شركة جريس لاند لخدمات الشحن
شركة جريس لاند لخدمات الشحن
الأرضة التي.. أكلت الأوطان!

- Auth admin
- 08 Jan, 2024
- 255
شركة شحن
بقلم/ د. نجم الدين صالح
لم تمضي إتفاقية أوسلو والعقبة إلا وقد أيقن الصهاينة أن عقبتهم الكؤود هي هذه الشعوب الرافضة للتطبيع وليس فقط حكامها وإلا ما الذي يجمع انسان السودان مع انسان اليمن في كرهه لإسرائيل وبالمقابل فإن إسرائيل ليست فقط الطفل المدلل لأمريكا وإنما إسرائيل يد أمريكا والغرب الإستعماري في أهم منطقة غنية بالموارد في العالم ويجب ألّا تطالها يد الاعداء المنافسين وعليه فإن وجود إسرائيل هو جزء من الأمن القومي الغربي. كل هذه العناصر شكلت مشروعاً أمنياً كبيراً استخدمت فيه إسرائيل والغرب عمليات أشبه بالخوارزميات حتى تمضي بلا نسق واضح ولكنها مع الأيام تتشابك ليكون مشروعاً يطيح ببعض هذه الشعوب وبعض الحكام الممانعين للوصول إلى شعوب بلا أوطان او تحت طائل الفقر والفتن والصراعات. ثلاثون عاماً أو أكثر من العمل المتواصل بحجم مهول من الإمكانيات المادية والبشرية والذي يشارك فيه الجميع. وعلى صدد الحديث عن السودان سأركز على بعض النقاط المرتبطه به..
أولاً شكل إنقلاب الترابي وتنفيذه لبرنامجه السياسي صدمة كبيرة لمعسكر الأعداء كونهم كانوا قد بدؤؤا لتوهم لمشروعهم الكبير فكان بمثابة محطة ردة لما يراد التوصل له عبر شعاراتها الاستعدائية للهيمنة الامبيرياليه. فكان المشروع الامبيريالي العسكري في التسعينات الذي حاولوا به كسر الدولة السودانية وفشل بسبب تضحيات شباب أنصار الترابي.
ثم كان مشروع الحصار الاقتصادي والذي نجحت الحكومه السودانية بتخفيف أثره اولاً بإستخراج البترول وثانياً بالتحايل على المقاصه الدولية بفتح الحسابات الحكومية بأسماء أفراد أو شركات في دول مجاورة وإيجاد بعض الحلول لتخطي الحصار.
ثالثاً وهي أهم مرحلة... فتح جبهة أُخرى بعد الجنوب في دارفور .
رابعاً إنشاء شبكة موالية للعدو داخل جسم الإسلاميين انفسهم كان لها دور كبير في توسيع رقعة الفساد ونشره على المَلأ كآداة لتوسيع قاعدة المستفيدين وجعلهم أشبه بعصابة إقتصادية مهيمنة، والتي كان مدخلها هو حسابات الحكومة السودانية المالية التي آلت لشركات خاصة بغية تخطى العقوبات الاقتصادية ثم توسع الأمر حتى طالت الكثيرين.
خامساً صاحب هذه الفترة دخول الإمارات كحليف قوي للمشروع الامبيريالي في المنطقة فتم وبمساعدتها مشروع إضعاف الاقتصاد السوداني في أواخر الخمسة عشر عاماً الأخيرة عبر التلاعب بالعملة المحلية وصناعة التضخم مما أدى لإنهاك الدولة السودانية وإفقارها وزيادة شرائح الفقراء وسط عالم صاخب من الكماليات وبالأخص ما يخص جيل الشباب مما يجعل استقطابهم سهلاً..
سادساً تمت صياغة مشروع سياسي من معارضي النظام القائم آن ذاك وجندت له منصات إعلامية داعمة في آخر عشر سنين من عمر نظام البشير.
