:

الضالون

top-news

محمد حامد جمعة يكتب
يكتب
الضالون

مع بداية العام الدراسي الحالي لاحظت ان بعض أولياء الأمور . إضطر بعضهم من باب التأمين الذاتي لأبنائهم . لتغيير المدارس . خاصة ان كانت على مسار معتاد للمواكب والإشتباكات . تجنبا لاي مخاطر ناجمة عن إشتباكات او حدوث ظروف تجعل الوصول للمدارس والعودة مشكلة . 
ولاحظت في شوارع ذات ميزات تجارية ببعض الأحياء التي تعتبر مسارات ان كثير من المتاجر اغلقت او بحثت عن مواقع اخرى هذا بخلاف وضعية الازمة الاقتصادية وتسببها في كساد غير معلن .
والذي لا يتحدث عنه احد ان هجرة الناس لعواصم مجاورة مثل القاهرة وأديس ابابا صار لافتا . إنتقال بكامل الأسرة مثل عملية الإخلاء . عادة يرسل رب الأسرة ابنائه ويراسلهم من هنا . غالب من يفعلون ذلك يعانون في ترتيب امور العيش لظرف العام هنا لكنهم بالمقابل يضمنون إستقرار التعليم والعلاج والى حد ما الأمان الشخصي . 
هذه حقائق وإن كانت معلومة الأسباب لكنها تشير الى فزع عام السبب الأساسي فيه تخوفات موضوعية مردها فشل عام في إدارة شواغل الناس وضعف الدولة العام وغياب مؤسسات او قوى سياسية او نخبة وعوام تمايز بين جعل الخلافات في حدود عدم الإضرار العام والتفريق بين تكتيك الضغط ومحصلة التدمير العام .
تشكلت بالتالي صورة نمطية عن بلد يموت بأزمة كل يوم يقتل الجميع فيها منافذ التنفس لوطنهم نفسه ! 
الغريب ان دولة جارة مثل أثيوبيا وفي أشد لحظة أزمتها لم يتفجر فيها طريق حيوي تسلمته جهة حكومية او متمردة . وحتى عندما هبطت قوى مسلحة لخط السكة الحديد الرابط مع جيبوتي لم يقطع رغم ان (صنف) مسلح كان ليحدث فيه اعطابا كبيرة . وفي ليبيا لاحظت ان دوري الكرة عندهم ينقل على قناة نشطة للرياضة وتمتد المناشط وتسير الحياة رغم الخلافات الحادة ولم اسمع عن حرق مصفاة او تدمير مؤسسة عامة ! وهذه أمثلة قد اكون دقيقا فيها او لست متابع لكن في عموم الوضع ومقارنة مع لوثة الجنون عندنا فلو كان سد النهضة سوداني لما أضل مدفع غاضب . كما يحدث مع حقول نفطنا على قلة . بمناسبة النفط هل سمع احدكم فصيل جنوبي يخرب حقلا بالجنوب رغم ان اغلبها يقع مناطقيا في نطاق جهات ليست على وفاق كامل وان صالحت مع جوبا 
نحن شعب نخبة وعوام . قنبلة ذاتية التفجر . وأظن اننا للان تقيد ضدنا كبلد شكاوى حقوقية يقدمها أشخاص حسب قربهم ومصلحتهم ابتعادا او اقترابا من السلطة . 
غريب اننا نفعل ذلك رغم ان كل جوارنا به اطراف تتشاجر وتختلف . مصر . تشاد . ليبيا . اثيوبيا . ارتريا . ج.السودان . افريقيا الوسطى . لكنهم لا يشتكون بلدانهم . تبا . ما الذي يحدث عندنا رغم اننا اكثر البلدان غناء وشعرا لبلدنا . نحن ضالون ومغضوب عليهم . بس

هل لديك تعليق؟

لن نقوم بمشاركة عنوان بريدك الالكتروني، من اجل التعليق يجب عليك ملئ الحقول التي امامها *