:

الطيب عبد الماجد يكتب ( هدنة نووية )

top-news

( عبد الله الطيب )

 قصتنا العظيمة ..

والريد قسم يا عينيا 

ساحر اللغة وعراب الكلام وعندما يكون الإسم نفسه لقب ومقام 

فأنى لي بألاحرف اليوم وأنا في سوح ( العلامة ) عبد الله الطيب فقد أخذها الرجل كلهاوخبأها في ( بطون )الكتب وأمهات المراجع وأضابير البحوث وعقله المتقد فانقادت طوع بنانه طائعة مختارة ..يحركها كيفما شاء
فقد غرق الرجل في بحورها وأخرج دررها ونورها
فمنحته الضياء ..!
ووهبتنا ( الطيب ) 

عرفته مجالس العلم وحفظته دور المعرفة كرمته الدول واحتفت به المدائن فكان آخر قلاع اللغة وركنها الركين يتحدثها كما يشرب الماء ويصرفها حكمةً ودواء
منحه الله سرها فحدثنا بها دنيا ودين …
 
وكان ( البروف ) أمير المعاني وسيد النظم وعبقري الحروف
يمسك بتلابيبها ويرتقي سنامها يتمايل بها ذات اليسار وذات اليمين ببلاغة ونبوغ …تفوق وبزوغ 
ولسان عربي مبين  

بشخصيته السودانية الصميمة ومحياه ذياك الولوف يطل الرجل ويتدفق حرفاً وسحراً وبيان 
فكان أحد أهراماتنا ..مجد الوطن وفخر السودان 

( عبد الله الطيب ) علامةً مضيئة في سفرناورمز استثنائي في تاريخنا ..منحنا نور و ( نوران ) واعطيناه تقديراً وامتنان وسار بين الناس رباناً ورفع رأسنا بين العالمين  

حيث لم تكن قرية ( التميراب ) الوديعة التي ترقد على استحياء غربي ( دامر المجذوب ) على دراية أنها ستنجب أجود محاصيلها وأغلى ثمارها وستقدم للناس نوراً وزهور ..

و( الدامر ) أرضها بكر وبكور ..عالية الخصوبة أرضاً ورجال وعداً و( تمور )  

فجاء ( عبد الله الطيب ) بحمل استعداداً فطرياً للنبوغ والتفوق تظله نفحات إلهية يمنحها الله لمن يشاء من عبادة الصالحين 

وكان ( الطيب ) على الموعد حيث نهل من معين المعرفة دون هوادة واستزاد من معين العلوم وبزيادة حيث درس بكلية غردون وتوجه الي لندن فاتحاً  
ف ( بَزَّ ) الانجليز في عقر دارهم علماً و( صيّب )   
فتألقت العربية في بلاد ( الفرنجة ) ونزل غيثة على العالمين ..
 
( عبد الله الطيب ) ليس مجرد أكاديمي متبحر ولا دارس متمكن بل هو إحدى ( فلتات ) زمانه وطفرة جينية قل ان يأتي بها الزمان ويجلس صفاً واحد مع الكبار 
 

كتب فتجلى .. نطق فتدلى .. وصف فأبدع 
فَسَّرَ فتجاوز ..تحدث فأسمع ..أشار فأمتع 
قال فأقنع ..إرتقى فتربع …تواضع فطال ..
عرف فقال …صال وجال 
فكان بصمة للأجيال ولنا شرفاً وفخراً ومقال 

لاتعرف من أين تدخل ل ( عبد الله الطيب ) فإن كان من باب الشعر فله كثير من الدواوين 
وإذا كان من بوابة الأدب فهو متمكن ورصين 
ومن باب الدنيا فقد فتحها علماً ودين ..

