:

الصراعات الاسرية فى البيت السودانى

top-news

الواقع

بقلم :ـ بدرالدين عبدالمعروف الماحى 
رغم ان الهم الاكبر فى اى بيت او عائلة سودانية اصبح (المعيشة ) ولكن تطل من حين للاخر صراعات اسرية عميقة تؤدى فى غالب الاحيان الى نتائج غير مرضية ويزداد الضغط والاستياء فى محاولات الاصلاح والتراضى لان (الفلس ) فى تقديرى يشكل فى دواخل البعض حالة من زيادة الازمات وبالتالى عدم هدوء ورجوع و(معلشة ) لكثير من الخلافات العادية والتى فى الغالب تصل الى حد القطيعة والمحاكم احيانا وتبنى العائلة على أساس التماسك والترابط فيما بينها، ولكن عندما تدخل المصالح والأمور المادية بين الأقارب قد تنقلب العلاقة بينهم رأسا على عقب وتزرع الأحقاد وتقطع العلاقات بين أفراد العائلة الواحدة لأسباب تافهة قد تصل إلى الانتقام أو إلحاق الأذى بأقرب الناس دون وضع أي اعتبار لصلة الدم التي تربط بينهم وبناء الاسرة يتطلب تماسكها وترابطها، وأن تسود المحبة والمودة بداخلها، فالعلاقات الأسرية القوية والمتينة تنعكس بالإيجاب على العائلة وتضيف إلى الحياة لمسات دافئة ومؤثرة وداعمة، فأساس هذه الحياة هو لم الأقارب ليكون هناك هدف في الحياة، ولكن ما أصبح يسود في مجتمعنا في الآونة الأخيرة هو كثرة الخلافات بين العديد من أفراد الأسرة الواحدة، فعندما تدخل المصالح والأمور المادية داخل العائلة قد تكسر هذه العلاقة المتينة، فكثيرا ما نسمع عن عائلات تمتنع عن زيارة أقاربها لسنوات طويلة لأسباب قد تتعلق بعائلة غنية تقطع علاقتها وزيارتها بالعائلة الفقيرة، لأنها ليست من مستواها، وعائلات أخرى تضع في الحسبان الفوارق الاجتماعية بين أقاربها فتقطع الزيارة عنها، وقد تدفع الخلافات بالشخص إلى الانتقام وإلحاق الأذى بأقرب الناس إليه بسبب أمور تافهة، كما قد تدفع إلى أروقة المحاكم،ونتيجة للضغوط الأسرية التي لا يتحملها البعض ومقدار الظلم بين أكثر الناس قرابة أصبحت المحاكم ملجأ أخيرا لهم وللاسف اصبحت المادة لها النصيب الاكبر فى العلاقات الاسرية كما ان هناك عائلات أخرى تضع في الحسبان أن تكون العائلة التي ستصاهرها من نفس مستواها المادي وتصل بها الأمور إلى التبرؤ من فلذات أكبادهم وحرمانهم من حقوقهم ومشاركتهم الفرحة او حتى مقاطعة مراسم الزواج وهى حالة متكررة فى مجمتعنا السودانى فكثير ما نسمع ان فلان تقدم لبنت فلان ولكن اهل العريس غير موافقين على تلك الزيجة والعريس جمع عدد مقدر من الاصدقاء ومعارف العمل وظهر امام اهل العروس بشكل اسرى ويقتبس احيانا بعضهم دور العم او الخال  ! وهناك نمازج اخرى من ضحايا الخلافات العائلية كما فى قصة  السيدة “س” البالغة من العمر خمسين سنة، والتي تعاني نتيجة امتناع ابنها عن زيارتها لسنوات طويلة بالرغم من أن علاقته بها كانت جيدة قبل زواجه، ولكن بداية خلافه معها بدأت عندما قامت الأم بتقديم نصائح لزوجته، ولكن هذا الأمر لم يعجب هذه الأخيرة ،وقامت بتحريض ابنها عليها، فأصبح لا يزور أمه لسنوات عديدة وهو ما زاد من استغرابها، ولأن قلب الأم واسع وحنون، قررت أن تزوره هي وترى حفيدها، ولكنها استغربت حين وجدته غير مسرور بزيارتها، ولكن حنينها إلى رؤية فلذة كبدها وحفيدها جعلاها تعاود الزيارة، إلا أنها صدمت عندما دقت الباب ووجدت عائلة أخرى تقطن في منزل ابنها، فسألت عن عنوانه من جيرانه، ولكنهم أخبروها أنه انتقل إلى ولاية أخرى، ولم يخبر أمه، وقطع زيارته واتصالاته بها لمدة ثلاث سنوات من أجل إرضاء زوجته
الطمع أكبر سبب لقطع العلاقات اما الاخطر من ذلك هو النميمة أو “القيل والقال” من بين أسباب القطيعة ونشوب الخلافات بين الكثير من العائلات، وهو لفتاه سودانية التي دمرت علاقتها بسبب أقوال كاذبة نقلت من إحدى قريباتها، وتبدأ حكايتها عندما كانت جالسة مع ابنتها الكبيرة وابنة خالتهم التي كانت تغار من تماسك وتفاهم عائلتها، وهذا ما جعلها تغير كلامهم بالسوء عن ابنتها الكبيرة وتنقل أقاويل كاذبة لها، وما زاد الأمر سوءا أنها صدقتها، لأنها صديقتها المقربة، ولم تسمع كلام والدتها فقطعت الزيارة عن أمها لسنوات طويلة والاخطر فى تازم العلاقات الاسرية هو الوصول للمحاكم و التقاضي بين الأقارب والإخوان كالقضايا المنظورة في المحاكم التي يسعى فيها القاضي دائما إلى تحقيق العدل بين المتقاضين وذلك بالتأني والتروي في سماع كل أطراف الخصومة سواء كانوا إخوانا أو أبناء عم، ويسعى إلى انهاء المحاكمة بالصلح بينهم، كونهم عائلة واحدة، وبعض القضايا تكون في جلسات سرية لكي لا تفضح العائلة، ومعظم القضايا تكون بسبب خلافات بسيطة،لا ترتقى الى مستوى الوقوف امام القضاء ولكنها فى تقديرى افرازات سلبية فى واقع الحال فالخلافات الاسرية امر اصبح مسلم به لانه موجود فى معظم الاسر السودانية فى البدو والحضر نسمع عن تفاصيل كثير ونحزن الى الابتعاد عن الكتاب والسنة التى امرت بصلة الرحم ونهت عن قطعها والامر يحتاج لمرجعات ووقفات ودراسات طويلة عن اسباب ذلك  تنامى تلك الظاهره والوصول الى حلول وسطية والابتعاد عن الاسباب التى تقود الى تأجيج تلك الصراعات والمحافظة على كينونة الاسرة السودانية المترابطة .

هل لديك تعليق؟

لن نقوم بمشاركة عنوان بريدك الالكتروني، من اجل التعليق يجب عليك ملئ الحقول التي امامها *