:

الوظائف العائلية تدميرا للمجتمعات !

top-news
https://albadeelpress.com//public/frontend/img/post-add/add.jpg

فى الواقع
بقلم :ـ بدرالدين عبدالمعروف الماحى
ينادى الثوار بتشكيل حكومة كفاءات دون محاصصة ويلجى هؤلاء لاسلوب الترشيح وتلميع بعض الاشخاص فاجد بينهم من هو مقنع ومن هو عكس ذلك لذا اشدد بضرورة الاهتمام باختيار القوى الامين وقد لا تعجب هاتين الوصفتين كثير من القراء ولكن ان كان لى من مناصحة فقوة المرشح التى اقصدها فى قراراته وتخطيطاته لمستقبل زاهى لسوادن الغد والامين الذى انشده ان يكون امين مع نفسه اولا ويكرر عليها السؤال هل سيكون جديد بما اوكل اليه وهل سيقدم ما يحلم به هؤلاء الشباب ام ان الامر لا يزيد عن تشريف بالمنصب والاهم من ذلك هو الابتعاد عن اختيار اناس دون كفاءات حقيقية مثلما كان يدور فى اروقة مناصب العهد السابق فنحن كنا نعانى ونراغب باسى اشكال التعينات والاختيارات والتكاليف والتخبط فى تولى امر الناس للضعفاء والحيارى ومن الاشياء التى لا تغيب عن زاكرتى الاتصال التى جاء لصديقى وهو معى بالمكتب حائر به الدليل بعد تقاعده لامكان له ولا عمل ولا نشاط ياتينى كل يوم صباحا ويسبقنى الى مكتبىى الخاص للونسة وقضاء اليوم كله والتسلية فاتاه اتصال وهلل وكبر واخبرنى انه تم تكلبفة واختيارة معتمد بتلك الولاية الغنية وكنت ابحث عن مميزات ذلك الرجل وبعد تدقيق وسؤال و(شمشرة ) علمت ان لزوجتة القيادية بالمؤتمر الوطنى دور فى ذلك الاختيار والتكليف فهنا تبدأ القصة من عبث الكبار والمسئولين والوزراء وأصحاب السلطات والنفوذ ، الذين يوظفون ابنائهم وأقاربهم عوضا عن توظيف ابناء الناس وينتهي في الغالب وضع الرجل الغير مناسب في المكان الغير مناسب  فتوظيف الاقارب شيء طبيعي لشخص يعيش في الوطن العربي ومجتمعاته  ويتعايش يوميا مع وظائف كلها اقارب  فالسودانيين والعرب  اكثر الشعوب تطبيقا لمفهوم الوظائف العائلية وأكثرهم تدميرا للمجتمعات فتوظيف الاقارب اصبحت متداولة على نطاق واسع فتسمع تارة سفيرنا بالبلد الفلان يعين ابنته فى السفارة التى يعمل فيها سينين عددا والوزير الفلانى  يعين نجلاه مديرين عامين فى تلك المؤسسة الكبيرة  ونسمع الكثير وما خفي كان اعظم فأصبحت القاعدة في التوظيف تنص " اذا لم تكن قريبي فأنت لست موظف " ، فنتيجة استغلال السلطات والصلاحيات التي يتمتع بها المسئول تبرز معضلة توظيف الاقارب وبغض النظر عن شروط التوظيف او الخبرة خلال العمل فيستغلون المناصب لتوظيف اقاربهم وكأنها ثقافة تتوارث بين المسئولين فمن كان منصبه اعلى كان لعائلته نصيب الاسد في التوظيف والسبب في توظيف الاقارب هو لإخفاء الملفات الفاسدة التي افتعلها ذلك المسئول والتي اضاعت الكثير من حقوق المواطنين ، فالقريب لن يفشي سره مهما كانت النتيجة فانحرف المسئولين عن الهدف العام والمصلحة العامة التي كانت من هدف اجهزة الدولة المركزية واللامركزية والتي تسعى لتحقيق الخير لكافة الشعب  فأصبح الهدف هو المصلحة الشخصية ، فصاحب الصلاحية الذي يسيء استخدام السلطة في سبيل تحقيق المنفعة الشخصية هي بمقام جريمة بحق شعبه وبحق القانون تسمى " اساءة استعمال السلطة واستغلال النفوذ " : يعاقب عليها جنائيا اضافة الى مسائلته تأديبيا في حال ادانته . لان صاحب الصلاحية الذي يوظف اقاربه ومحسوبيته يؤدي الى الاخلال بمبدأ المساواة والعدالة بين المتقدمين للوظائف العامة مما يجعل المواطنين يفقدون الثقة والنزاهة في اجهزة الدولة الادارية لم تعد واسطة خير بل واسطة الظلم والجور واخذ حقوق الاخرين الموهوبين وانتشار الاحباط والحقد والكراهية والفقر والفساد والانحدار  والتخلف والدمار والهلاك وانتشار الرشوة . فأصحاب الجدارة هم الاولى في الوظيفة في أي منشاة او مؤسسة وبالذات اذا ارادت تلك المؤسسة ان يكون لديها فريق عمل منتج مبينا ان توظيف الاقارب يتعارض مع ذلك الاتجاه  فترى الموظف من ذوي الاقارب غير مؤهلا بسبب المجاملات والضغوطات الاجتماعية مما يفقد ذلك الموظف دوره الحقيقي في المنشاة او المؤسسة  فتوظيف الاقارب سيسبب التقاعس وعدم الجدية في العمل . وسيفقد المؤسسة فعاليتها كان بالإمكان ان يكون موظف فيها موظف منتج  الذي يوظف اقاربه هو خان الامانة وسرق اموال الشعب وحكم السارق السجن او دفع الغرامة فغياب الوازع الديني وغياب منظومة القوانين والأنظمة وغياب هيئة المراقبة والفساد زاد من وتيرة توظيف الاقارب وعدم معاقبة المسئول على ذلك فالمسئول يجب ان يكون امينا وان يحمي حقوق المواطنين وان يتمسك بالمصلحة العامة وان ينشر مبدأ العدل وإدراج ثقافة احترام القانون وتحريم الواسطة وأخطاء التوظيف كثيرة وهي عدم الحصول على نتائج ايجابية مطلوبة باعتبار يوجد نقص في الكفاءة والخبرة ، والعواطف التي تحكم العلاقة بين الموظفين وهذا يضر بالإنتاجية ، والقرارات الادارية تأخذ بعين الاعتبار صلة القرابة ، والتمييز بين القريب والموظف الاخروهذه الاخطاء تنشا مجتمعا فاشلا ومتخلفا يسوده الدمار والهلاك والنتائج الوظيفية غير مشجعة بعكس الدول المتحضرة التي تهتم فقط بالكفاءات .

https://albadeelpress.com//public/frontend/img/post-add/add.jpg

هل لديك تعليق؟

لن نقوم بمشاركة عنوان بريدك الالكتروني، من اجل التعليق يجب عليك ملئ الحقول التي امامها *