زول من حلتنا ،،،متوهم جدا !

- Super Admin
- 30 Nov, -0001
- 424
بقلم :ـ بدرالدين عبدالمعروف الماحى
احد ابناء عمومتنا تربى وترعرع بيننا فى تلك البقعه البسيطة غرب شندى، قرية كان اميز مافيها مئزنة المسجد الوحيد بها خاصة عندما يتم اضاءته بمولد تقليدى فى المناسبات الدينية والاعياد الرسمية ،كنت التقيه بين الحين والاخر فى اماكن لاتناسب ثقافتة ولانشاتة ولاتربيتة التى قام عليها ، اجده فى مسابح النوادى الكبيرة والفنادق الفخيمة والتقيه احيانا فى الشوارع التى تعودنا ان نرى فيها فئات واشكال محدده من الشباب !! قبل سنتين وانا امر صدفة بشارع المشتل وسط الرياض الخرطوم لمحت زولنا زاااتو بلحمو ودمو ولكن بشكل مختلف ولبس غريب !! بنطلون لونو اصفر (ناصل ) وتي شيرت بنفسجى صارخ وجزمة بالاحمر وفوق ده كلو لابس طاقية (سلفاكير ) ودارع شنطه فى ضهرو ومغير مشيتو تمااااما (منتشى للاخر ) وكانه يتجول فى شوارع اوربا !!زول وهمى !! ضحكت للاخر واقسمت لمن يرافقنى وهو من ابناء المنطقة انو (فلان) ده (جنا ) وما بجيبا على البر !! وقد كان فقد علمت وشاهدت نفس الصور له وهو غادر البلاد ودخل الى المانيا عن طريق التهريب كلاجئي سياسى ويعيش كما توهم وتخيل لتلك العيشة !!وهذا ما كنت اتنبأ له به من نهايات حزينة لان خياله الوهمى جعله يصدق الكذه التى هو فيها وهذا ما نعانيه فى مجتمعاتنا القروية التى تنقلت الى الحياة فى العاصمة وتأثر ابناءها بتلك الحداثة المصنطعه وهى فى تقديرى تخلق كثيرا من المشاكل المجتمعيه ومن الأمثلة المشهورة على قوة التخيّل في صناعة الواقع، قصة الطيار الحربي جورج هول والذي كان أسيراً في الحرب الفيتنامية، حيث وضع في صندوقٍ مظلمٍ لمدة تتجاوز السبعة أعوام، وحفاظاً على عقله أثناء فتره سجنه في هذا القفص الرهيب، كان يتخيّل نفسه يلعب رياضة الجولف وبأدق تفاصيل اللعب، وبعد خروجه من الأسر بأسبوعٍ واحدٍ فقط استطاع الالتحاق بإحدى المسابقات العالميّة لرياضة الجولف، وحصل فيها على أحد المراكز المتقدمة جداً، كل ذلك حصل بسبب قوة الخيال في تغيير الواقع وتعد قدرة الإنسان على تخيّل الأشياء والأحداث والوقائع إحدى أهم النّعم الّتي وهبها الله لبني البشر، وميّزه بهذه القوة عن الكثير من المخلوقات والكائنات الموجودة على هذه المعمورة !! كما يعد الخيال أيضاً إحدى أهم وسائل تغيير الوقائع الّتي يملكها الإنسان، ليغيّر واقعه إلى واقعٍ أفضل، فبالتخيّل فقط يستطيع الإنسان أن يحوّل واقعه الصعب والمرير والمليء بمكدّرات الحياة ومنغصاتها وضنكها إلى واقع آخر أكثر جمالاً ونوراً ومحبةً، وينسج في هذا الواقع كل ما يتمنّى وجوده في حياته، وقد عبّر عن قوة الخيال آينشتاين بقوله :"إنّ القدرة على التخيّل أهم بكثير من المعرفة ومن المعروف أنّ الله أعطى العقل الباطن قدرات غير محدودة، فقدراته فاقت كل التصوّرات والتوقعات على مرّ الزمان، وكانت قدراته اللامحدودة محط أنظار العلماء والمفكرين وروّاد التنمية البشرية، فمن قدراته الّتي يمكن للإنسان استغلالها لفرض واقعٍ جميل هو إطلاق العنان لخياله وتنبع قوة الخيال من عدم معرفة العقل الباطن الفرق بين الواقع المعاش والخيال غير الحقيقي، فالعقل الباطن بقدراته اللامتناهية لا يمكن أن يفرّق بينهما، أي أنّ العقل الباطن لا يفرق بين ما يستقبل من صورٍ حقيقيةٍ وواقعيةٍ معاشةٍ ترى بالعين المجردة، وبين ما يستقبله الدماغ من صورٍ غير حقيقية يراها الإنسان في مخيلته وأحلام يقظته، وبالتالي مع تكرار التخيّل، ومرور الوقت يبدأ العقل الباطن بالتحرّك لتغيير الواقع الحالي إلى واقع آخر مطابق لما كان في خيال الشخص المتخيّل والحالم كما ف المثال السابق ومما لا شك فيه أنّ على الإنسان تغذية عقله بالأفكار والصور الإيجابيّة، والتّي تحمل في مجملها رسائل الحب، والخير، والنجاح، والفلاح، فتغذية عقل الإنسان بمثل هذه الصور تساعده على عيش حياة مليئة بالسعادة والنجاح وتجعله أيضاً يحقق من النجاحات والإنجازات والمراتب العليا ما لا يستطيعه الإنسان الّذي يملأ رأسه بالأفكار السلبية والصور المدمّرة ومعاني الشر والإحباط والقلق ويركز عليها فكثير من الناس يحلم ويتخيل جمله من الافكار ويعيش فى جو ذلك الوهم حتى يصبح حقيقة وقد كان يحكى لى احدهم بأن الوزير فلان ده (كضاااب ) لدرجة انو بقى يصدق الكضبة البتخيلا !!ونفس الشئ عند كثير من المنتفعين والموهومين والمتلصقين تجد الاوحد فيهم كونه يعيش فى وسط هؤلاء بقاماتهم ومقاماتهم الرفيعة ويجالس بعضهم وفجأه يتخيل له انه من ضمن الاكابر والعظماء وتجده يعيش ذلك الاحساس فى المجتمعات الاخرى ويتملكة احساس بالعظمة وهى سلاح زو حدين خاصة عندما تغادر اماكن تلك العظمة وتلك المجالس وتجد نفسك تدافس فى المواصلات وتعيش الواقع لذا لاتدع قوه الخيال توثر فى واقع حياتك وخليك واقعى وما تعيش زول وهمى شديد !
هل لديك تعليق؟
لن نقوم بمشاركة عنوان بريدك الالكتروني، من اجل التعليق يجب عليك ملئ الحقول التي امامها *