لذلك عندما يقال هذا الرجل ( بحراً ) من العلم 
فلعمري لن نجد توصيفاً أدق من هذا العلامة …

يتحدث بسلاسة ودون إنقطاع وكأنه الفتح المبين 
يغوص في المعاني فينقلها كما قال الكتاب 
ويضيف لها سحراً وبيان فتمشي على قدمين 

موسوعته ( المرشد إلى فهم أشعار وصناعتها ) والتي خطها في خمسة أجزاء
عجز العارفون أن يأتوا بمثلها فقد ( بارزهم ) وهم غياب فاستدعاهم لحاضرنا فعرفنا ماذا يقولون …
ولو عرفوا لأنشدوا فيه شعراً وقصيد ..
أحد دواوينه كان بعنوان ( برق المدد بعدد وبلا عدد ) 
( وهذه لايفسرها إلا هو ) 

له أكثر من عشرين مؤلفاً كل واحد فيه وكأنه كتب بلغة 
ثانية فأحرف اللغة عند ( البروف ) تتجاوز عددها 
المعلوم حيث يضخ فيها الرجل من فكرة فتتكاثر ذاتياً 
وتخرج اللؤلؤ المكنون …كيف لا وهي لغة القرآن الذي 
لايضاهيه بيان ولا يدانيه بشر نوراً وكمال 

ففَسَّرَ القران بعمق لإنه تكمن من فهم المعاني 
وإدراك المقاصد وتبحر في الأصول 
كتابة وحديث فكان برنامجه الخالد تفسير القرآن الكريم بالإذاعة السودانية علامةً مضيئه في كتابنا الاعلامي ومرجعاً موثوق 
بإسلوبه ذلكم الجزل وطلاوة الحديث وشرح المقاصد 
وإنزالها للناس برداً وسلام ويرافقه المقرئ الشيخ 
( صديق احمد حمدون ) بصوته ذلكم العذب العطر 
فيطمئن السودان ..

 كتب مقالات في المجلات العربية جعلها تزهو 
وتفيض فوقف ( عرابوها ) أمامه صامتين …

( إنتبه أنت أمام ( عبد الله الطيب ) 

ترسانة اللغة ومعجم البلاغة وطلاع الثنايا 

له من الكتابات الفكرية ما يجعلك أمام مفكر ممتلك الأدوات حاضر البديهة مستوي القريحة وسيد الكلمات

بعرف في الأنساب وله مؤلف في ذلك …
كتب عن ( المتنبئ ) فكان لقاء السحاب 
( سيد القصيد أمام القامة المديد ) 

( شاعر لاقى ساحر ) 

فاستمتع القراء بمؤلف ضخم اقتربوا فيه من 
( أبي الطيب ) ورفعوا القبعات ل ( الطيب )  
ولو كان ( المتنبئ ) حياً لأهداه بيته الشهير 

عَـلَى قَـدْرِ أَهـلِ العَـزمِ تَأتِي العَزائِمُ وتَــأتِي عَـلَى قَـدْرِ الكِـرامِ المَكـارِمُ 
وتَعظُـمُ فـي عَيـنِ الصّغِـيرِ صِغارُها وتَصغُـر فـي عَيـنِ العَظِيـمِ العَظـائِمُ

 البروف ( عبد الله الطيب ) هِبَّةٌ من الله وَهَبَهُ الله ناصية الكلام وأسرار اللغة وسحر البيان فانزله على الناس وعداً وسعد وجعل للعربية رواداً ومحبين 
وامتد أثره لكل الدنيا فجلس العامة و ( الملوك )  
تحت مظلة علمه المنداح في تَوَاضَعَ منصتين 
فمن يرفع الله قدره بين الناس تقف الدنيا عاجزة عن 
التدخل وعندما تدعم السماء تتمثل الأرض بإذن ربها فتنال الرضا والقبول …

سأله محاور في إحدى القنوات الخليجيه وهم به مفتونون أن ( عبد الله الطيب ) بكل هذه السودانية المتجذرة والعمق الديني والثقافي أن يذهب الى بريطانيا ويقترن بفتاة إنجليزية…….

انظروا بماذا أجاب العلامة …
قال للرجل بالحرف الواحد ( وأنا هنا أنقل ماقال ) 

قال له الزواج قسمة لا أحد يستطيع ان يتحدث في ذلك …وأردف ( النحرير ) قائلاً وكما يقول المغني السوداني ( الريد قسم يا عينيا ) ….!!

فكانت هذه ( ألطف ) كسرة لي عبد الله الطيب أعادته للسودان صوتاً وصورة وظهر فيها 
( البروف ) ظهوراً نادراً بروح سودانية لاتقو إلا على الظهور …!!

