:

السلوك الجمعي*( ١)

top-news
https://albadeelpress.com//public/frontend/img/post-add/add.jpg

*
بقلم/الفريق شرطة احمد محمد سيد مكاوي

    كثيراً ما استوقفتني وربما استوقفت الكثيرين غيري وفى مواقف لا تعد ولا تحصي  ...ظاهرة  إنفعالات الجماهير وتصرفاتهم وسلوكهم الشاذ الذي لم أجد له تفسير منطقي يبرر دوافع هذا السلوك أو ذاك ..وبخاصة عندما يصدر وسط تجمعات لا علاقة لافرادها فيما بينهم..

     وقد لاحظت ذلك في المواصلات العامة.. وموانئ السفر المختلفة.. وفي دور الرياضة ..ودور السينما.. واماكن الإحتفالات العامة والخاصة.. وكذلك في التجمهرات المشروعة الأخري كمسيرات الجماهير الرافضة لأنظمة الحكم أو المؤيدة لها.. وينسحب ذات الانفعال علي السلطات الحكومية التي تحاول السيطرة علي هذه التجمعات..

    وقد خطرت بذهني العديد من المواقف والأمثلة
 (والتي يمكن ان تكونوا شهوداً علي وقائع تشبهها)
 والتي  تصور انفعال الجماهير وانسياقهم خلف هتافات وصيحات او توجيهات تصدر من شخص وان كان مجهولاً بالنسبة لهم..
فيرددون الهتافات او ينفذون التوجيهات دون تردد..

   ومن هذه المواقف والطرائف والأمثلة مايلي:-
_______________
    في تلك الأيام الطيبة في دور السينما وإذا حدث عطل أدى لإنقطاع عرض الفيلم يكفي ان يطلق احدهم صافرة استهجان فتنطلق الصافرات من معظم الرواد بشكل هستيري..

    كذلك اذا هتف احد اصحاب الاصوات الجهيرة بعبارة التحكيم فاشل في دار الرياضة فيجد الالاف يهتفون من خلفه وربما يقود ذلك ويتطور  الي اعمال شغب وعنف..

   يكفي ان يهتف شخص ساخر بعبارة
(ملح ملح)لرجال شرطة تامين المباراة او من يدخلون للإستاد قبل نهاية المباراة بسبب إملاق او بخل ..فتنطلق 
جنبات الاستاد بذات العبارة من الجماهير دون وعي..

   ومما يُحكي في هذا الصدد ان هناك حكم انتدب لإدارة مباراة في مدينة أخري ونزل ضيفاً لدى أحد اقاربه.. وبعد نهاية المباراة وقعت أحداث شغب مما جعل الحكم يحتمي بالشرطة التي ارادت اخلائه لمقر أقامته... فاخطره الحكم ان قائد الجماهير التي تريد النيل منه والفتك بع ...وهو ذلك الذي يحمل سيفاً بيده هو قريبه الذى حل معه ضيفاً...ولا مجال لإصطحابه الي وكر الوحش..

   وفي طرفة أخري يحكي ان رجل جاء للمسجد لاداء فريضة الفجر مبكراً قبل المؤذن في ليلة شتوية شديدة البرودة... وفي مدخل المسجد وجد (عنقربب) كان قد حفظ داخل فناء المسجد بعد ان قبروا متوفياً في تلك الليلة ولا زال (البرش) وذلك (الثوب الأبيض) الذي يُلف فيه الجثمان في مكانه..
جلس الرجل من شدة التعب علي (العنقريب)
ليرتاح قليلاً في انتظار حضور المؤذن...ثم تمدد ..ثم تغطي بالثوب الأبيض وأحكم الغطاء.. ثم نام نوماً عميقاً..
ثم أذن المؤذن ان حي علي الصلاة وتوافد بقية المصليين ...وأفاد احدهم  انه جثمان أحضر للصلاة عليه.. أقتنع الجميع ...
ثم أدوا صلاة الفجر.. ثم حمل الرجل ووضع في مقدمة المسجد ..وبدأت صلاة الجنازة ثم استيقظ الرجل وتمدد وتمطي ولاحظ ذلك من كانوا بالصف الأول ...
 الجنازة تتحرك.. فإمتلئوا رعباً وهرولوا باندفاع الي خارج المسجد ..
 والمضحك ان المرحوم الذي لم يمت نفسه هب واقفاً واسرع يعدو  خلفهم دون ان يدرك اسباب رعبهم وهروبهم...

     وقد شاهد الالاف من رواد الوسائط الإجتماعية مقطعاً لعربة تعطلت وفشل صاحبها في إصلاحها في قلب السوق والشمس في رابعة النهار ..ويبدو انه تركها لاحضار فني لإصلاحها ..فبدأ احدهم في سرقة احدي اجزاء العربة ثم أعقبه هجوم العديد من الصبية لينتزعوا من العربة ما يمكن انتزاعه وسرقته وانتهشوها انتهاش الحيوانات علي فريستها...

    وفي المقابل قد نجد ان الجماهير وبذات انفعالها قد تقوم باعمال مفيدة ..
فقد تقوم بإطفاء حريق وانقاذ اسرة من داخل السنة نيران شبت في منزلهم ...

وقد تقوم الجماهير بسحب شاحنة من وحل...أو تعيد عربة قطار الي قضبان السكة الحديدية..

 والعديد من الاعمال والافعال المعروفة والموصوفة بالمروءة..

   ومن المشاهد المبذولة في الوسائط شباب ينقذون أفراد الشرطة من اختناق بالغاز وذلك اثناء إحدي مظاهرات
موقف شروني..

   ومجموعة من افراد بزي قوات نظامية  ينهالون بالضرب وبمنتهي الوحشية علي شاب لا حول له ولا قوة.. دون توقف وبلا وعي رغم انه تحت قبضتهم..

      ولعل من اخطر انفعالات الجماهير وسلوكهم الشاذ.. الذي ربما يدخلهم تحت طائلة القانون سلوك تجمعات الاحياء...وخاصة ما يعرف بدوريات تأمين الأحياء الطوعية..وذلك
عند القبض علي مشتبه
فيه بالسرقة او مخمور... 
فينهالوا عليه بالضرب الذي قد يفضي به الي الموت..

     وهنالك الكثير من المواقف المشابهة وحيثما كانت الجماهير والمواقف.. فإن صيحة واحدة من احدهم تكفي لإنفراط عقد التوازن وتذهب بالمنطق والوعي لدي معظم المتواجدين..

   لا شك أخوتي الأحباب انكم كنتم شهوداً علي مثل هذه الأحداث التي تحدث كثيراً وربما جالت في أذهانكم نفس هذه التساؤلات والتي حاولت جاهداً وبالبحث ان أجد لها بعض إجابات بإذن الله في مقالي التالي ..

فإن اصبت فمن الله سبحانه وتعالي العالم ببواطن الأمور ..وان اخطأت فمن نفسي والشيطان...

نواصل باذن الله

https://albadeelpress.com//public/frontend/img/post-add/add.jpg

هل لديك تعليق؟

لن نقوم بمشاركة عنوان بريدك الالكتروني، من اجل التعليق يجب عليك ملئ الحقول التي امامها *