سابعاً تمكنت شبكة العدو داخل النظام الحاكم من إختراق الرئاسة نفسها ، استطاعت في ذات الوقت إنشاء علاقة مع أزرُع عسكرية داخل المؤسسة العسكرية بل و إقناع الرئيس البشير وتحت الضغط والتحكم في قراراته من تمرير تكوين جناح عسكري جديد (الدعم السريع) مقابل مؤسسة الدولة ذات الثقل للإسلاميين المتمثل في هيئة العمليات. وقد قام هذا الزراع بتوريط الحكومة السودانية في مجازر أُخرى متعمدة بغرض توريط النظام بجرائم حرب.
ثامناً تم تهيئة الداخل بمشاريع اجتماعية تتعلق بالحقوق والحريات وسخرت لهذه التهيئه الإمكانيات لتوظيفها في تشكيل وجدان شعبي وسط جيل الشباب والجامعات للرغبة في إنتزاع أسقُف أعلى للحريات كما لعبت شبكات العدو داخل جسم النظام من توسيع وسائل الترفيه والحريات الشخصية وعصابات المخدرات من صناعة مناخ مناسب للحريات والذي كانت تنقصه الضمانات ببقائها وإستدامتها كنظام مقنن لا يمكن الإرتداد عليه كماجرت العادة أحياناً بالحملات التي تشن ضد الظواهر السالبة.
تاسعاً.. تمت صناعة مشروع سياسي من كل العناصر السابقة بعلمها أو من دون علمها بالتنسيق المباشر أو بالعمل المنفرد لكل مكون وكل ذلك تشرف عليه إدارة المشروع المسؤولة عن إجهاض الدولة السودانية ،هذا المشروع سقفه هدم مقومات الدولة بإعتبارها أدوات للخصم السياسي للإسلاميين وإقامة دولة جديدة بمؤسسات جديدة تكون مضمونة الوَلاء لمشروع الدولة الجديد.
عاشراً.. كانت عقبة الجيش السوداني الذي هو المؤسسة التي يمكن أن تتصدى لعملية السقوط الكلية للدولة السودانية وبفضل شبكة العدو الداخلية تم تنفيذ خطوات تؤدي إلى تأكلٍ بوتيرة أكبر مما كانت في عهد الرئيس البشير خصوصا بعد إختراقه بواسطة عملاء العدو داخل القصر الرئاسي. كما تم تبني الفصيل الجديد الموالي للعدو بتمويل صناعته كجيش بديل يطيح بعملية عسكرية بالجيش السوداني على اسوأ الفروض أن تعصى إذابة الجيش السوداني بمجموعة من المشاريع السياسية كتصفيته بالتدريج من بعض مراكز القوى فيه أو أي اتفاقات تلجمُه وتطيح بقياداته المناوئة للمشروع الامبيريالي.
أخيراً.. فإن لتحجيم العدو لأي متدخل لتعزيز موقف الدولة السودانية أمام ماتواجهه من عدوان بغرض اسقاطها هو دوراً خارجياً لنفس العدو الداخلي وهم بذلك (العدو من الدول الامبيريالية وذراعهم في المنطقة إسرائيل وحلفائها من دول الخليج) يسعون للوصول للهدف وهو مشروع اللاوطن ومشروع كسر الشعب نفسه بحالة الشتات والإفقار والتهجير لينهي بذلك أحد أزرُع المقاومة للصهيونية والامبيرياليه العالمية مثل ماوصلت إليه دول وشعوب قبله ، وقطعاً بعد وصول المشروع لحبكاته المتقدمه أصبح من السهل توقع المحطة التالية داخل جسد هذه الأمة المستهدفة.
شركة جريس لاند لخدمات الشحن المختلفة
هل لديك تعليق؟
لن نقوم بمشاركة عنوان بريدك الالكتروني، من اجل التعليق يجب عليك ملئ الحقول التي امامها *