُ وهي تخونهُ مع شخص آخر ، ولا تستغرب من أن يخون رجل يصنّف من بين الرجال شخص بلا مبدأ ولا يطلق عليه لقب الرجولة إمرأة أخلصت لهُ وقدّرت العشرة مع زوجها ، أو الإثنان يخونون بعضهم ، ولكن من أروع ما يريح القلب ويجعل الإنسان يعيش بطمأنينة هي أنّ الله قال تعالى في كتابهِ العزيز الطيبون للطيبات والخبيثون للخبيثات!

هل لديك تعليق؟

لن نقوم بمشاركة عنوان بريدك الالكتروني، من اجل التعليق يجب عليك ملئ الحقول التي امامها *