الابتزاز ،،،سلوك متوارث

- Super Admin
- 30 Nov, -0001
- 404
فى الواقع
بدرالدين عبدالمعروف الماحى
الابتزاز.. مفردة مزعجة وتجلب معها قدرا كبيرا من المشاعر السلبية، فهي تجسيد لواحدة من أحط الخصال التى يمكن ان يتحلى بها الانسان حين يستغل قوته مقابل ضعف إنسان آخر سواء كان هذا الضعف مؤقتاً أو دائم ، ويمر الإنسان في مراحل حياته المختلفة بتجارب صعبة من هذا النوع منذ زمن الطفولة الأولى، حين يهددك أخوك بأن يخبر أمك بأنك من كسر الكباية الغاليه وأنت تلعب الكرة ان لم تشركة فى لعبه معينه او تدية ما عندك من( حلاوة او اسكريم) وعندما يبتزك زميل فى الدراسة او الصف بأن يخبر المعلم بأنك تدس بخبره فى ملابسك او فى نص الكراس !! ومع التقدم في السن يصبح الابتزاز أكثر شراسه على الصعيد الأسري أو العملي، فعلى الصعيد الأسري قد يبتز الزوج زوجته مقابل السماح لها بالعمل، وعلى صعيد الحياة العملية نجد أن رئيس العمل قد يبتز موظفه فيما يتعلق بالفرص التدريبية او الترقيات مالم يتحمل الى عبد مطيع لكل ما يقوله له وما يناكف ولا يخالفه الراى
وهناك ابتزار من نوع اخر وغريب كابتزاز الرجل لرجل أو امرأة لامرأة، ولكن
يصبح الموضوع أكثر قذارة حين يتعلق الأمر بابتزاز أحد الجنسين للآخر
قضية الابتزاز متشعبة بالفعل، وأسبابها ودوافعها تحتاج إلى تحليل دقيق من النواحي الشرعية والثقافية والقانونية وحتى النفسية والبيئية، فبيئة العمل غير بيئة العائلة، وبيئة الدراسة تختلف عن بيئة العبادة والابتزاز يمكن ان يقع فى المدرسة كما فى المسجد والشركة كما فى المنزل واهم ما استوقفنى فى ذلك تلك الاخبار المكرره يوميا بكثير من صفحات الجرائد والتى تتحدث عن قضايا ابتزاز للفتيات من قبل الشباب بالصور او الرسائل او غيرها وكذلك الحال نجد ان هناك عصابات جديده تمثل على بعض رجال الاعمال دور الشاهد والضحية والشرطى المزيف وتتعمد ان توقع هولاء الاغبياء فى شرك الرزيلة لاستنزافهم والفوز بالثمينة فدية وكرامة خروج من تلك المازق ،،، ورغم ان تعريفات الابتزاز قد تنوعت لكنها تدور حول معنى واحد وهو القيام بالتهديد بكشف معلومات معينة عن شخص او فعل شئ بتدمير الشخص المهدد ان لم يقم الشخص المهدد بالاستجابة لبعض الطلبات والابتزاز له عدت اشكال ومسميات فهناك الابتزاز المادى والذى يبين لما هشاشية العلاقة بين المتخاصمين وتاثير المال على النفوس البشرية وكيف يبيع الصديق صديقة والاخ اخاه من اجل المال اما الابتزاز الاخطر هو الابتزاز الاكترونى كما زكرت اشكالة والسبب الاهم فيه تهاون بعض الفتيات والنساء بارسال صور عبر الوات ساب او الماسنجر او البريد الاكترونى ليس صورا عادية بل لقطات مخجلة وفاضحة ارسلت بثقة فى لحظات شيطانية تعبيرا عن ادخال السرور والبهجة والرغبه للمعروض وما ان تنقلب الظروف وتزال الاقنعه وينقلب كل منهم من ملاك طاهر وشخص وديع وحنين الى شيطان مسلط و شرير حتى يستقل ضعاف النفوس منهم تلك المقاطع والصور اما لارغام صاحبتها على مواصلة الفجور واللعب او كشف امرها للناس ابتزازا منه لينال ما يريد قصرا !! وللابتزاز محركات اساسية كالمال والوظيفه والزوج والصورة وهى التى يدور حولها كل تفاصيل تلك الدرامات السخيفة وللابتزاز اسباب عديده قضعف المستوى التعليمى والجهل بعواقف الامور هى من اهم تلك الاسباب كما ان دخول وسائط الاتصال الحديثة بصورة كبيرة فى حياة الاسر خصوصا الوات ساب والايمو والاكاى بى وكل ما ينقل صورة الفتاة وهى داخل غرفة نومها الخاصة وهو امر اصبح شائع وموجود فى واقعنا فكثير من الفتيات يقمن بتصوير انفسهن باوضاع مخله ومخجله وبلباس شبه عارى للهرلاء الشبان جهلا منها على جذب مشاعره واشغال الرغبه فيها والحفاظ عليه !!كما ان دور الاعلام فى عرض الافكار السلبية من خلال عرضة لقصص الحب الملتهبة والرمانسية المغتعله التى تعرض على الفضائيات وتوجج مشاعر الفتيات اللاهثات خلف الشهوه والحب فيقعن ضحايا لمعسول الكلام وينقدن لوهم كبير اسمه الحب وفى نهاية الامر يعرض المسلسل او الفلم نمازج من قصص الابتزاز التى يتعلمها الشباب ويقومون بتقليدها بعد ذلك!ويجب ان نعترف بأن هناك ضعف فى سبل الوقاية والمحكافحة للابتزاز كالتوعية والارشاد الصحيح فى التبليغ الفورى للاجهزه الشرطية وحتى على نطاق الاسر لان التخوف الذى يسيطر على الفتاه او الزوجة فى حالة وقوعها فى كارثة الابتزاز وخوفها من عواقب ذلك ونظره الاهل او المجتمع لها يجعل القضية اكثر تعقيدا والمبتزة عرضة لضرر اكبر من التشهير قد يقودها للجحيم فلابد من ان نؤمن على ضرورة المواجهه لانهاء الامر ولو باخف الضرر وقد سمعنا وطالنا كثير من رجال الاعمال او المرموقين مجتمعيا تخلصوا من كوارث عده بالتبليغ الفورى لحالات الابتزاز التى يتعرضوا لها وتحملوا جزء كبير من المضار من اجل حياة افضل ومعيشة هادئة ورجوع للحق والفضيلة
هل لديك تعليق؟
لن نقوم بمشاركة عنوان بريدك الالكتروني، من اجل التعليق يجب عليك ملئ الحقول التي امامها *