:

لسان الحال

top-news
شركة شحن


 *اليابا الصُلح ندمان* 
د. مصطفى محمد مصطفى

بغض النظر عن ان قائد الدعم السريع هو حميدتي أو ان قائد الجيش هو البرهان، وبغض النظر عن من اطلق الشرارة الاولى لهذه  الحرب (رغم علمنا اليقيني بأن الفلول هم الطرف الثالث في هذه اللعبة) الا ان الواقع الان يقول ان هناك حرب مستعرة قادتها من الطرفين سالمين غانمين وقادتها من عناصر  الفلول عسكريين ومدنيين اكتظت بهم شقق تركيا وماليزيا والامارات وغيرها وما زالوا يتناسلون هناك ويتكاثرون ووقودها الفعلي هم  الغلابة من افراد الشعب السوداني،  الذين تم تشريدهم وتقتيلهم ونهب ممتلكاتهم على قلتها وما زالوا يرزحون تحت وطأتها ولن يكتفى دعاة الحرب بذلك بل سيحاولون الاستمرار في اشعالها مستخدمين اجساد الفقراء والجهلاء وقودا لها بينما هم يتفرجون من خارج الاسوار حتى اذا اصابهم اليأس عادوا وصالحوا وعفوا عما سلف وربما عادت كلمة (فطائس) لتصف لنا حال شهداء الامس ثم انهم مرة اخرى سيتقاسمون ما تبقى من سلطة مع اعداء الامس. لن يتحقق النصر الصريح لأي من الفئتين لا عاجلا ولا بعد حين وهذا ما دلت عليه تجربة الحرب وهي توشك ان تكمل عامها الاول، ولن يقف داعموا الطرفين من امدادهم بالعتاد والمال حتى يرون السودان وقد تفتت الى قطع  سهلة الهضم  عند افتراسها. ما نراه اليوم هو صراع ظاهره الحق وباطنه نفاق وكذب وليت من اشعلوه اكتوا بناره الا أنهم كانوا اول الهاربين، مانشهده اليوم من دمار وتهجير ونهب وقتل  لا حل له الا الحوار، وما اراه الان ان مجموعة (تقدم) هي نواة الحل سواء التقوا البرهان اولا او حميدتي، وسواء انضم اليهم الحلو و نور و البعثيين والشيوعيين او لم ينضموا، وسوف تؤول الحرب في نهايتها للحوار خاصة وانه لا يوجد بين الطرفين من يستطيع انجاز الحسم العسكري، بل إن استنفار المواطنين يطرح سؤلا عن جدوى الجيش ورسالته وما هو الا نذير شؤم على المواطنين المدنيين.
ما طرحته تقدم يجب ان يتلقفه كل رجل رشيد وحكيم وله ذرة من الاخلاق، بل يجب دعمه ودفع الجيش الى قبوله اليوم قبل الغد حتى لا ينطبق عليه المثل القديم (اليابا الصلح ندمان) وكفى الله المؤمنين شر القتال وليعتبروا في قادم الازمان ويتجنبوا شراك الكيزان وحبائل الشيطان.

شركة جريس لاند لخدمات الشحن المختلفة

هل لديك تعليق؟

لن نقوم بمشاركة عنوان بريدك الالكتروني، من اجل التعليق يجب عليك ملئ الحقول التي امامها *