:

هدم الوطنية

top-news
شركة شحن




بقلم /د.نجم الدين صالح


أكاد أجزم أن تاريخا طويلا من مشروع هدم الروح الوطنيه داخل نفوس الشعب السوداني خلال عشرين عام او يزيد وبتقصير بل وبمشاركه اغلبيه ساحقه من الشعب السوداني.
ان مشهد نزوح المواطنين تحت اي مؤثر بسيط في هذه الحرب اكد ضعف الانتماء وانعدام الغيره على الوطن وفي ظني ان حصاد العشرين عاما الاخيره من الخطاب الذي جعل من المشروع السياسي أهم من الوطن نفسه بأعتبار ان هذا الوطن الكائن الان لا يستحق الحفاظ عليه وان دكه واعاده بنائه هو الخيار الافضل وهذا ممن يحسب على النخب والمنفعلين بقضايا العمل العام ومع وجود غالبيه ساحقه لا يعنيها غير مشاريعها الخاصه من اكتساب وطن جديد بالنزوح اليه حتى لو كان اسرائيل او الاستقرار فيه بحجه العمل وارتباط اسرته بعد ذلك بالحياه هناك او تحقيق النمط الذي يتمناه داخل السودان بأي وسيله حتى لو كانت خيانه أهله والغدر بهم او العيش بتسطيح تام باعتبار ان قيمه الوطن والتاريخ والمستقبل لا تقع ضمن مسؤلياته وهي ضرب من الفانتازيا والاستهلاك. حدث كل هذا للمجتمع وكان قادته ومسؤليه لا يعنيهم هذا التغيير ولم يقفو عليه او يتصدو له، غادر المحبطون او الانانيون اصحاب المشاريع الشخصيه ولم تتحرك السلطه الحاكمه ساكنا ولم ترى في ذلك منعطف خطير وغادر حتى ابناء الحزب الحاكم واجيالهم الثالثه والرابعه وقيادته مشغوله  بقضايا البقاء وتسيطر عليهم العلويه والترفع عن النظره بعين استراتيجيه لما يحدث ولما يتصاعد من روح تدميريه بحجه ان البناء الجديد افضل واطهر من الترميم وباعتبار الهدم نقي بلا عدوهم السياسي والترميم تشويها يجبرهم بالتعامل معه. انحرف المجتمع نحو الانسلاخ وهم بذلك لا ينسلخون عن الدين والتدين وانما عن السقف الاطاري الاجتماعي الذي يجمعهم في تعبير واضح عنوانه انا  اعيش لقناعتي وطموحاتي وتصوراتي ولن اضحي لاكون تحت سقف التصور الجماعي لما يعرف بسقف التصورات الوطنيه وسقف التصور الشعبي الوطني. ومما ساعد على كل ذلك بل وتبنى فعله اجيال من البسطاء السطحيين الذين لم يكن لهم يوما مشاعر تجمعهم ليرتبطو مع قضايا الرصد السياسي للاحداث او المجتمعات ولم تكن لهم تجارب في التعايش مع تجارب الغير للظروف الاجتماعيه والسياسيه لانهم عاشو في عزله تامه وكانو للتسطيح اقرب  لانه الاسهل ثم غدو بين عشيه وضحاها اصحاب رأي وموقف بل وقاده وهم لايرون الا انفسهم ولم يتعلموا او يعيشوا او يتعايشوا مع قضايا الغير وقضاياهم ولا يمتلكون المعرفه والتحليل والرصد الذي يربط قضايا كثيره في العالم حولنا وهم بذلك يطلقون احكاما قطعيه لامور لا يدركون ولايرون ولا يشعرون الا جزءا صغيرا منها. كل هذا انا أسميه  بمشروع هدم الوطن داخل نفوس السودانين وعوض عنه  بالانا والشله وحتى الحزب او الجماعه السياسيه وهي كل ما يعنينا وما يجب ان نحافظ عليه ونقاتل من اجله. ضاع السودان على يدي ابنائه وهم لا يرون قيمه للوطن وكان اسهل ما يمكن التضحيه به ووصل الامر للتسويف والتشكيك حتى فيما يهدد بقائه وينسف وجوده واصبحت الخيارات الصغيره السالفه الذكر طرحها أولى والاهتمام بتفاصيلها انقى واطهر من الاحتفاظ بوطن يجمعهم مع غيرهم فهل يستحق السودانيون هذا الوطن ام انهم يستحقون ما يحصدونه الا؟.

شركة جريس لاند لخدمات الشحن المختلفة

هل لديك تعليق؟

لن نقوم بمشاركة عنوان بريدك الالكتروني، من اجل التعليق يجب عليك ملئ الحقول التي امامها *