:

كوارث  الاهمال الاسرى 

top-news
شركة شحن

فى الواقع
  بقلم :ـ بدرالدين عبدالمعروف الماحى 
 تناولت كثير من وسائل  وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعى عن تلك الحادثة الماسوية بوجود طفلين لاتزيد اعمارهم عن 3 سنوات  فى سيارة مغلقة باحد طلمبات الوقود بمنطقة جنوب الخرطوم  قبل مده وقد حاول البعض الاصطياد فى المياة العكرة وربط شح الوقود وصفوف البزين  والازمة ومعاناه المواطنيين بالحدث باعتبار ان ذنب ماجرى على  هؤلاء الضحايا الابرياء هو تلك الازمة وتقصير الدولة  !! ورغم ان ما حدث لاعلاقة له البته بواقع الحال ولكن المتوهمون المرجفون يبحثون عن اى اثارة من اجل توزيع سمومهم والتنفيس عن ما يعانونه من فراغ فى الفكر والمنطق وقد باتت تطل علينا برأس دميم في الآونة الأخيرة حالة من الإهمال الأبوي في حق الأبناء في سن الطفولة، ولا يمكن أن نسميها ظاهرة مجتمعية، بيد أنها آخذة في النمو، نظراً لما يتسم به بعض الآباء من رعونة وصلف في تعامله مع أطفاله، خصوصاً الطفل العنيد صاحب الميول العدوانية، الذي يُحجم عن طاعة والديه، فتكون العقوبة من جنس العمل، ويناصبه والداه العناد والعدوانية، دون أن يكون هناك حل لمشكلة الطفل النفسية، والتفاهم معه للوصول إلى حالة من الاستقرار النفسي، تسهم في احتوائه وتقويم سلوكياته، ويكون البديل عواقب كارثية وانشغال الوالدين بصفة مستمرة في الحياة التي صارت تتسم بالسرعة يدفعهما إلى ترك الطفل في محل غير آمن عليه، وإهماله ساعات طويلة، ما يؤدي أحياناً إلى تعرضه لمخاطر تصل إلى الإصابة أو الوفاة. وتطالعنا الصحف بشكل دوري بحوادث مأساوية، منها موت أطفال تركهم ذووهم في السيارة أو المنزل ساعات للتسوق، إما عقاباً للطفل، أو نسيانه أثناء نومه، فيموت اختناقاً داخل السيارة، أو صعقاً بالكهرباء، أو قفزاً من اعلى اسوار المنزل وهذا ماحدث ،،،فقد جمعتنى الصدفة انزاك  بجد ووالد امهات الضحايا عمنا (الجعلى  ) رجل من الزمن الجميل معتق بروح الكمال صبور متيقن متفهم حريص على تبيلغ رسالة لكل من حاول ان يقول غير حقيقة ماحدث ! فعمنا قيلى هو اقرب للضحايا واكثر اهتمام  من اباء وامهات الضحايا بحكم ان احد اباء الضحايا مقيم بالخارج (معتصم )  والاخر كثير الاسفار الى مدنى بحكم طبيعة عملة فهو تاجر اسبيرات يشترى ويبيع بين العاصمة والاقاليم ولتلك الظروف كان من الضرورى وجود امهات الضحايا معه وفى حوش واحد واقسم لى انه يجلس فى كرسي امام البيت ويراقب هؤلاء الاطفال ويهتم بهم ويشفق عليهم خاصة   وانه كثيرا ما يجد (احمد) يركب الركشات التى تقف امام مكان الصيانة المطلة على دارهم وفى يوم الحادث المشئوم خرج الطفلان وكانت هناك عربة تخص احد ابناء منطقة جبرة وقد تعطلت مساء الليلة التى سبقت الحدث وحاول صاحبها بمعاونة اخر تحريكها فى اليوم الثانى وهو نفس يوم الحادث وكررت التوقف و(دفروها ) الى مقربة من طلمبة الوقود ( وامن) صاحبها الباب اليسار ولان هناك عطل فى الباب اليمين تركوها وانصرفوا واكد لى عمنا قيلى ان الاطفال تسسللوا الى العربة ودخلوا