نزل فيها ( البروف ) ( مظلي ) من ( دهاليز ) العربية إلى ( لذيذ ) السودانية وبينهما ( حنين ) 

( السودان ياخ ) 

وأنا كنت اظن أن ( عبد الله الطيب ) إذا ضحك يضحك 
بالعربية و ( كسرة يا كبير ) 

ولو كان هناك بورصة للأغاني فبعد استشهاد البروف بهذا المقطع لقفزت الأغنية إلى عالم تاني …

( والريد قسم ياعينيا ) 

ولم تكن زوجته ( جريزلدا ) التي عرفت ب  
( جريزلدا ) الطيب إلا إضافة للرجل ساندته ووقفت معه في كل مراحل حياته ورافقته من ( لندن ) عاصمة الضباب للخرطوم عاصمة ( اليقين ) 

وأحبت السودان وأحبها السودانيون فعاشت بيننا بود حتى
صارت بريطانية الأصول سودانية الحضور  
في علاقة تجسدت فيها معني الإنسانية والصدق والوفاء ولعلها تعطينا ملمح عن جمال الطيب نفسه وكأنها فصل بديع في رواية خطها الرجل بيده 

وقد أهداها ( بيتهما ) فرحة بحدث انتظره سنوات وهو إعلان إسلامها وهي التي تحاذي ترسانة الفكر الإسلامي لكنه تركها تدخله بقناعتها وليس بإشارته …
بسلوكه وليس جبروته ولا إكراه في الدين لكنه النور يسوقه الله لمن يشاء 

في محاضرة صامتة يسوقها البروف تقول كل شيئ 
 بنوه بحب وأشرفت هي على تفاصيله 
( البروف مافاضي من الكتب والاستزادة ) 
تضفي عليه من لماساتها فقد كانت تشكيليه محترفة   
وبالمناسبة هي ( عالمة ) في الانثروبولوجيا وعلم الإنسان لكن من الواضح انها تخصصت في عبد الله الطيب 

مضيا سوياً وبقي البيت يحكي قصة ويروي حكاية 

وقد كانت وصيتها أنها يبقى هذا البيت وقفاً لروح زوجها لصالح جامعة الخرطوم، كلية الآداب قسم اللغة العربية، وعلى أن تموّل من ريعه منح دراسية 
وهي التي لم تسكن فيه ..!

إنه تبادل الأماني وتجاوز المعاني وعندما يلامس الوفاء ( السقف ) وتناطح القيم عنان السماء  
فهنيئا لكما والعبرة والدروس لنا وكيف يكون الوفاء 
 
مضيًا سويًا وبقي البيت والآخرة خير وأبقى ..
وقف ساطع وعلم نافع …!! 

( أوا هناك أقيم ) 
 
نال ( عبدالله الطيب ) أرفع الأوسمة والجوائز المحلية والدولية …
وفي تقديري فإن الجوائز هي من أشرقت به فلم يكن يسعي لها لكن الله ساقاها له 
كان عضو ( مجمع اللغة العربية في القاهرة ) لكني أظن أنه هو ( المجمع كله ) 

( إن بعض الظن ( عِلْم ) 

كان زاهداً يمشي بين الناس بكل تواضع وجمال يعتز بسودانيته ويفتخر بها ..وكان استاذاً زائر في كثير من جامعات العالم 
( ويوم زيارتك بيتنا نور والله نور كلو زينة ) 

هذا ملمح فقط في سِفره الثر ولن أدخل في دهاليز مؤلفاته ولجج تفسيراته أخشى أن يخونني المداد
فأنا في حضرة ( عبد الله الطيب ) سيد اللغة وطلاع المنابر …..وما أنا بساحر 

عندما يكتب عن شعراء الجاهليه تخاله عاش بينهم 
وعندما يحكي في كتابه الماتع ( الأحاجي السودانية ) 
فانت أمام ( هرم ) يروي قصتنا وأصل الحكاية …
وعندما تسمع اسمه تشعر بعظمة هذا البلد وبهاء
أهله

مشي ( البروف ) وترك كل شيئ…

( والريد قسم يا عينيا ) 

هل لديك تعليق؟

لن نقوم بمشاركة عنوان بريدك الالكتروني، من اجل التعليق يجب عليك ملئ الحقول التي امامها *