شركة جريس لاند لخدمات الشحن
شركة جريس لاند لخدمات الشحن
لسان الحال

- Auth admin
- 10 Jan, 2024
- 470
شركة شحن
*عندما يمشي الخُبثُ على رجلين*
د. مصطفى محمد مصطفى
بالامس خرج علينا احد ابواغ الحرب والذي تفصله عن مداها آلاف الكيلومترات ونفث فينا عطره المتعفن ليتلاعب بالكلمات والالفاظ ويقول ان شعار الثورة كان (بل بس) بينما يرفض اهلها الان الحرب ويدعون الى السلام. ثم اخذ ومن شايعه من دعاة الحرب يهتفون بإسم الدفاع عن الشرف والاعراض وهم لايهمهم عرض إمرأة في دارفور أو الجزيرة الا بمقدار ما يتحقق لهم من مكاسب وقد قال زعيمهم على لسان قائدهم ساخرا من الشرف كله (ان لو أن جلابي فعل كذا في إمراة من اقليم كذا فذلك من حسن حظها) قالها وسجلها شهادة للعصر وكان دعاة الشرف حينها يضحكون ويصفقون وهذا كله بالنسبة لهم انما هي مزحة من الرئيس وهي مكرمة لهم أن مازحهم ولو على حساب الشرف. لاتحدثونا عن نهب وضياع اموالنا ولا عن تشردنا ولا عن كل ويلات الحرب فقد خبرنا كل هذا في وقت السلم في عصركم الغابر. دعاة الحرب هاربون، وابواغ اعلامهم متكدسون في فنادق الخمس نجوم وقياداتهم ينعمون بالفرش الوثيرة ويريدون مِن مَن تبقى من المواطنين القتال ليس دفاعا عن المال والممتلكات فلاكلاهما تُفتدى بهما الانفس، وليس دفاعا عن العرض فعرضنا لا يهمهم ولكنهم يريدون منا ان نقاتل عنهم تحت إمرة البلهاء والمخدوعين منهم الذين يكبرون ويهللون ولايفقهون معنى التهليل والتكبير.
لا تحدثوا المواطنين عن الرجالة والشجاعة ولا تحاولوا استفزازهم فهم في قلب المعركة وانتم تشاهدونها على شاشات الكريستال الرقيقة وبالالون.
ليس في الحرب خير بل هي شر محض وإنما التلذذ بسفك الدماء والشغف بمشاهدة تطاير الرؤس والاشلاء ماهي الا حالة مرضية لايستمتع بها الا الجالسون على مدرجات المسرح الروماني عندما كانوا يقيمون منافسات إقتتال العبيد في روما القديمة وهم ذاتهم من يضرمون نار الحرب الان في السودان ويشاهدون الموت والدمار من على مدرجاتهم الخارجية. اذا كان في النصر الذي وعدنا به الجيش (وطال امده) خيرا فإن في الحوار مع القاتل الان خيرات كثار، اوقفوا الحرب أيها الملاعين ولاتنفخوا نارها فعند الله لظى التي وعد الله المجرمين بها قال تعالى (يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ ۚ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا) وزرقا هنا لاعلاقة لها باللون.
عندما يمشي الخُبثُ على رجلين تتبعه الخبائث وهذه المقولة الاخيرة من تأليفي وجعلتها عنوانا لمقالي.
شركة جريس لاند لخدمات الشحن المختلفة
هل لديك تعليق؟
لن نقوم بمشاركة عنوان بريدك الالكتروني، من اجل التعليق يجب عليك ملئ الحقول التي امامها *