فيها حوالى الساعه 10 صباحا والغريب ان هناك امراءه وبنتها مروا حوالى الساعة الثانية عشر وهو عز الهجير وشاهدوا الاطفال داخل العربة وهم يلوحون ايديهم من خلف الزجاج واعتبروا انهم يلعبون وعلقت البنت لامها  (بالله ابو الاولاد ديل مابخاف الله فيهم مخليهم فى السخانة دى فى العربية ) وردت عليها امها احسن ليه من يخليهم يقطعوا الظلط تضربهم عربية وما كانوا يظنو ان تلك هى ساعات الضيق والموت البطئ والبحث عن مخرج من العربية والسخانة وانعدام التنفس فيها وقد صعب عليهم فتح الباب واعمارهم لاتزيد عن 3سنوات فلاقدره ولا قوة تعينهم النجاة (وقد توجهت البنت وامها للقسم مجرد سماع تفاصيل الحادث وادلوا بهذه الشهادة ) وبعد ان ظلوا طيلة نهار ذلك اليوم الاستثنائى شديد الحرارة داخل العربة المعطلة من العاشرة صباحا وحتى العاشرة مساء حتى ماتوا !! وتجمهر اهل الضحايا وجميع سكان الحى وبدوا  فى كل  مكان البحث عن الاطفال فى داخل مربع 4 بازقتها وشوارعها وكل الجاخنين ولم يجدوا الاطفال وحوالى العاشرة الا ربع  ظهر رجل من ذات الحى  واعلن عن وجود اطفال فى العربة المعطلة بالقرب من الطلمبة وتحرك الجميع مكان العربة وتقدمهم جد الطفلين عمنا قيلى (محدثى ) ويالها من لحظات تدمعى القلوب فالطفل (ابوبكر ) منكب فى المقعد الخلفى داخل العربة جثة هامدة فى منظر اليم والطفل احمد فى المقعد الامامى ويدة فى كتف اخية ابوبكر وهو ايضا جثة هامدة !! لم يستطع عمنا (قيلى ) تحمل المنظر رغم انه رجل رزين ووقور كما زكرت ولكن الموقف اصعب من الاحتمال !! نقلت جثامين الضحايا على عجل الى المشرحة وزاع وعم الخبر كل ارجاء البلاد وبدات القصص والحكاوى والنسيج الشيطانى وبدا مروجى الشائعات وعبر (فى الواقع ) انقل لكم حقيقة ماحدث من صاحب الوجعه المكلوم بهذا الفقد ان ما حدث لم يكن الا اهمال وعدم مراقبة لاطفال فى تلك السن وان ما حدث ليست فيه اى شبهات جنائية اوانتقامية  فأسر الضحايا عاشوا بين سكان الحى  بالاخلاقهم السمحة وليس لهم اعداء وان ما حدث هو قضاء وقدر وقد اثبتت كل الاقوال والفحوصات المعملية ان الضحايا لم يتعرضوا لاى نوع من التعذيب او التسمم حتى الجروح التى وجدت فى ظهر احمد كانت بسبب درجة الحرارة العالية وصغر سن الفقيد فلابد ان نراجع انفسنا فى رعاية والاهتمام باطفالنا ولابد من التشديد عليهم والوقوف على كل تحركاتهم وان لا ننشغل عنهم لقترات طويلة مهما كانت مشاغلنا فتلك هى زراعتنا وحصادنا الذى نعيش من اجلة فالنجتهد فى اتقانه ونحن لانلوم اسرة عمنا قيلى على تقصير حشاه والله فنحن اعلم بحرصهم الزائد عليهم وقد نقل لى عمنا قيلى صورة حقيقية للاهتمام الزائد الذى كان يمارسة فى ابناء بناته المكلومات فتلك هى الاقدار وتلك هى الاعمار حددت لكل مولود فينا نسأل الله ان يتقبلهم ويجعلهم سلفا صالحا ويعوض اسرهم الجنه انه نعم المولى ونعم المجيب ولا حولة ولا قوه الا بالله

شركة جريس لاند لخدمات الشحن المختلفة

هل لديك تعليق؟

لن نقوم بمشاركة عنوان بريدك الالكتروني، من اجل التعليق يجب عليك ملئ الحقول التي امامها *