شركة جريس لاند لخدمات الشحن
شركة جريس لاند لخدمات الشحن
رصاصة طائشة واطفالا بلا اب

- Auth admin
- 10 Jun, 2025
- 199
شركة شحن
في ليلة كان يُفترض أن تكون من أسعد ليالي العمر،في مدينة الدبة بالولاية الشمالية تحوّل الفرح إلى مأساة، والزغاريد إلى بكاء، والرقص إلى صمت ثقيل... ليلة زفافٍ انتهت بجنازة.
سقط عثمان، الرجل الثلاثيني، أبٌ لأطفال، وزوجٌ محبّ، ضحية لعادةٍ مميتة ما زال بعض الناس يصرّون على تسميتها "مظهراً من مظاهر الفرح": إطلاق النار في الهواء.
جاء عثمان مشاركًا في حفل زفاف أحد أقربائه، يحمل معه ضحكته المعتادة، وحديثه الطيب، وعينيه الممتلئتين بحب الحياة. لم يكن يتوقّع – ولا أحد توقع – أن لحظة احتفال طائشة، ستكتب نهاية قصته، وتترك أطفاله يتامى في لحظة لا تُنسى.
رصاصة واحدة، لا يعلم أحد من أطلقها، لكنها كانت كافية لتمزّق قلب أسرة، وتطفئ ضوء أبٍ في أوج عطائه. رصاصة لم تستأذن، لم تفرّق بين عدو وصديق، ولم تسقط في أرض خالية... بل في قلب رجلٍ بريء، جاء ليشارك الفرحة فعاد ملفوفًا بالكفن.
أيّ فَرَح هذا الذي يتوشّح بالسواد؟
أي تقليد أعوج يجعلنا نحمل السلاح في لحظات الحبّ والبهجة؟
ألم نكتفِ بعد من سماع مثل هذه القصص التي تتكرّر في كل موسم زواج أو احتفال؟ متى ندرك أن إطلاق النار في الهواء ليس تعبيرًا عن الفرح، بل فعلٌ متهورٌ لا يجرّ سوى الكوارث؟
اليوم، تقف زوجة عثمان بين أطفاله، تحاول أن تُخفي دموعها كي لا تنهار، تتساءل: من يُطعمهم الآن؟ من يحملهم على كتفه كما كان يفعل أبوهم؟ من يشرح لهم لماذا لم يعد والدهم يعود إلى البيت؟
هذه المأساة ليست حادثة فردية، بل نتيجة مباشرة لسكوتنا كمجتمعات عن هذه الظاهرة، وعدم اتخاذ إجراءات حازمة ورادعة. يجب أن نقف جميعًا – مواطنين وقيادات وأجهزة أمنية – أمام هذه العادة المؤذية، وأن نعتبر كل رصاصة طائشة جريمة كاملة، لا مجرد خطأ عابر.
احفظوا الأرواح... اتركوها تفرح دون دم.
من أجل عثمان... من أجل أطفاله... أوقفوا إطلاق النار في المناسبات.
كتب : محمد عباس
شركة جريس لاند لخدمات الشحن المختلفة
هل لديك تعليق؟
لن نقوم بمشاركة عنوان بريدك الالكتروني، من اجل التعليق يجب عليك ملئ الحقول التي امامها *