:

*#السودان ..فقدان العقل الإستراتيجي في إدارة الصراع الدولي..!؟*

top-news

وبرغم التوقع
معز مكابرابي ..

▪️كنت قد سألت أحد خبراء الإستراتيجية الحادبين علي الغيرة الوطنية وأمن البلاد عن إمتلاك السودان لرؤية إستراتيجية وطنية في العلاقات الدولية والسياسات الخارجية يقابل بها تعقيدات الصراع الدولي ويأمن بها السودان تحصينات أمنه القومي المستقبلي حيث التقلبات في سياسية المحاور الدولية أو الإستقطابات بين التحالفات  الثنائية المتصارعة والمتنافسة في الفضاءات الدولية والسودان داخل دوائر الصراع الدولي الإستراتيجي وأحد الفواعل علي المستوي الإقليمي الإفريقي والعربي ..؟فكانت الإجابة صادمة لي وأنا أفترض وجود مثل هكذا رؤية للسياسات الخارجية والدولية لبلد مثل السودان يمكتلك موقعٱ جيوإستراتيجي وموارد مهولة ومتنوعة ومصادر مياه كبيرة وطاقة ومعادن حيوية كيف يتم حماية هذه المكتسبات وكيف يتم تحقيق المصالح الإستراتيجية للبلاد في ظل غياب العقل الإستراتيجي المركزي الذي يدير توازنات الصراع الدولي وتأمين مصالح البلاد وفق ممارسة سياسات خارجية تدعم التقدم والنهضة والتماسك الوطني والتنمية المستدامة وفق الشراكات والتحالفات الدولية فإن  ظاهرة الصراع قديمة منذ وجود الجماعات البشرية على كوكب الأرض، قبل ظهور فكرة الدولة، حيث السمة التي طغت هي البقاء للأقوى، أو الصراع من أجل البقاء، سواء في تعامل الفرد مع الفرد أو الجماعة مع نظيرتها، إلا أنها كانت تقوم على ثنائية الحرب أو السلم.وعلى الرغم من التحولات التي عرفتها البشرية على المستويين الفكري والاقتصادي والاجتماعي، وظهور فكرة الدولة، إلا أن ظاهرة الصراع من أجل البقاء أو البقاء للأقوى لم تختفِ نهائياً، بل بالعكس تعززت مع سعي الدول لتثبيت أقدامها، بكل ما تملكه من أدوات التأثير في بيئتها الدولية.وتعد إدارة الصراع الدولي إحدى أدوات السياسة الخارجية للدول في التعامل مع محيطها الخارجي، خصوصاً بين وحداتٍ سياسيةٍ متضاربةِ المصالح، وتُبنى على قاعدةٍ مسلّم بها مفادها إجبار وحدةٍ سياسيةٍ أو أكثر على الامتثال لإرادة طرفٍ واحدٍ أو أكثر، عبر تسخير جميع الإمكانيات والقدرات التي تتوافر عليها، تحقيقاً للمصلحة العليا على المَدَيَيْن المتوسط والبعيد بأقل تكلفة ممكنةوعليه، فإن إدارة الصراع الدولي ظاهرة معقدة ومتشابكة، تتطلب من أصحاب القرار السياسي عدداً من المهارات السياسية لإدارتها، من خلال القراءة الجيدة للتحولات السياسية والجيوسياسية التي تطرأ على النسق السياسي الدولي، حتى تستطيع مواكبتها والتأثير فيها بما يضمن لها تحقيق مصالحها.ولأن الصراع الدولي يعد إحدى أدوات السياسة الخارجية للدول في محيطها الدولي، فإنه يتضمن عدداً من التدابير والإجراءات التي تمكن الوحدات السياسية من إخضاع الوحدات السياسية المناوئة لمشيئتها.وإرداتها وتتعدد هذه التدابير ما بين أدوات تصادمية وأخرى غير تصادمية قياساً على حجم الخصم وقوته المراد استهدافه وإخضاعه، ومن بين هذه الإجراءات العقوبات الاقتصادية والتكنولوجية والحروب السيبرانية والتجارية والمالية، إلى حد إعمال التخريب وزرع الاضطرابات والدعاية والحرب النفسية والفوضى داخل الدولة المراد إخضاعها، أو جميعها معاً. في المقابل، تبلور الدولة المُسْتَهْدَفَة إستراتيجية مضادةً، الهدف منها الحد من تأثير هذه التدابير في الوضع الداخلي والخارجي للدولة، كي لا تعرض الأمن القومي  للبلد واستقراره للتهديد

هل لديك تعليق؟

لن نقوم بمشاركة عنوان بريدك الالكتروني، من اجل التعليق يجب عليك ملئ الحقول التي امامها *