:

*ود عمّك كان كتلكَ بِجُرَك في الضٌل*

top-news

لسان الحال
د. مصطفى محمد مصطفى
الزميلة الدكتورة مريم  حمدان محمد الاستاذ المساعد بالجامعات السعودية والمنتمية الى اهلنا المسيرية وفي معرض حديث بيننا  رفدتني بهذا المثل الرائع من تراثها الشعبي فأخترته عنوانا لمقال اليوم. وهو مثل شعبي بسيط في لغته عميق في معناه ويصلح للاستدلال به في كافة المناسبات التي تتطلب الرأفة والرحمة، فهو دعودة لكي تتزوج الفتاة من عيال عمها وان يختار الرجل من بنات عمه وهو دعوة لان تختار اصدقائك من عيال عمك، وهو دعوة لان تنتخب من السياسين لينوبوا عنك ايضا من عيال عمك فإن لم يكن هولاء جميعا من عيال عمك (لزم) فعليك ان تختار من ترى فيهم صفات ابناء العمومة من الرأفة واللطف واللين فهولاء ان غاضبوك  وارادوا ضربك فإنهم (يجرونك) الى الظل بعيدا عن اشعة الشمس الحارقة وان قتلوك لن يدعوا جثتك في الشمس بل يختاروا لها ظلا ظليلا، ولعمري ليس بين من حكمونا ثلاثون عاما من هو من أبنا عمومتنا، ليس بينهم من في قلبه رأفة ورحمة بنا، فقد جلدونا وقتلونا في اشعة الشمس بينما استطالت سياطهم لتصل الى ظهورنا وهم في الظل جالسون، الرأفة مطلوبة حتى  للذين يدينون بغير دينك ولكن دعاة الدولة الاسلامية كانوا يعتبرون كل من لا ينتمي  لحزبهم فهو ليس ابناء عمومتهم فيضربونه في (عز الهجير) بينما ان ارادوا تأديب سفيهم من ابناء العم  اخذوه من الغرف المكيفة الى الغرف الاشد تكييفا فيرتقي من مدير الى مدير عام ومن وكيل وزارة الى وزير. عليك بأبناء العم فإن خالفت دينهم دعوا الله لك الهداية، وان خالفت رأيهم جادلوك كما الانبياء، وإن اكلت مالهم تمنوا لك ان تهضمه بالعافية، وإن اغضبتهم حد الغضب ضربوك ولكن بعد ان (يجروك) في الضل. هي دعوة للوقوف مع جماعة (عندك خت ما عندك شيل)، شباب الثورة الذين يحملون جرحاهم ويظللون عليهم بأجسادهم العارية، هي دعوة للوقوف مع الثورة والثوار فهم ابناء العم.

هل لديك تعليق؟

لن نقوم بمشاركة عنوان بريدك الالكتروني، من اجل التعليق يجب عليك ملئ الحقول التي امامها *